هاجس الأمراض الناجمة عن المياه الملوثة يؤرقهم الجزائريون يتجهون إلى اقتناء المياه المعدنية كبديل يعرف المواطن الجزائري اليوم إقبالا منقطع النظير على قارورات المياه المعدنية نظرا لتخوفه من إصابته بأمراض قد تكون خطيرة ومزمنة في بعض الأحيان خاصة وأن مياه الشرب قد باتت غير صالحة للاستعمال في أغلب الأوقات سيما مياه الحنفيات التي أصبحت تمتاز برائحة وطعم غير عاديين الأمر الذي جعل الكثير من العائلات ذات الدخل المتوسط تنتهج سياسة اقتناء قارورات المياه المعدنية للشرب فقط واستعمال مياه الحنفيات لأغراض أخرى، في حين أن العديد من العائلات تعاني من نقص أو لنقل انعدام المياه الصالحة للشرب في بعض من المناطق النائية والتي هي في رحلة بحث يومية للظفر بقطرة من الماء الشروب، وفي سياق آخر كان لنا حديث مع بعض المواطنين الذين عبروا لنا عن توقفهم عن استهلاك مياه الحنفيات للشرب منذ مدة طويلة يقول السيد (ك،ل) 40 سنة نحن نستعمل المياه المعدنية منذ السنة الماضية خاصة بعد أن تعرض ولدي إلى إصابة حادة في الجهاز الهضمي وكادت أن تتطور حالته لولا تدخل الأطباء في الوقت المناسب في حين تقول السيدة (م،ك) أنها لا يمكنها الاستغناء عن المياه المعدنية فقد اعتادت عليها خاصة وأنها توفر لها حسابا خاصا من مدخولها الشهري منذ فترة وهي الآن لم تعد تصاب بآلام في البطن والتقيء مثل السابق مضيفة أن مياه الحنفيات لم تستعملها للشرب منذ السنة الماضية في الوقت الذي لم يجد آخرون المتواجدون بالمناطق النائية حتى مياه الحنفيات للشرب ومازالوا يلجأوون إلى شراء قارورات الماء وتعبئتها من الصهاريج والعربات المتنقلة عبر هذه الأحياء بالمقابل صرح لنا بعض أصحاب محلات المواد الغذائية بأن إقبال المواطنين على شراء قارورات المياه المعدنية قد ارتفع مقارنة بالسنوات الأخيرة. حيث يقول صاحب أحد محلات المدينة أنه اليوم قد أصبح لديه زبائن أوفياء لهذه المادة الأساسية للحياة يأتون إليه كل أسبوع أو شهر لشراء كميات معتبرة منها مضيفا بأن تجارة المياه المعدنية اليوم قد عرفت رواجا واسعا خاصة خلال السنوات القليلة الماضية وذلك كون المواطن الجزائري بات يتخوف من إصابته بأمراض مزمنة وحرصا على صحته فإنه قد يستغني عن شرب مياه الحنفيات نظرا لأن هذه الأخيرة أصبحت تعرف رداءة بعض الشيء وتكون ملوثة في أغلب الأحيان.. وفي المقابل فقد أكد لنا بعض الخبراء في البيولوجيا على أن الأخطار التي قد تسببها المياه الملوثة على صحة الإنسان قد تكون وخيمة وتصعب معالجتها في بعض الأحيان حيث أن 20 % من حالات تلوث مياه الشرب بالرصاص مصدرها الماء الصالح للشرب وأن 10 إلى 15 % من الأشخاص يحملون كميات خطيرة من هذا العنصر في أجسامهم وتأتي هذه المشكلة بشكل أساسي من الأنابيب الرئيسية أو الحنفيات النحاسية في المنازل وقد يسبب التسمم بالرصاص فقدان الشهية والغثيان والقيء وفقر الدم أو انخفاض كريات الدم وقد يؤدي إلى الإجهاض عند النساء الحوامل بالمقابل قد يأتي الشكل الثاني من التلوث بشكل مفاجئ من مادة الكلور المستعملة لقتل البكتيريا في الماء إذ أن ارتفاعا طفيفا من نسبة الكلور في الماء قد يتسبب في أعراض كالتهاب الحنجرة والعيون والجلد والسعال، الإعياء والإلتهاب الرئوي. كما أن زيادة نسبة البكتيريا في ماء الحنفيات وعدم معالجتها قد تسبب في أمراض مزمنة فمثلا بيكتيريا فيبريو كوليري تسبب مرض الكوليرا وبكتيريا اشير شياكولي تتسبب في إصابات في الجهاز الهضمي خاصة عند الرضع إضافة إلى الإصابات بأمراض الكلي. نوبلي فيروز