تأخر في تحيين مخططات الإسعاف و التدخل أثناء الكوارث الطبيعية كشفت مصالح الحماية المدنية لولاية الطارف ، عن تأخر عدة بلديات في إيداع مخططات تنظيم الإسعافية البلدية، و التدخل في حالة وقوع الكوارث الطبيعية، و هي المخططات التي تتضمن تحيين الوسائل المادية و البشرية، و تدخل مختلف المقاييس من أجل مد يد المساعدة للأشخاص، و التكفل بالعائلات المتضررة و المنكوبة في الحالات الطارئة كالفيضانات و الزلازل .. و قالت المصالح المعنية ، بأن 4بلديات من أصل 214بلدية فقط قامت بتحيين مخططات تنظيم الإسعافات البلدية لسنة 2018 ، في حين لازالت البلديات الأخرى عاكفة على عملية تحيين مخططاتها التي تحتوي على جرد للإمكانيات والوسائل المادية والبشرية من أجل المصادقة عليها، تحسبا للتدخل عند الضرورة عبر إقليم البلدية. و أشارت ذات المصالح، إلى أنها في اتصال دائم مع الجماعات المحلية من أجل دفعهم للإسراع في تحيين مخططاتهم في أقرب وقت، و أعلنت أن ولاية الطارف تبقى من أهم الولايات عرضة لخطر الكوارث الطبيعية، و خصوصا منها الفيضانات الشتوية التي تتهددها، مما يتطلب على البلديات ومختلف القطاعات جرد وتسخير كل الإمكانيات للتدخل عند أي طارئ. وأشارت المصالح المعنية، إلى إحصاء 15بلدية من أصل 24 بلدية عرضة لكوارث الفيضانات، حيث تم تصنيف 9 بلديات في الخانة الحمراء وهي الطارف، بحيرة الطيور، بن مهيدي، البسباس، الذرعان، عصفور ، شيحاني، شبيطة مختار والشافية ، في حين تم تصنيف 3 بلديات، وهي أم الطبول ، بوثلجة ، بالريحان في خانة خطر منخفض ، و 3 بلديات في خانة خطر ضعيف، ويتعلق الأمر بكل من الشط ،عين العسل وبوقوس. هذا فيما أحصت المصالح المعنية 72نقطة سوداء عبر الأحياء، وكبرى التجمعات السكانية عبر الولاية عرضة للفيضانات الشتوية، و المتسبب فيها ثلاثة أودية نشطة كبرى، وهي وادي بوناموسة، وادي سيبوس، ووادي الكبير التي تبقى وراء لعنة كوارث الفيضانات، حيث يتسبب وادي الكبير في حدوث فيضانات عارمة بالجهة الشرقية من عين العسل إلى بحيرة الطيور، فيما يتسبب وادي بوناموسة، و وادي سيبوس في إغراق بلديات الجهة الغربية لدوائر الذرعان ، البسباس، وبن مهيدي و إتلاف المحاصيل الزراعية، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية ، حيث سرعان ما تغرق هذه الجهة في السيول الجارفة في لمح البصر مع تهاطل أولى كميات الأمطار الشتوية. وما يزيد في حدة المعضلة لجوء القائمين على السدود المحلية إلى تفريغها للتخلص من الكميات الفائضة، على غرار سد ماكسة من دون اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية ، علاوة على الخطر الذي تسببه الأودية المتوسطة الأخرى بعودة النشاط إليها بفعل السيول المتدفقة من المرتفعات كوادي بولطان ، وادي قرقور ، وادي بوحشيشة ،وادى أو العرق وغيرها. و أكدت المصالح المختصة على أن من أهم أسباب الفيضانات التي تجتاح الولاية في الفصول الماطرة، الأراضي الفيضية المنخفضة و المشبعة بالمياه خاصة بالجهة الغربية، ونسبة تهاطل الأمطار المعتبرة التي تتراوح بين 800ملم و 1200ملم، حيث تبقى الولاية في المرتبة الثانية وطنيا بعد ولاية جيجل من ناحية كميات الأمطار المتساقطة، ناهيك عن مساحات مصبات الأحواض بوادي مفراغ، والتي تبقى كبيرة الحجم، و تتسبب في ركود المياه ،زيادة على المصب الرئيسي للمفرغ الغربي المؤدي نحو البحر الذي لا يتحمل كمية السيول المتدفقة من وادي بوناموسة، و سيبوس، المتسببين الرئيسين في كوارث الفيضانات بالولاية. و أحصت مصالح الحماية المدنية كافة النقاط السوداء المسببة للفيضانات، و الأحياء التي تنعدم بها شبكات التطهير و تصريف مياه الأمطار من أجل التكفل بها، من خلال تدخل القطاعات المعنية للقيام بعدة عمليات وقائية، مع تجهيز الطرقات المحلية بالإشارات لتحذير المواطنين من مخاطر الفيضانات و النقاط السوداء الموجودة عبر تراب الولاية. و تحسبا للتقلبات الجوية، تم تنظيم وتفعيل مخطط الإسعافات للولاية المكيف لجميع الأخطار ، فضلا عن وضع مخطط تنظيمي خصيصا للتدخل في حالة وقوع الفيضانات، و الذي يتضمن تدخل مختلف المقاييس للقطاعات المعنية المجهزة بكافة الوسائل المادية و البشرية الضرورية.