حراس السفارة الفرنسية في دمشق يطلقون النار لمنع اقتحامها من أنصار الأسد دبابات الجيش السوري تتوغل في حمص وحماة وتخلف قتلى وجرحى أكد أمس دبلوماسيون في العاصمة السورية دمشق أن حرس السفارة الفرنسية هناك أطلقوا ذخيرة حية لتفرقة مؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد حاولوا اقتحام مجمع السفارة وما زالوا يطوقونها، كما أضافوا أن مؤيدي الأسد اقتحموا أيضا السفارة الأمريكية ولكنهم غادروها فيما بعد، وذكر مسؤول بالسفارة الأمريكية أن رد السلطات السورية كان "بطيئا وغير كاف." ولم ترد بعد تقارير حول سقوط ضحايا في الهجومين اللذين وقعا بعد ثلاثة أيام من زيارة سفيري الولاياتالمتحدةوفرنسا مدينة حماة في استعراض غير مسبوق لدعم المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، وهو ما سبب أزمة دبلوماسية أسفرت عن استدعاء سوريا لسفيري أمريكا وفرنسا بدعوى مخالفة ما قاما به للأعراف الدبلوماسية، كما قامت من جهتها فرنسا باستدعاء السفيرة السورية لديها وأبلغتها احتجاجها على ما تعرض له مقر السفارة الفرنسية في وقت سابق . من جهة أخرى وفي الوضع على الأرض، أفاد شهود عيان من السكان أن القوات السورية قتلت مدنيا واحدا على الأقل وأصابت 20 شخصا آخرين في حمص يوم أمس الاثنين خلال أعنف مداهمة للمدينة منذ نشر قوات الجيش هناك قبل شهرين لسحق المعارضين للرئيس بشار الأسد، وجاءت الهجمات المدعومة بعربات مدرعة ودبابات على حمص ثالث أكبر مدن سوريا ومسقط رأس أسماء زوجة الأسد بعد يوم واحد من عقد السلطات مؤتمرا "للحوار الوطني" قاطعته المعارضة التي قالت بأنه يفتقد المصداقية، وقال أحد السكان أنه فضلا عن الغارات العسكرية والاعتقالات من منزل لمنزل لم يكف إطلاق النار طوال الليل في الأحياء الرئيسية للمدينة، وذلك في وقت أكد فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عربات مدرعة أطلقت نيران مدافعها الآلية على أحياء كثيفة بالسكان في حمص خلال الليل واعتقلت عدة أشخاص. وفي مدينة حماة الواقعة على بعد 50 كيلومترا شمالا لم يختلف الحال حيث أكد نشطاء أن قوات الأمن قامت بعمليات اعتقال واسعة وسمع صوت إطلاق نار دون أن ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا، ويقول نشطاء حقوق الإنسان أنه يوجد أكثر من 12 ألف سجين سياسي في السجون السورية.بسبب عمليات الاعتقال في شتى أنحاء البلاد أسبوعيا، ومازالت سوريا تمنع معظم وسائل الإعلام المستقلة من العمل داخل البلاد الأمر الذي يتعذر معه التحقق من صحة روايات السلطات والنشطاء. وسمع صوت إطلاق النار عبر حماة خلال الليل مع مواصلة قوات الأمن والمسلحين الموالين للأسد الغارات على المدينة بعد مقتل ما يصل إلى 30 شخصا الأسبوع الماضي، وكان احتجاج ضخم ضد حكم الأسد وقع في قلب حماة يوم الجمعة الماضية في الوقت الذي زار فيه السفيران الأمريكي والفرنسي المدينة في لفتة تضامن دولي. وتحت ضغوط دولية من بينها فقد التأييد من حليفته تركيا استخدام الأسد مزيجا من الهجمات العسكرية ووعود الإصلاح في محاولة لتهدئة المحتجين وتعزيز التأييد لعائلته التي تحكم البلاد منذ 41 عاما، وافتتح نائبه فاروق الشرع مؤتمر "الحوار الوطني" الذي حضره في الأغلب أنصار الأسد، حيث قال الشرع أن السلطات ستبدأ صفحة جديدة ملمحا إلى السماح بعمل أحزاب سياسية أخرى غير حزب البعث الحاكم، وذلك فيما قاطعت شخصيات المعارضة المؤتمر الذي استمر يومين وقالت أن أي إصلاح سيبقى على الورق مادامت أجهزة الأمن والموالين للأسد يواصلون القمع دون عقاب في محاولة لمنع المظاهرات واعتقال أو إطلاق النار على المعارضين السلميين .