كشف تقرير لجنة الصحة والسكان بالمجلس الشعبي الولائي بسكرة عن تذبذب في مكافحة الأمراض المتنقلة عبر المياه في السنوات الأخيرة. فعلى الرغم من اختفاء بعض الأمراض على غرار الزحار والكوليرا الا أن التيفوئيد عرف ارتفاعا الى غاية سنة 2009 وكذلك الأمر بالنسبة لمرض الالتهاب الكبدي (أ) نتيجة توفر عدة عوامل منها تلوث المياه الشروب بعد اختلاطها بالقذرة وتلوث المياه المخزنة داخل المنازل، انعدام النظافة الفردية والجماعية استهلاك خضر مسقية بالمياه الملوثة والقذرة بيع مياه غير مراقبة عن طريق الصهاريج وخلال زياراتها الميدانية سجلت ذات اللجنة بعض السلبيات التي من شأنها أن تتسبب في نتائج غير محمودة ما لم يتم استدراك الوضع منها، توقف عملية تجفيل مياه الشرب في الكثير من الأحيان جراء مشاكل محلية كعدم توفير مادة الجافيل من طرف المصالح المختصة توقف تجهيزات الجوفلة الاتوماتيكية والتراخي في صيانتها مما ينجم عنه توزيع مياه غير معالجة، الاتكال في عملية الجوفلة على أشخاص غير مؤهلين عدم تطهير الخزانات بصفة منتظمة عدم معالجة مياه الصهاريج الموزعة على المطاعم والمدارس واستعمالها دون تجفيل، استعمال الآبار الخاصة لملئ الصهاريج المتنقلة لمياه الشرب دون مراقبتها رغم اعتماد عائلات كبيرة على هذه المياه في استعمالاتها اليومية نتيجة نقص الماء الشروب في بعض الجهات وتردي نوعيته الموزعة عبر الشبكة وان كان لا أحد ينكر الخدمة الكبيرة التي تؤديها شاحنات التوزيع في الحد من أزمة الماء الشروب الا أنها قد تصبح بؤرة في حالة عدم احترام شروط النظافة بعد أن تمت الملاحظة أن معظمها يعمل دون أن يتوفر على رخصة التوزيع وشهادة المراقبة مما يجعل مصادر المياه مجهولة كما ساهم اهتراء شبكة الصرف الصحي وانعدامها في بعض الأحياء في حدوث تسربات انجر عنها تلوث المياه في ظل تمادي بعض الفلاحين في استعمال المياه القذرة في عملية السقي الفلاحي بعد أن عمدوا الى سقي المحاصيل وحتى النخيل خاصة بالمناطق القريبة من المصبات النهائية ووجود بعضها بالقرب من التجمعات السكانية في بعض البلديات ومن أجل عدم استفحال هذه الأمراض وانتشارها أكثر أوصت اللجنة المذكورة بضرورة الأخذ بالاجراءات الوقائية منها القيام بمعالجة مياه الشرب بمادة الجافيل أو الأقراص مع مراعاة تركيز المادة الأولية ومدى تأثير طول شبكة التوزيع على نسبة الكلور في الماء التدخل المباشر عند ملاحظة أي خلل في عملية الجوفلة المراقبة البكترولوجية لمياه الشرب منع السقي الفلاحي بالمياه القذرة ضرورة تجديد الشبكات القديمة واستبدال غير الوظيفية منها مع الاسراع في انجاز محطات لتصفية المياه المستعملة في جميع الجهات التي تتطلب ذلك. وذلك في سياق الحرص على ضمان عمل وقائي يحمي حياة الانسان من جميع الأمراض الفتاكة خاصة وأن الولاية تمتاز بشساعة مساحتها وكثافة سكانها وتنوع مناخها وتضاريسها في ظل درجة الحرارة التي تزيدصيفا عن 46 درجة وكذا وجود أودية تتوسطها لوثتها مياه الصرف الصحي وجعلتها مصدرا لإنتشار الأمراض.