المؤبد لأفراد شبكة دولية للمتاجرة بالمخدرات عبر دول المغرب العربي فصلت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة أمس الأول في واحدة من أكبر قضايا المتاجرة بالمخدرات في إطار جماعة إجرامية منظمة تعمل بين المغرب ،الجزائر، تونس و ليبيا و التي حجز فيها أزيد من 14 قنطارا من المخدرات و تورط فيها 14 شخصا من هذه البلدان. و قد أيدت هيئة المحكمة التماسات النيابة العامة بإدانة 13 متهما تتراوح أعمارهم بين 29 و 44 سنة ينحدرون من ولايات وادي سوف، تلمسان، وهران، باتنة، ورقلة، عين تموشنت و عنابة، 5 منهم موقوفين و الباقي في حالة فرار، فيما أدانت المتهم ال14 و هو أصغرهم سنا 24 سنة تونسي الجنسية بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا عن تهمة التخزين و المتاجرة في المخدرات من طرف جماعة إجرامية منظمة و تسيير و تنظيم و تمويل هذا النشاط و تبييض الأموال و استعمال المزور في وثائق إدارية و تبييض الأموال باستعمال التسهيلات التي يمنحها النشاط المهني.حيث تعود وقائع القضية إلى تاريخ 07-06-2010 عندما قامت مصالح الشرطة القضائية لفصيلة الأبحاث بالدرك الوطني بولاية الوادي بتحرير محضر ضد المتهمين ال14 اثر معلومات وردت إليهم تفيد بأن المتهم الرئيسي المدعو "و،ب" الساكن ببلدية حاسي خليفة يحوز على كمية معتبرة من المخدرات تقدر بحوالي 14 إلى 16 قنطار مخبأة بطريقة محكمة بفناء منزله مع وجود شخصين أجنبيين بمنزله واحد مغربي الجنسية و الآخر ليبي.و على اثر هذه المعلومات تم رصد تحركات المشتبه فيه و تفتيش منزله الذي عثر بداخله على كمية من المخدرات تقدر ب14 قنطار و 25 كلغ بمخبأ أرضي بفناء البيت مخصص لتخزين المخدرات، كما عثر على مبلغ مالي قدره 310 ملايين سنتيم و كمية من الذهب، إضافة إلى شاحنة و 5 سيارات كانت داخل المرآب، فيما عثر في عملية تفتيش أخرى بنفس المنزل على ما قدره 235 غ من المخدرات، كما تم تفتيش مسكن متهم آخر أين تم توقيف 3 متورطين آخرين في القضية و حجز 70 غ من المخدرات و بقايا سجائر محشوة بالمخدرات.المتهم الرئيسي و حال سماعه صرح بأنه تنقل إلى ليبيا سنة 1997 أين تعرف على مواطن ليبي يدعى "م،ح،خ" أقام عنده حوالي شهر و نصف و قد عرض عليه فكرة بيع المخدرات فوافق، وعمل كوسيط بينه و بين تجار المخدرات مقابل عمولة 100 فرنك فرنسي قديم للكلغ الواحد، و كان ينقل هذه السموم على متن سياراته الخاصة التي قام بتهيئتها بعمل تجاويف. و خلال 2007 امتهن تجارة المخدرات من الجزائر إلى ليبيا رفقة أحد المتهمين بشحن 4 شحنات تقدر بحوالي 10 قناطير، أما عن المصدر فقد أكد المتهم بأنها تجلب من الغرب الجزائري ثم إلى ولاية الوادي ثم تنقل فيما بعد إلى ليبيا، و كان يقوم باستثمار عائدات المخدرات في شراء العقارات و السيارات.و في نفس التصريحات أضاف المتهم بأنه أبرم شهر أفريل من عام 2009 صفقة لشحن 60 قنطارا من المخدرات يتم جلبها من عند شخص مغربي الجنسية يدعى الحاج حسان على أن يتم تخزينها بمنزله مقابل 500 مليون سنتيم، ليقوم بعدها بالاتصال بأحد المتهمين بولاية تلمسان الذي سبق له التعامل معه سنوات 1996 إلى 2004 فوافق على تخزينها مقابل 90 مليون سنتيم للقنطار الواحد.و فيما صرح المتهم الرئيسي بأنه كان يقوم بالمتاجرة في المخدرات بمساعدة باقي المتهمين الذين يتقاسمون المهام في الحراسة، فتح الطريق أمام المركبات المحملة بالمخدرات و التخزين، نفا المتهمون الخمسة الموقوفون تورطهم في القضية أو علمهم بالمخدرات مؤكدين بأن لا علاقة تربطهم بالمتهم الرئيسي إلا القرابة.