مشروع شراكة جزائرية صينية لإنتاج الفوسفات بقيمة 6 مليار دولار قام، أول أمس، وفد يتكون من ممثل مؤسسة مناجم الجزائر» منال «، و مستشار وزير الصناعة و المناجم، و ممثل شركة سوناطراك، و ممثلين عن شركتي» ستيك، و وانقفو» الصينيتين»، بزيارة إلى منطقة «بلاد الحدبة» شرق مدينة بئر العاتر، في إطار شراكة مستقبلية لاستغلال مادة الفوسفات انطلاقا من المحجر إلى غاية وادي الكباريت، أين يقع مركب الحامض الفوسفوري. مدير المركب أكد على أن الشريك الأجنبي أبدى ارتياحه للزيارة التي وصفها بالناجحة، على أمل القيام بزيارات أخرى لإمضاء اتفاقية الشراكة بين الطرفين، بهدف استغلال و تثمين الفوسفات بقيمة استثمارية تقدر ما بين 5 و6 مليار دولار، و الذي سيسمح بتوظيف قرابة ألف عامل، و هو المشروع الذي يعوّل عليه الشباب البطال للمساهمة في ازدهار المنطقة، و تحسين الظروف المعيشية للسكان. حيث سيوفر هذا المشروع زيادة على فتح مناصب شغل، طاقة كهربائية عالية، ومواصلات، و مئات السكنات، و كميات ضخمة من المياه قادمة من بلديتي فركان و نقرين على بعد 80 كلم جنوب بئر العاتر، فضلا على زيادة نشاط السكة الحديدية التي تقوم شركة كوسيدار بإنجاز خطها الثاني الرابط بين بئر العاتر و المنشآت المينائية بعنابة، مما يسمح بزيادة الطاقة الإنتاجية من الفوسفات إلى زهاء 6 مليون طن مستقبلا، ليتم تحويلها إلى مركب الحامض الفوسفوري بوادي الكباريت. حيث يكتسي هذا المشروع أهمية اقتصادية و اجتماعية واعدة، من حيث استحداث مناصب الشغل، و كذا دوره في تدعيم الإنتاج الوطني بمختلف المشتقات الكيميائية الناتجة عن تحويل الفوسفات، و ضمان الأسمدة، و استقرار أسعارها بما يسمح للفلاحين بمضاعفة الإنتاج. المدير كشف عن تحقيق مؤسسة إنتاج الفوسفات 1 مليون طن من الفوسفات خلال السنة الماضية، رغم المشاكل التي واجهت المؤسسة بفعل تراجع المبيعات نظرا لكساد المنتوج في الأسواق العالمية، وشدة المنافسة، وتأمل إدارة المركب أن تتحسن الوضعية لبلوغ طاقة إنتاجية تصل إلى 1.7 مليون طن سنويا، في حال تحسن سوق الفوسفات عالميا. و ذكر محدثنا أن هناك برامج كبيرة لتطوير القطاع في الولاية، من خلال الدور الكبير للاستثمارات في قطاع المناجم، حيث أن مشروع مركب الحامض الفوسفوري على سد واد ملاق بين الونزة و العوينات، سيسمح بتوظيف 3 آلاف عامل بصفة مباشرة، علما أن منصب عمل في الصناعة الفوسفاتية يخلق من 5 إلى 7 مناصب عمل غير مباشرة، و هو ما يزيد من طاقة استيعاب العمال. وأردف ذات المتحدث، بأن الإحصاءات الخاصة بالفوسفات تشير إلى وجود كميات هامة من احتياطي هذه المادة، لاسيما على مستوى منجم جبل العنق ببئر العاتر، و الذي يحتوي على أكثر من ملياري طن، و سيتم تثمين و تطوير الإنتاج في حقل منطقة الحدبة شرق بلدية بئر العاتر، حتى تصبح الجزائر ضمن أكبر ثلاثة منتجين للفوسفات في إفريقيا في آفاق 2020، بإنتاج حوالي 10 ملايين طن سنويا، يتم تحويل 80 بالمائة منها إلى السوق الوطنية. و لم يخف محدثنا التحديات التي تراهن عليها الشركة، حيث أكد على أن هناك تحديات جديدة و دائمة تتعلق بمجال التكوين و الرسكلة، و البحث و التنمية، و كذا المسؤولية الاجتماعية و المحافظة على البيئة، و في هذا الإطار، سطرت الشركة برامج طموحة، و خصصت ميزانية هامة للتكفل بالتكوين في شتى مجالات عمل الشركة، و تطوير الموارد البشرية من حيث النوعية و التجديد، إضافة إلى الدور الاجتماعي الذي تلعبه الشركة في حماية البيئة، و المحافظة عليها من الأخطار.