اشتكى فلاحو المحيط الفلاحي الفيضي ببلديات بحيرة الطيور ، بالريحان و بوثلجة بالطارف في لقائهم، مؤخرا، بوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية الريفية خلال زيارته للولاية، من حجم الأضرار الفادحة التي تكبدوها طيلة السنوات الأخيرة بسبب معضلة تراكم المياه الشتوية الفيضية التي تغمر الأراضي الفلاحية. و يتربع سهل الطارف على امتداد مساحة إجمالية تقارب 18 ألف هكتار، و يشكل مشكل المياه الفيضية صعوبة في الوصول إلى أراضيهم لخدمتها في غياب المسالك ، مشككين في نجاعة المشروع الهيدروفلاحي الذي أطلقته المصالح المختصة، والذي لم يحقق الأهداف المرجوة منه حسبهم في حماية أراضيهم الفلاحية من خطر الفيضانات الشتوية، بسبب العيوب المسجلة في الدراسات بالرغم من استهلاك مبلغ 400مليار سنتيم في عملية حماية الأراضي الفلاحية من الفيضانات. و قال بعض الفلاحين، بأن أراضيهم الفلاحية باتت معزولة خلال تساقط الأمطار، من جراء الحواجز الترابية التي تم إنجازها على حافتي الوادي الكبير من طرف الديوان الوطني للمساحات المسقية و صرف المياه، والتي تسببت في عزلة أراضيهم من دون إنجاز ممرات أو جسور تؤدي إلى حقولهم. و أشار المعنيون إلى أن الأشغال المنجزة زادت من حدة كارثة الفيضانات، خاصة بعد أن تم إنجاز أحزمة ترابية على طول ضفاف وادي الكبير، و التي تتسبب خلال تساقط الأمطار في تراكم المياه الفيضية و غمرها لمساحات شاسعة من أراضيهم المنتجة لمختلف المحاصيل، و التي أصبحت بورا غير مستغلة بعد عزوفهم عن استغلالها نتيجة الفيضانات الشتوية و غياب المسالك. و أضاف الفلاحون أن المشكلة كانت قد طرحت على عدة وزراء تعاقبوا على قطاعي الفلاحة والموارد المائية من دون إيجاد حل للمعضلة، مستعجلين من الجهات الوصية الإسراع في إيجاد الحلول المناسبة لمشكلة الفيضانات التي تغرق فيها أراضيهم الفلاحية مطلع كل موسم شتوي بالشكل الذي انعكس سلبا على مردود القطاع الفلاحي بالجهة، مع حرصهم على ضرورة فتح ممرات، و إنجاز جسور لفك العزلة عن أراضيهم، وتمكينهم من الوصول إلى حقولهم لاستغلالها. من جهته دعا الوزير القائمين لاستدراك المشكلة ومعالجة النقائص المسجلة بالمشروع، مع توجيه تعليمات بالتكفل بإنجاز ممرات و حواجز توصل المزارعين إلى أراضيهم، في حين أوضح مدير الموارد المائية أن المشروع بعد إنجاز الشطر الأول منه بتطهير الأراضي الفلاحية، سجل نتائج حسنة في تراجع معضلة الفيضانات التي كانت تغمر المحاصيل الفلاحية سنويا رغم تحفظات الفلاحين، مؤكدا على أن نتائج المشروع ستعرف لاحقا بعد الانتهاء من إنجاز العمليات المبرمجة على 4مراحل، و يتعلق بإتمام المرحلة الثانية من المشروع التي تخص إنجاز 3سدود بكل من بولطان، بوناموسة 2 وبوخروفة بطاقة إجمالية تقدر ب 230مليون متر مكعب، أين تم الانطلاق في إنجاز سد بوخروفة الذي بلغت نسبه أشغاله 60بالمائة، في انتظار إنجاز السدين المتبقين. وأردف مدير القطاع، بأن هذه السدود ستساهم في القضاء نهائيا على كوارث الفيضانات الشتوية التي تغمر سهل الطارف من عين العسل شرقا إلى بلدية بحيرة الطيور غربا، مرورا ببلديات الطارف ، بوثلجة و بالريحان على أن توجه مياه هذه السدود للسقي الفلاحي والتزود بالمياه الشروب، في حين تتضمن المرحلة الثالثة و الرابعة تحويل المياه ما بين السدود و وادي الكبير و إنجاز و تجهيز المحيط المسقي لسهل الطارف على مساحة تقارب 10 آلاف هكتار.