الأمم المتحدة تقر مشروع قرار يرفض تغيير وضع القدس هزيمة كاسحة لترامب وإسرائيل بعد جلسة عاصفة أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أول أمس الخميس، مشروع قرار يرفض تغيير وضع القدس، و يدعو كافة الدول الى الامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية في مدينة القدس. وصوت لصالح مشروع القرار 128 بلدا، من بينها الجزائر، التي أكدت تضامنها في حين امتنعت 35 دولة عن التصويت، خلال أشغال الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي الجلسة الطارئة العاشرة في تاريخ الجمعية عقب استخدام الولاياتالمتحدة حق الفيتو ضد مشروع قرار حول وضع القدس بمجلس الأمن يوم الاثنين الماضي. ويؤكد المشروع الذي قدمته كل من تركيا واليمن أن أي قرارات أو إجراءات يكون مؤداها تغيير سمات مدينة القدس المقدسة أو وضعها أو تكوينها الديموغرافي ، ليست لها أي فعالية قانونية، وهي باطلة ولاغية ويجب إيقافها بما يتفق مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة»، كما يحث القرار كافة الدول على الامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية في مدينة القدس المقدسة. ويطالب مشروع القرار أيضا بأن تلتزم الدول الأعضاء بالأممالمتحدة بقرارات مجلس الأمن بشأن القدس وبأن لا تعترف بأي إجراءات أو أفعال تخالف هذه القرارات.وشهدت جلسة التصويت على مشروع القرار العربي الإسلامي تدخلات عاصفة ميزها التلاسن المتبادل بين مندوبي الولاياتالمتحدة وإسرائيل، من جهة وبين ممثلي بعض البلدان المؤيدة للقرار. وكانت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي كررت تهديداتها للدول التي ستصوت تأييدا للقرار وقالت ‹› ستتذكر الولاياتالمتحدة هذا اليوم، هذا التصويت سيحدد الفرق بين كيفية نظر الأميركيين إلى الأممالمتحدة وكيفية نظرتنا إلى الدول التي لا تحترمنا في الأممالمتحدة››. وقالت هايلي ‹› إن قرار ترامب بشأن القدس، يعكس إرادة الشعب الأمريكي، مضيفة أن التصويت سيظل خالدا في أذهاننا، مهددة بقطع الدعم المالي عن كل من سيقف ضد قرار الولاياتالمتحدة. وأوضحت هايلي، أن السفارة الأمريكية، ستوضع في القدس، وهذا ما قرره الشعب الأمريكي، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر مساهم في ميزانية الأممالمتحدة››. وبدوره، قال سفير دولة الاحتلال الإسرائيلي لدى المنظمة الدولية داني دانون من على منبر الجمعية العامة في نيويورك إن بلاده ‹›لن يتم إخراجها أبدا من القدس››.وندد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي من على المنبر نفسه بتهديد هايلي بأنها ‹›ستسجل أسماء›› الدول الأعضاء في الجمعية التي ستصوت تأييدا للقرار. وقال المالكي،: إن القرار الأميركي يؤجج المشاعر الدينية ويخدم مصالح ‹›إسرائيل›› وخططها العدوانية وقوى التطرف في العالم››مؤكدا أن القرار الأميركي بشأن القدس يعد اعتداء على حق الشعب الفلسطيني الأصيل في القدس، وعلى مسلمي ومسيحيي العالم، مشيرا إلى أن هناك إجماعا دوليا على خطورة القرار الأميركي على السلم والأمن الدوليين. ووجه حديثه لواشنطن وقال: «ألا تسأل الولاياتالمتحدة نفسها لماذا تقف معزولة في موقفها هذا ولماذا لم يستطع أقرب حلفائها غض النظر عن قرارها».أما مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة، خالد اليماني، فأكد في تدخله بأن «الاحتلال الإسرائيلي للأرضي العربية هو أساس التوتر في المنطقة»، وحذر من أن القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل «من شأنه أن يهدد السلم ويزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط»، مضيفا أن «أي إجراءات تهدف إلى تغيير وضعية القدس الشريف لن يكون لها أي أثر قانوني وباطلة ويجب إلغاؤها». بدوره قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن من حق الفلسطينيين العيش بحرية وأمان وهذا ما قلناه هنا مرارا وتكرارا إلا أن كلماتنا لم تؤد إلى أي تغيير، مشددا على أن تصويت اليوم يذكر الفلسطينيين أنهم ليسوا وحدهم يواجهون الاحتلال والتصويت مهم ليبدو واضحا أن القضية الفلسطينية قضية عالمية. ووصف قرار ترامب ب»المشين والاعتداء على القيم العالمية بالإضافة لانتهاكه القانوني الدولي».