فيضانات مزمنة ترعب الجزائريين كل شتاء تعرف المدن والقرى الجزائرية كل شتاء فيضانات متكررة وتجتاح السيول الطرقات والشوارع وحتى المنازل في سيناريو يكاد لا ينقطع مهما كانت شدة التساقط، ما يحدث حالة طوارئ و يستدعي في كل مرة الاستعانة بمخططات تدخل إستعجالية يفترض أن يكون اللجوء إليها في الحالات الاستثنائية، وهي إجراءات يغذيها خوف من تكرار كارثة باب الواد التي حركت السلطات على اختلافها ، لكن حالة التأهب التي تعلن شتاء لم تقض على المشكلة لأسباب يرى التقنيون أن لها علاقة بعدم الاستعانة بمختصين عند وضع نظم الصرف وبتجاهل الدراسات المتعلقة بنسب التساقط عند الإنجاز. الأرقام المتحصل عليها من وزارة الموارد المائية تفيد أن بلدية من خمس بلديات على الأقل تتضرر من الفيضانات وأن الظاهرة عرفت في الخمس سنوات الأخيرة تزايدا نتيجة التغيرات المناخية و تعترف الوزارة أنه يجب التكيف مع المعطيات الجديدة تقنيا لمواجهة الخطر مع تسجيل صعوبات لها علاقة بإمكانيات البلديات، حيث تشير الإحصائيات أن 300 بلدية سجلت خسائر معتبرة نتيجة الفيضانات في الفترة من 2004 إلى 2014.المشكلة لم تعد تقتصر على الجهة الشمالية للبلاد المعروفة بكميات أمطار أكبر حيث أن سيناريو سنة 2001 بباب الواد تكرر في غرداية سنة 2009 وسجل بأكثر من ولاية، وحتى وان اختلفت المعطيات والأسباب إلا أن النتيجة كانت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ورعب عشش في النفوس التي أصبحت تهتز لكل غيمة تقترب من سماء كل مدينةأوقرية وتجعل من الشتاء فصلا للرعب والتوجس. ن-ك بسبب التغيرات المناخية وعدم نجاعة مخططات التهيئة 300 بلدية تضررت من كارثة الفيضانات في العشر سنوات الأخيرة أحصت وزارة الموارد المائية تضرر أزيد من 300 بلدية عبر 30 ولاية جراء الفيضانات التي وقعت في الفترة الممتدة ما بين 2004 و2014، والتي انجرت عنها خسائر مادية معتبرة، فضلا عن وقوع عدد من الضحايا. وأكد المدير الفرعي بالوزارة المعنية السيد بوزرارة اليزيد المكلف بتطوير الهياكل والتهيئة وهو مهندس متخصص في الموارد المائية للنصر، بأن الفيضانات أضحت تشمل المناطق الشمالية والجنوبية من الوطن على حد سواء، وأن الجزائر شهدت كوارث من هذا النوع في أواخر القرن الماضي، من بينها فيضانات مارس 1974 التي غمرت مناطق عدة تقع مابين ولايتي العاصمة وتيزي وزو، وفي تقديره فإن فيضانات باب الوادي كانت من أكثر الكوارث خطورة جراء الخسائر المعتبرة الناجمة عنها، وتلتها فيضانات غرداية وبشار والبيض مؤخرا، وأكد ذات المصدر بأن ما يزيد في وطأة كارثة الفيضانات، وقوع خسائر كبيرة في الممتلكات والمرافق والمنشآت الفنية والأرواح، فضلا عن تدمير منازل. وأفاد ذات المصدر بأن أغلب بلديات الوطن معرضة لهذه المخاطر الطبيعية، وأن الفيضانات تحدث عادة بسبب تهاطل كثيف للأمطار لمدة طويلة، فتغمر بذلك المساحات، ليؤدي تجمع المياه إلى تشكل ما يشبه مجاري مائية، أو بسبب تهاطل أمطار قوية على مناطق كانت معرضة لفترة طويلة للجفاف، مما يسهل عملية انسياب مياه الأمطار وتجمعها في منطقة واحدة. وتسجل الوزارة المعنية بقلق ارتفاع نسبة حدوث الفيضانات في السنوات الأخيرة، ويربط ذات المسؤول الظاهرة بالتغيرات التي يشهدها المناخ، وبحسب السيد بوزرارة فإن الهيئات التي لها علاقة بالمعالجة أثار كارثة الفيضانات أضحت تولي اهتماما للتهديد الذي أضحت تشكله هده الظاهرة، لكونها مربوطة بشكل أساسي بالتحولات المناخية، مما أضحى يتطلب ضرورة إعادة النظر في المقاييس المعتمدة في إنجاز الهياكل والمرافق المختلفة، وكذا في طرق تجميع أو تصريف مياه الامطار، تفاديا لتكرار وقوع الكارثة كلما يتزامن الظرف مع فصل الشتاء، وكذا للتقليل من حجم الخسائر التي تترتب عنها، والتي عادة ما ترتفع بحسب اتساع رقعة المدن، وكذا عدم تكفل مخططات التعمير بتهيئة المدن والأحياء وكذا التجمعات السكانية بوسائل خاصة لصرف مياه الأمطار. ووفق ذات المصدر فإن كارثة الفيضانات أصبحت تتكرر كثيرا عبر مختلف الولايات وذلك في الخمس سنوات الأخيرة، وتؤكد الأرقام التي بحوزة الوزارة، بأنه من ضمن خمس بلديات تم تسجيل تضرر بلدية واحدة على الأقل بكارثة الفيضانات، وأرجع المسؤول بذات الهيئة أسباب عدم وضع نظام ناجع لتفادي الفيضانات إلى الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها مختلف البلديات إلى جانب المشاكل المتعلقة بالعقار، مما جعل التكفل بتهيئة أحيائها ومدنها لامتصاص مياه الأمطار لا يحظى بالاهتمام الكافي لديها، في حين أن الأمر يستدعي في تقدير المسؤول بوزارة الموارد المائية ضرورة العناية أكثر بجانب التهيئة للتقليل من مخاطر الفيضانات على الأشخاص والممتلكات. ويؤكد اليزيد بوزرارة أن ظاهرة الفيضانات في الجزائر غالبا ما تكون نتيجة عوامل مناخية استثنائية، فضلا عن عوامل أخرى مرتبطة بالتعمير، كطبيعة الدراسات الخاصة بالمساحات التي تشيد عليها مختلف المنشآت، والتي تساعد في كثير من الحالات على وقوع فيضانات، بالنظر إلى تجاهل جانب التهيئة. ومن أجل التقليل من الآثار المترتبة عن الفيضانات قامت وزارة الموارد المائية بعدد من الدراسات، فضلا عن إنجاز أشغال لتعزيز حماية التجمعات السكنية المعرضة لمخاطر الفيضانات، ويؤكد المسؤول بالوزارة بأنه حاليا تم التوصل إلى جملة من الحلول لحماية المدن من هذه الكارثة الطبيعية، وذلك ضمن مختلف المشاريع التي تندرج ضمن البرامج الإنمائية التي سطرتها الحكومة، وذكر على سبيل المثال إنجاز نفق بولاية باتنة التي شهدت فيضانات كبيرة سنوات الثمانينات، وسمح النفق بتحويل مجرى المياه بطريقة جنبت المنطقة كوارث مماثلة، إلى جانب تهيئة عدة أودية، وتغطية تلك التي توجد داخل المدينة، واستفادت ولاية غرداية بدورها من إنجاز ثلاثة سدود تصب جميعها في وادي ميزاب، أما بالعاصمة فقد تمت تهيئة جزء هام من وادي الحراش، وبسيدي بلعباس تم أيضا تشييد سد وتحويل مجرى المياه بعيدا عن المدينة. لطيفة/ب الدكتور غاشي عز الدين مختص في المياه السطحية مشاكل تصريف مياه الأمطار سببها عدم الاعتماد على مختصين لدى وضع شبكات يرى الدكتور غاشي عز الدين مختص في المياه السطحية من معهد تسيير التقنيات الحضرية بجامعة قسنطينة 3، أن من أسباب مشاكل تصريف مياه الأمطار التي تظهر كل شتاء بالمدن الجزائرية، هو عدم الاستعانة بأهل الاختصاص لدى وضع الشبكات و غياب بنك معلومات يضبط معدلات التساقط. و في لقاء مع "النصر" أكد الدكتور غاشي عز الدين، أن نقص أجهزة قياس كميات الأمطار بالمدن، يُعد السبب الرئيسي في الاختلالات المسجلة بشبكات تصريف مياه الأمطار، بحيث يؤدي غياب معدلات تساقط دقيقة إلى العجز عن تحديد قدرات الشبكات و الاعتماد على حسابات خاطئة لدى وضعها، و هو ما يفسر التسرب العشوائي لمياه الأمطار داخل النسيج الحضري، و ذلك بالإضافة لعدم تقسيم النسيج العمراني إلى مصبات مائية و عدم الأخذ بعين الاعتبار الكثافة السكانية، كما يرى الأستاذ غاشي أن هناك مشكلة تسيير من قبل المتدخلين في الأشغال التي تمس الوسط الحضري، بحيث لا يعتمد هؤلاء على مهندس مختص في المياه و لا على طرق علمية لدى مد أنابيب تصريف المياه و وضع البالوعات. و يقترح الدكتور غاشي الذي تخرج من جامعة نانسي الفرنسية و أعد دراسات حول خطر الفيضانات، وضع بالوعات بالأماكن التي يلاحظ تجمع المياه بها، إلى جانب خلق مساحات خضراء داخل المحيط الحضري، و ذلك لامتصاص مياه الأمطار و تفادي سيلانها العشوائي، كما دعا الأستاذ إلى اعتماد تجربة وضع أحواض تجميع مياه الأمطار داخل النسيج العمراني و تهيئة الأودية، محذرا بأن خطر مياه الأمطار قد يمتد على المدى البعيد بالتسبب في عدم تماسك التربة، على غرار مدينة قسنطينة التي قال أن ثلاثة أرباعها بات معرضا لانزلاقات التربة. ياسمين.ب بسبب عيوب الطرقات و غياب الرقابة قسنطينة.. مدينة تجري فوقها الأنهار كل شتاء أصبح منظر السيول و البرك المائية عبر الطرقات، السمة البارزة لشتاء قسنطينة الذي تحول إلى كابوس أرّق المواطنين و صعّب من تنقلاتهم اليومية، و هو وضع يتكرر كل عام و تفسره بعض الجهات بهشاشة أنظمة صرف المياه أو بعيوب تقنية في إنجاز الطرقات، ما يطرح تساؤلات عديدة عن دور الجهات المسؤولة في ممارسة دورها الرقابي على المقاولات المعنية. تصرف ولاية قسنطينة كل سنة ميزانيات خاصة لتنظيف البالوعات و شبكات التطهير، لكن الملاحظ أن هذه الأموال لم تعد بالفائدة المرجوة إذ تتحول طرقات و شوارع الولاية و بمجرد تساقط قطرات من الأمطار، إلى أشبه بالوديان ما يؤدي إلى انسداد حركة المرور لعدة ساعات، بامتداد طوابير السيارات بأغلب المحاور تقريبا، و هو مشهد تعود عليه المواطن القسنطيني و زاد من متاعبه اليومية بولاية تعرف في الأساس أزمة سير خانقة، و رغم أن الجهات المعنية تتحجج بقدم شبكات الصرف الصحي و ضيق الأزقة و مشاكل الانزلاقات ببعض النقاط، يُلاحظ أن الأخطاء ذاتها تكرر كل موسم و بالنقاط السوداء نفسها، إذ يُسجل كل مرة تأخر في تنظيف البالوعات التي تمتلئ بالقاذورات و الأتربة، ما يتسبب في حدوث خلل في صرف مياه الأمطار و من ثم تشكل سيول تغرق الطرقات و حتى المنازل.و في هذا الخصوص حمل نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالنظافة و التطهير، مسؤولية ما يحدث لمؤسسة "سياكو» التي أوكلت لها مهمة تسيير شبكات المياه بالولاية منذ حوالي 5 سنوات، حيث قال أن أعوان هذه المؤسسة لا يُتبعون أشغال حفر الطرقات، بردم الحفر التي تسببوا في تشكلها، ما يؤدي و بمجرد تساقط قطرات من الأمطار، إلى جرف المياه للأتربة المتراكمة و دخولها للبالوعات، التي تتعرض للانسداد بشكل تدريجي سيما مع انتشار القاذورات و القمامة بالأحياء السكنية، بالرغم من عمليات الكنس و التنظيف المتواصلة، على حد قوله. في المقابل ترجع مؤسسة "سياكو» على لسان المكلف بالاتصال بها، الاختلالات المسجلة بأنظمة الصرف الصحي، إلى عدم ملاءمة البالوعات القديمة للطرقات و إلى ضعف متابعة المسؤولين للأشغال التي تقوم بها الكثير من المقاولات و لا تُحترم فيها دفاتر الشروط، و ذلك بعدم ترك ممرات تصريف المياه و سد البالوعات أو إنجازها بأماكن غير مناسبة، و هو ما يتسبب كل مرة في تشكل السيول و الحفر، و أضاف محدثنا بأن مؤسسة "سياكو» تشرع بداية كل شهر سبتمبر، في تنظيف البالوعات و هي عملية تتم مرة أو اثنين أسبوعيا و تستمر طيلة السنة، معتبرا أن أشغال الحفر التي تتحدث عنها البلدية، تسببت فيها المقاولات المشرفة على مختلف المشاريع، خاصة المتعلقة بتظاهرة عاصمة الثقافة العربية. ياسمين بوالجدري * تصوير: الشريف قليب 15 بلدية تغرق كل شتاء بالطارف أحصت مديرية الحماية المدنية لولاية الطارف 15 بلدية من أصل 24بلدية عرضة لخطر الفيضانات التي تصنع يوميات السكان كل شتاء رغم المشاريع التي أنجزت لحماية الممتلكات و الأراضي من السيول بولاية تعد الثانية وطنيا بعد جيجل من حيث حجم التساقط الذي يتراوح من 800 ملم إلى 1200 ملم. المقدم درارجة أحمد مدير الحماية المدنية أكد أن هناك 9 بلديات تصنف في الخانة الحمراء أي ضمن المنطقة عالية الخطورة، وهي الطارف، بحيرة الطيور، بن مهيدي، البسباس، الذرعان، عصفور، شيحاني، شبيطة مختار والشافية، في حين تم تصنيف بلديات أم الطبول، بوثلجة و بالريحان في خانة الخطر المنخفض، و 3 بلديات في خانة الخطر الضعيف ويتعلق الأمر بكل من الشط، عين العسل وبوقوس. إلى جانب إحصاء 72نقطة سوداء عبر الأحياء وكبرى التجمعات السكانية عبر الولاية عرضة للفيضانات الشتوية يتهددها خطر أودية كبرى، وهي وادي بوناموسة، وادي سيبوس ووادي الكبير. حيث يتسبب وادي الكبير في فيضانات عارمة بالجهة الشرقية من عين العسل إلى بحيرة الطيور، فيما يتسبب وادي بوناموسة و وادي سيبوس في حدوث فيضانات ببلديات الجهة الغربية، وإتلاف المحاصيل الزراعية، إضافة إلى الخطر الذي تسببه الأودية المتوسطة الأخرى بعودة النشاط لها بفعل السيول المتدفقة عليها كوادي بولطان، وادي قرقور، وادي بوحشيشة ،وادى أم العرق وغيرها، وأردف المصدر بأن ما زاد في حدة المعضلة لجوء القائمين على السدود المحلية إلى تفريغها للتخلص من الكميات الفائضة دون إتخاذ كافة الإجراءات الوقائية، حيث كشف المتحدث عن تسريح خلال فيضانات فيفري 2012 أزيد من189مليون متر مكعب من المياه نحو الأودية في ظرف 48ساعة كانت كافية لوقوع الكارثة . وأشار مدير الحماية المدنية أن من الأسباب الأخرى المسببة للفيضانات الأراضي الفيضية المنخفضة والمشبعة بالمياه خاصة بالجهة الغربية، ناهيك عن مساحات مكبات الأحواض بوادي مفراغ التي تبقى كبيرة الحجم والتي تتسبب في ركود المياه ،زيادة على المصب الرئيسي للمفرغ الغربي المؤدي نحو البحر الذي لا يتحمل كمية السيول المتدفقة عليه من وادي بوناموسة و سيبوس، وهو ما يتسبب في فيضانات تجتاح سكان الجوار والأراضي الفلاحية . المصدر أضاف أنه تم إحصاء كافة النقاط السوداء المسببة للفيضانات من أجل التكفل بها من خلال تدخل البلديات و القطاعات المعنية للقيام بعدة عمليات وقائية، إلى جانب تجهيز الطرقات المحلية بالإشارات لتحذير المواطنين من مخاطر الفيضانات وصيانة مختلف الشبكات، نفس المصدر أردف وأنه تحسبا للموسم الشتوى وضعت مصالح الحماية المدنية مخططا لتنظيم الإسعافات عبر البلديات ال24 للتدخل عند أي طارئ، إلى جانب تنظيم مخطط الإسعافات للولاية الذي يتضمن تدخل مختلف المقاييس للقطاعات المعنية المجهزة بكافة الوسائل المادية والبشرية للتدخل في حالة وقوع الفيضانات . في حين قال مدير الري مشاطي مصطفى ، أن المشاريع التي رصدت لحماية المدن من خطر الفيضانات والتي فاقت قيمتها 200مليار سنتيم ساهمت في تراجع للظاهرة بنسبة كبيرة ، بدليل أن الأمطار الأخيرة التي تهاطلت على الولاية لم تحدث إي خسائر مقارنة بالسابق أين كانت الأحياء والشوارع تغرق في فيضانات عارمة مع تساقط أولى القطرات ، حيث تم الإنتهاء من الشطر الأول من مشروع تطهير سهل الطارف الذي رصد له مبلغ 400مليار سنتيم لحماية الأراضي الفلاحية والتجمعات السكانية بالجوار من خطر الفيضانات على مساحة 17 ألف هكتار عبر 6بلديات من عين شرقا إلى إبن مهيدي غربا وهو ما قلص من المشكلة ، في انتظار الانتهاء من الشطر الثاني من المشروع ويخص إنجاز 3 سدود خاصة بمحاربة الفيضانات وسقي 10الأف هكتار من الأراضي الفلاحية، وهو ما سيقضي على المشكلة نهائيا. تخصيص مبلغ 115 مليار سنتيم لجهر وتنظيف و إعادة هيكلة الأودية للوقاية من خطر طريق المياه و حماية الأحياء والتجمعات السكانية من أخطار الفيضانات الشتوية . مع التدخل عبر أهم النقاط السوداء من خلال تجديد وتأهيل شبكات الصرف ومحطات الرفع ومعالجة المياه القذرة وصيانة أحواض الترسيب ، علاوة على مشاريع التحسين الحضري لقطاع التعمير والبناء التي رصد لها 840 مليار سنتيم ،والتي مست جل البلديات و أخذت في الحسبان التكفل بأهم النقاط السوداء المسببة للفيضانات. ق/باديس فشل مشروع حماية بلدية أولاد فاضل و350 مليارا لحماية7 بلديات بباتنة تحصي ولاية باتنة عديد البلديات المعرضة لخطر الفيضانات منها عاصمة الولاية ويتهدد هذه المناطق خطر السيول كلما تساقطت الأمطار في الخريف والشتاء ما نشر حالة من الخوف في المناطق المعرضة للفيضانات من تكرار سيناريو حدث سنة 2011 ببلدية أولاد فاضل التي حولتها الفيضانات إلى بلدية منكوبة وأبانت حينها السيول عن فشل مشروع الحماية الذي حملت السلطات مسؤوليته لمكاتب الدراسات. واستفادت ولاية باتنة مؤخرا في أعقاب زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال من غلاف مالي يقدر ب350 مليار سنتيم في إطار برنامج تكميلي خصص لحماية 07 مدن من الفيضانات هي باتنة، أريس، غسيرة، تكوت، الشمرة، أولاد فاضل، ومروانة، وفي هذا الصدد أوضح مدير قطاع الري والموارد المائية عبد الكريم شبري ل"النصر" أن المشاريع الجديدة انطلقت عبر كافة البلديات السبع ما عدا مشروع حماية مدينة مروانة الذي أشار إلى أنه قيد الإجراءات المعمول بها في حين أقر ذات المسؤول بتوقف مشروع حماية مدينة باتنة من الفيضانات في جزئه بطريق تازولت في الجهة الشرقية لمدينة باتنة وهذا بسبب اعتراض مُلاك أراضي على تمرير قنوات الحماية فوق أراضيهم، وأضاف بأنه تمت محاولة لتغيير مسار قناة الحماية لكنها فشلت ولم تنفع بسبب مواصلة أصحاب الأراضي الاعتراض على المشروع بمنعهم لأشغال الإنجاز. مدير الري لولاية باتنة أوضح بخصوص العيوب التي أبانت عنها سيول الفيضانات التي اجتاحت بلدية أولاد فاضل غرب باتنة سنة 2011 رغم إنجاز مشروع للحماية، بأن سببها هو سوء إنجاز على مستوى بعض المنشات الفنية التي أكد بأن طريقة إنجازها لم تكن وفق الدراسة مؤكدا إعادة تحيين الدراسة مرة أخرى وأشار إلى تقدم نسبة الإنجاز في إجمالي المشاريع الجديدة التي انطلقت وقال بأنها بلغت حوالي 30 بالمائة، وأكد ذات المسؤول بأن بلديات على غرار تازولت، عين التوتة، والمعذر كانت قد استفادت من مشاريع أنجزت في إطار البرنامج الخماسي الماضي. ياسين عبوبو نفق سفلي عملاق للتخلص نهائيا من المشكلة في عنابة برمجت مصالح مديرية الري بولاية عنابة مشروعا لإنجاز نفق سفلي عملاق يمر عبر أغلب الأحياء المهددة بخطر الفيضانات في فصل الشتاء، وخاصة منها تلك الواقعة تحت مستوى سطح البحر كأحياء لاكولون ، أوزاس وصولا إلى حي سيدي إبراهيم، و قد تكفل مكتب دراسات سويسري بإعداد الدراسات التقنية للمشروع، في إنتظار إستكمال الخطوات المتعلقة بالإنجاز. المشروع يبقى الحل المقترح لمشكل الفيضانات بولاية عنابة على المديين المتوسط و الطويل، كونه سيعرف استعمال تقنيات حديثة تسمح بالتخلص نهائيا من إشكالية ارتفاع منسوب المياه وتجمعها بكميات هائلة على مستوى الشوارع والأحياء، لأن السيول الجارفة ستتدفق عبر النفق لتنساب في قنوات تحت الأرض عبر قناة سفلية، على أن يتم توفير كل التجهيزات الخاصة كآلات التطهير التي ستسهل القضاء على التراكمات التي يسببها تدفق السيول الجارفة بكميات هائلة. إلى ذلك يبقى مشكل الفيضانات أكبر هاجس تخشاه السلطات المحلية لولاية عنابة كل سنة مع حلول فصل الشتاء، بدليل أن الأمطار التي تساقطت بكميات معتبرة في منتصف الأسبوع الفارط كشفت الكثير من النقائص في النظام الحالي للحماية من الفيضانات، لأن إنسداد قنوات الصرف حول الطرقات و الشوارع إلى برك، الأمر الذي جعل مختلف المديريات المعنية بالمخطط المسطر تجند فرقها لتدخلات ميدانية، مع إعلان حالة طوارئ لإمتصاص المياه المتدفقة، سيما و أن الأمطار الطوفانية تصعد من مخاوف تجدد إنهيار جدران أو أسقف سكنات هشة، خاصة في المدينة القديمة بضاحية «البلاص دارم» و لاكولون. و في نفس السياق رصدت مؤسسة تطهير و توزيع المياه بالطارف و عنابة « سياتا « غلافا ماليا بقيمة 2 مليار سنتيم لصيانة المضخات و المحولات الكهربائية، و هذا في محاولة لإتخاذ إحتياطات ميدانية جادة لمجابهة خطر الفيضانات في فصل الشتاء، لأن الولاية بها 32 محطة، لكن أغلبها كان عرضة لتعطلات و أعطاب، مما جعل المؤسسة المعنية تسارع إلى برمجة عمليات إعادة ترميم في إنتظار إنتهاء الدراسات الجارية حاليا من أجل برمجة عمليات تجديد شامل لهذه المحطات، و لو أن المرحلة الأولى من العمليات التي تم تسجيلها تقضي بتقليص معدل التعطلات إلى نسبة 10 بالمئة . بالموازاة مع ذلك فإن مدينة عنابة تشهد و منذ أشهر عديدة عملية إعادة تهيئة وتجديد قنوات الصرف الصحي للمياه على مستوى الأحياء التي تبقى عرضة لخطر الفيضانات في فصل الشتاء، حيث رصدت البلدية غلافا ماليا بنحو 2.5 مليار سنتيم لتفعيل مخطط الحماية من الفيضانات، بالإضافة إلى استكمال أشغال التهيئة و جهر الوديان ومجاري مياه الأمطار و التي تشكل خطرا على التجمعات السكنية والأحياء ، من أبرزها وادي سيبوس الذي يمر عبر وسط المدينة، بالإضافة وادي فرشة، رغم أن المشكل الذي يطرح دوما يكمن في إنجراف الأتربة من المناطق العلوية المحاذية لأعالي جبال الإيدوغ وسرا يدي، مما يؤدي إلى انسداد البالوعات وامتلاء الوديان بالأتربة وأغصان الأشجار. و على هذا الأساس فإن مصالح بلدية عنابة برمجت 12 عملية جديدة متعلقة بجهر الأودية ورفع الأتربة، تمس المناطق المنخفضة وهي حي لاكولون، بني محافر، وحي 8 مارس، في الوقت الذي تم فيه تحديد 10 أحياء أخرى صنفت في خانة النقاط السوداء، من بينها رفاس زهوان، إيليزا، الخروبة ووادي فرشة، وهي النقاط الأكثر خطورة في الولاية. أما على مستوى باقي البلديات فإن وادي مبعوجة يبقى الخطر الكبير الذي يهدد سكان أحياء بلديتي الحجار و سيدي عمار، الأمر الذي جعل المصالح المختصة ترصد غلافا ماليا بقيمة 6 ملايير سنتيم لتهيئة الوادي إنطلاقا من بلدية الشرفة، هذا إلى جانب اهتراء قنوات الصرف الصحي والشبكات الرئيسية الخاصة بصب مياه الأمطار مباشرة في البحر، بينما يعد مشكل تعطل المضخات المنصوبة على مستوى الأنفاق الأرضية بوادي الذهب، الحطاب و الشعيبة أكبر هاجس يثير مخاوف مديرية الأشغال العمومية، لأن هذه الأنفاق تتحول إلى بحيرات بمجرد تساقط الأمطار، الأمر الذي يجعل قرار غلقها في وجه حركة المرور خيارا حتميا، إلى غاية التدخل لإمتصاص المياه الراكدة بداخلها، و ذلك بسبب مشكل تعطل المضخات الكهربائية. ص / فرطاس تطمينات المسؤولين تذهب مع مياه الامطار كل سنة أحياء تقع في منخفضات و تحت أودية تتحول إلى بحيرات بسكيكدة كشفت التقلبات الجوية الأخيرة بمدينة سكيكدة، والعديد من البلديات عن عيوب واختلالات كبيرة في منظومة شبكات صرف مياه الأمطار، ورغم التطمينات التي يقدمها المسؤولون بالقضاء على مشكل الفيضانات بإنجاز مشاريع يتكرر سيناريو السيول والخسائر عند كل شتاء. وتعد أحياء مدينة سكيكدة من أكثر المناطق تضررا من الفيضانات على مستوى الولاية على غرار الاخوة ساكر، 700 و500 مسكن، أول نوفمبر(مرج الديب) بسبب وقوعها في منخفض سطح البحر وتحت أودية، كما هو الحال بحي الإخوة ساكر، التي تتحول أثناء تساقط الأمطار إلى بحيرات من المياه وتتوقف الحركة بها لساعات طويلة بسبب انسداد البالوعات وتوقف عملية صرف المياه، ما يؤدي إلى اجتياح الفيضانات لعمارات ومؤسسات تربوية، وهي الوضعية التي تعيشها المدينة كل شتاء. رئيس بلدية سكيكدة كمال طبوش أوضح بأن البلدية خصصت مشاريع عديدة لحماية المدينة من الفيضانات رصدت لها أموال معتبرة يأتي في مقدمتها حيي 500 و700 مسكن بغلاف مالي قدره 23 مليار سنتيم و أن الملف حاليا على مستوى اللجنة الولائية، يليه حي الإخوة ساكر ب30 مليار سنتيم وقد تم إعداد البطاقة التقنية للمشروع، أما مرج الديب فخصصت له 5ملايير سنتيم وهو مشروع خاص بقنوات ونظم تصريف مياه الأمطار و كذلك مشروع وادي الزرامنة باتجاه الطريق الوطني رقم 44 رصد له مبلغ 8 ملايير و300 مليون سنتيم. وأرجع ذات المسؤول تكرار حدوث الفيضانات كل موسم إلى تواجد بعض الأحياء في منخفضات وتحت أودية على غرار حي الاخوة ساكر الذي يعد أكثر الأحياء تضررا من الفيضانات إلى جانب حيي 700 و500 مسكن، مشيرا إلى أن المشاريع الجديدة تتوفر على كل الشروط الضرورية من بينها مضخات لامتصاص المياه ومولدات كهربائية وغيرها من التجهيزات التي من شأنها التخفيف من الفيضانات في حدود 80 في المئة. تأخر انطلاق هذه المشاريع أرجعه محدثنا إلى عدم جدوى بعضها في المناقصات و قال أن البعض الآخر على وشك الانطلاق. وقد حاولنا الاتصال بمدير ديوان التطهير ومصالح الري لأخذ توضيحات أكثر لكننا لم نتمكن. مع الإشارة أن السلطات الولائية سخرت في الفيضانات الأخيرة التي شهدتها المدينة الأسبوع الماضي 177 عاملا و12 شاحنة و31 آلة بمساهمة مؤسسات عمومية مختلفة.