المؤبد لثلاثة أشخاص اتُهموا ببيع 57 قنطارا من الكيف أيدت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، أمس، التماسا بحكم المؤبد في حق ثلاثة متهمين ببيع ووضع للبيع وتخزين وتوزيع وتسليم وشحن المخدرات، بينهم المدعو حواص، المتهم بأنه الذراع الأيمن لبارون المخدرات بالغرب الجزائري «زنجبيل»، والذي حاول إنكار معرفته به، لكنه تراجع خلال المحاكمة، و اعترف بكل خيوط الجريمة، المتعلقة بتوقيف المتهمين الرئيسيين بسطيف وبحوزتهما 57 قنطارا من المخدرات كانت مخبأة بإحكام في شاحنة. و بيّن قرار الإحالة أنه تم توقيف المتهم «ه.ح.ع» المنحدر من ولاية الشلف على متن شاحنة من نوع «جاك» من طرف مصالح الأمن المختصة والجمارك، بولاية سطيف في جوان 2013، ولدى تفتيش الحمولة تبين أنها «فضلات الدجاج» المستعملة كسماد بالفلاحة، وهو تمويه لما مقداره 57 قنطارا من المخدرات الموضوعة داخل مخبأ خاص، أضيف للشاحنة وتمت لحامته بشكل متقن، كما رشَّت الفضلات بالماء حتى لا تستطيع فرقة الكلاب السينوتقنية التعرف على رائحة المخدرات، حسب ما أستفيد من أسئلة القاضي. و صرح المتهم الرئيسي «ه.ح.ع»، و هو سائق الشاحنة القادمة من ضواحي بوسعادة والحاملة لترقيم ولاية غليزان، أن المتهم «ب.ع» المدعو «حواص» اتصل به نظرا لعلاقة العمل التي تربطهما، وعرض عليه نقل شحنة من الفضلات المستعملة كسماد إلى بوسعادة بولاية المسيلة، مقابل مبلغ مالي، فقبل وركب معه السيارة وتوجها إلى مكان تواجد الشحنة، حيث جاء شخص آخر بها وهي محملة بما تمَّ ذكره، وفي الطريق، كان المتهم الرئيسي الثاني على متن سيارة سياحية، وهاتفه لتغيير المسار نحو ولاية الوادي، حسب تصريحات «ه.ح.ع»، و هو ما أغضبه، لكن و في مخرج من ولاية سطيف، تم توقيفه واكتشاف الكم الهائل من المخدرات، نافيا علمه بالأمر، لدى القاضي و الضبطية، وأنه سُلِّم الشاحنة محملة. أما المتهم الثاني «ب.ع»، فأنكر في البداية معرفته وعلاقته بالمتهم «ه.ج.ع»، ليعترف بعد خمسة دقائق عن استجوابه من طرف رئيس الجلسة، أنه كان على اتصال بالمدعو «ب.م.ع» المعروف باسم «ولد الغيليزانية»، الذي عرض عليه نقل المخدرات من غرب الجزائر نحو الوادي، دون معرفة المصدر، مصرحا أنه التقى هذا الممون الخطير مرة واحدة في حياته، فيما يشاع عنه علاقته المتينة بالمروج البارون في مدينة وهران «زنجبيل»، حيث يقوم بشحن المخدرات وإيصالها للشلف والولايات المجاورة، ليتولى «ه.ح.ع» سياقة الشاحنة إلى الوادي، مقابل 60 مليون للشحنة، يأخذها السائق ويتحصل هو على عمولة تتراوح بين 4 و7 ملايين. و قال المتهم الثالث «ص.ع» إنه ليس على دراية بالقضية لكونه مسجون خلال فترة توقيف المتهمين الاثنين، إلا أن الشاحنة كانت مسجلة باسمه ما جعله ضالعا في القضية، أما ممثل الحق فقد التمس المؤبد، بينما طالب المحامون بإسقاط تهمة مجموعة إجرامية منظمة عن موكليهم لعدم وجود اتفاق، والتمسوا البراءة وظروف التخفيف.