أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما بإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان وفتح سفارة سورية في بيروت وذلك للمرة الأولى منذ استقلال البلدين قبل أكثر من ستين عاما. ولم يحدد البيان الذي صدر بهذا الخصوص موعد استئناف العلاقات الدبلوماسية كما لم يحدد إسم السفير أو مكان السفارة، وهناك إجراءات تنفيذية أخرى ستتم من خلال وزارتي الخارجية في البلدين كي يتم تعيين سفيري البلدين عبر الطرق الدبلوماسية التقليدية . وصرح مسؤول في وزارة الخارجية اللبنانية أن وزير الخارجية فوزي صلوخ سيتوجه إلى دمشق لمناقشة استئناف العلاقات، وأكد المصدر أن الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم سيلتقيان صلوخ. وأشار المصدر إلى أن بيانا مشتركا سيصدره الجانبان بشأن تبادل السفارات، وأن مؤتمرا صحفيا سيعقده الوزيران في مقر الخارجية السورية، وسيحدد البيان المشترك تاريخ سريان مفعول التبادل الدبلوماسي الذي تقرر في القمة التي جمعت الرئيسين السوري بشار الأسد واللبناني ميشال سليمان وبشار الأسد في دمشق في 13 أوت الماضي، وسيذاع هذا البيان في كلا البلدين في آن واحد وفق ما هو متبع بشان التبادل الدبلوماسي وفق اتفاقية فيينا ، وبعد هذا الإعلان تبدأ في كلا البلدين عملية اختيار السفراء ومقر السفارة. وكانت الحكومة اللبنانية قد أعلنت في 21 أوت، في أول اجتماع لها بعد القمة، موافقتها على إقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا وفتح سفارة لبنانية في دمشق، وتم حينها تكليف صلوخ ونظيره السوري وليد المعلم اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك وفق الأصول التشريعية والقانونية في كلا البلدين. يشار إلى ان العلاقات بين لبنان وسوريا تدهورت منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فيفري 2005 في بيروت ، وتلى ذلك انسحاب القوات السورية من لبنان في أفريل من العام ذاته، وكانت قمة سليمان و الأسد أول قمة سورية لبنانية منذ عام .2005 وفي أول ردود الفعل قال وليد جنبلاط رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي في البرلمان اللبناني ان المرسوم السوري هو تطور إيجابي وبداية طريق طويل لبناء علاقة صحية مع سورية خطوة خطوة، وأضاف جنبلاط أنه يرى صلة بين التطور الأخير وزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لسوريا التي نوقش خلالها موضوع العلاقات الدبلوماسية بين سورية ولبنان. وردا على سؤال فيما إذا كان إقامة علاقة دبلوماسية بين سورية ولبنان سيؤثر على الحشودات العسكرية السورية مع لبنان قال جنبلاط ان الحشودات العسكرية تجري داخل الأراضي السورية، وبالتالي فهي شأن داخلي سوري. محطات مهمة في العلاقات السورية اللبنانية *عام 1943 استقلال البلدين عن فرنسا. *1943-1949 علاقات ايجابية بين البلدين. *عام 1958 أول انقلاب سوري بزعامة حسني الزعيم، تدهور العلاقات بين البلدين وتذبذب العلاقات بينهما حسب اتجاهات قادة الانقلابات المتعاقبة في سورية. *1976 القوات السورية تتوغل في لبنان وتغير سورية تحالفاتها هناك مع قوى سياسية مختلفة حسب مصالحها. *1991 بعد نهاية الحرب الأهلية وقع لبنان وسورية معاهدة صداقة وتعاون سياسي واقتصادي وأمني. *2005 سوريا تسحب قواتها من لبنان بعد تعرضها لضغوط دولية. * 14 أكتوبر2008 الرئيس السوري بشار الأسد يعلن إقامة علاقات على مستوى سفارة مع لبنان.