أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أمس، بأن الجزائر اتخذت تدابير ملموسة لفائدة المرأة من أجل تعزيز انخراطها في التكفل بالانشغالات الأمنية، معتبرا الندوة الإقليمية حول مشاركة النساء في حل النزاعات المتعلقة بالحدود يعد فرصة سانحة لتبادل التحاليل ووجهات النظر حول السبل الكفيلة بإشراك المرأة بشكل فعّال في تسوية النزاعات وبناء السلم في إفريقيا بشكل عام. وأوضح مساهل خلال مراسم افتتاح أشغال الجمعية العامة الأولى للشبكة الإفريقية للنساء من أجل الوقاية من النزاعات والوساطة "فام وايز- أفريكا" بأن الجزائر التي تلتزم بشكل كامل ضمن الإتحاد القاري بإشراك المرأة في التكفل بالانشغالات الأمنية، اتخذت على الصعيد الوطني تدابير ملموسة لفائدة المرأة الجزائرية، تستند إلى التوجيهات الواردة في مختلف البرامج السياسية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي تستهدف ترقية حقوق المرأة الجزائرية والتزامه من أجل مجتمع يساوي بين الجنسين. وأضاف الوزير خلال أشغال هذه الدورة الثانية التي حملت شعار "إسكات الأسلحة عبر القارات عام 2020"، أن النزاعات المسلحة تؤثر على جميع مكونات المجتمع لما لهذه الأخيرة من تأثيرات بالغة على المرأة، مشددا على ضرورة مشاركة هذه الأخيرة في صنع القرار في أي مجتمع. وذكر الوزير في مداخلته بقرار مجلس الأمن 1325 الذي يعكس حسبه وعيا اجتماعيا بضرورة وضع الحالة الخاصة للمرأة واحتياجاتها في صميم عمل الأممالمتحدة والمنظمات الجهوية، لاسيما في ميدان عمليات حفظ السلام، مضيفا بأن هذا القرار يشيد بشجاعة المرأة والتزامها بالسلام وكذا قدرتها الملحوظة على تجاوز الانقسامات بجميع أنواعها الدينية والثقافية وغيرها من أجل بناء السلام وتعزيز المصالحة الوطنية. كما أشار مساهل في سياق حديثه إلى تكثيف الاتحاد الإفريقي لإجراءاته سعيا إلى تعزيز مشاركة المرأة في عمليات منع النزاعات وحلها على الصعيدين الوطني والقاري، مؤكدا بأن الجزائر عملت على اتخاذ العديد من الإجراءات انطلاقا من التزامها التام في إطار الاتحاد الإفريقي بتعزيز مشاركة المرأة في معالجة المسائل الأمنية التي تعد محل اهتمام الدولة، على غرار التصديق على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التميز ضد المرأة. وإذ نوه بالدور الكبير الذي لعبته المرأة الجزائرية في مكافحة الإرهاب من خلال دعمها القوي والحازم لميثاق السلم والمصالحة، أشار الوزير إلى أن الدولة تعتزم مواصلة جهودها لحماية حقوق المرأة من خلال وضع استراتيجيات جديدة لتعزيز مشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مستشهدا بنجاح التجربة الجزائرية في قضايا المرأة من خلال نيلها العديد من الجوائز على غرار جائزة 2017 التي منحها الاتحاد الإفريقي للجزائر نظير الجهود التي قام بها الرئيس بوتفليقة في هذا الإطار والتزامه بتعزيز مكانة المرأة. الدالية: المرأة الإفريقية ينتظر منها الكثير لحل النزاعات في كلمتها بمناسبة الجمعية العامة للنساء الإفريقيات الوسيطات التي حضرتها أكثر من 100 امرأة إفريقية ممثلة للاتحاد الإفريقي، أكدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة غنية الدالية أن المرأة الإفريقية ينتظر منها لعب دور كبير في إيجاد حلول للنزاعات الدولية، خاصة وأنها تتميز بمقاومة في مواجهة الشدائد. وذكرت الوزيرة بأهمية إطلاق الشبكة طبقا لتوصيات "بانرايز" خلال الاجتماع المنعقد شهر ديسمبر 2016 بمدينة قسنطينة، والتي صادق عليها الاتحاد الإفريقي في مؤتمر قمة رؤسائه المنعقدة بأديس بابا، الذي دعا إلى إنشاء ووضع حيز التنفيذ الشبكة الإفريقية للنساء الوسيطات، مبرزة في سياق متصل دور ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي مهد الطريق لقضية تعزيز حقوق المرأة في الجزائر، من خلال تأكيده على الدور الفعّال للمرأة الجزائرية التي قامت بالتصدي للأعمال الإرهابية، وهو ما سمح لها بأن تكون الركيزة الأساسية للتلاحم الاجتماعي وساعد على عودة السلم والأمن في الجزائر. انتقاء 100 امرأة وسيطة في الشبكة الإفريقية النسوية من جهته، أكد مفوض السلم والأمن بالإتحاد الإفريقي، السفير اسماعيل شرقي أن اجتماع ممثلات لاتحاد الإفريقي، يأتي تفعيلا لتوصيات مؤتمر النساء الإفريقيات المنعقد العام الماضي بقسنطينة، والتي دعت إلى إنشاء شبكة للنساء الإفريقيات توكل لها مهمة فض النزاعات في بلدانهم وباقي دول العالم، ما أسفر حسبه عن التأسيس لدور فعّال وإيجابي للمرأة الإفريقية في حل النزاعات بقرار مؤتمر رؤساء الدول والحكومات في جويلية الفارط، مشيرا إلى أن أهداف هذه الشبكة ترتكز على تثمين الجهود المشتركة في إسكات البنادق وترقية الحوار والمصالحة والسلام، تعزيزا لمساعي الإتحاد الإفريقي بدعم من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من أجل التصدي للإرهاب والتطرف. وثمّن مفوض السلم والأمن بالإتحاد الإفريقي، التزام الرئيس بوتفليقة القوي والثابت بدعم الجهود القارية والإقليمية الرامية إلى إحلال السلم والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، كاشفا بأن الشبكة النسائية ستختار 100 مشاركة عبر الإنترنت من أجل انتقاء النساء التي ستثبت جدارتهن من خلال مشاريعهن في إطار تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وستؤطر من طرف نساء إفريقيات من الشبكة في حل النزاعات الدولية وإحلال الأمن والسلم الدوليين. شبكة الإفريقيات الوسيطات تنوه بدور المرأة الجزائرية ممثلة شبكة النساء الإفريقيات الوسيطات "فام وايز-أفريكا" السيدة سبيسيوزا وانديرا، أشادت في مداخلتها بدور المرأة الجزائرية التي أثبتت عن جدارة واستحقاق بأنها إمرأة قوية ومناضلة منذ فترة الثورة التحريرية وخلال مرحلة بناء الوطن، مشيرة إلى أن دور الشبكة هو تفعيل دور المرأة الإفريقية بكل مستواياتها، كونها كانت مضطهدة على مر العصور. وأوضحت المتحدثة أن الدور المطلوب اليوم من المرأة الإفريقية يكمن في ضرورة مشاركتها في فك النزاعات الحاصلة في العالم، وهو الدور الذي لا يأتي حسبها إلا باستفادتها من التكوين والتأطير الجيد في مجال دعم قضايا السلم، سواء على المستوى المحلي والوطني، أو القاري والدولي، داعية في هذا السياق إلى الاستفادة من تجارب النساء اللواتي يناضلن من أجل غايات سامية في كل من المكسيك وكولومبيا والفيليبين والجزائر. للإشارة، فإن أشغال الجمعية العامة للمنتدى الإفريقي حول دور المرأة في الوقاية والوساطة في النزاعات الإفريقية التي انطلقت أمس، بقسنطينة حول موضوع "النساء الوسيطات وترقية التعاون العابر للحدود، تتواصل اليوم في يومها الثاني بتنظيم جلسات حول فهم مشاركة النساء في جهود تعزيز السلم ومساهمة التعاون العابر للحدود في التماسك الإقليمي بإفريقيا والعالم.