موسكو والجزائر تتفقان على التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن روسياوالجزائر تفعلان التعاون عبر الهيئات الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب. وقال لافروف «لدى روسياوالجزائر تجربة كبيرة في مجال محاربة الإرهاب». وأضاف: «إن روسياوالجزائر تبحثان المهام المشتركة لمكافحة الإرهاب ليس عبر وضعنا وزارتي الخارجية وحسب، بل وعبر قنوات وزارتي الدفاع ومجلسي الأمن في البلدين». أوضح وزير الخارجية والتعاون الدولي، عبد القادر مساهل، أن الجزائر مستعدة لتقاسم تجربتها في مجال مكافحة الإرهاب، وأوضح مساهل، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، بأن الجزائر قادرة على إشراك خبراتها مع روسيا في محاربة الإرهاب، وأوضح قائلا «تحدثنا حول جهودنا الموحدة للقضاء على الإرهاب، ونحن من خلال خبرتنا كدولة حاربنا الإرهاب وفقدنا العديد من المواطنين، يمكننا تعزيز وتبادل الخبرات بخصوص مكافحته». وأوضح مساهل، بان المحادثات التي أجراها مع نظيره الروسي تناولت عديد الملفات، منها ملف القدس، حيث جدد موقف الجزائر الذي يدعوا لإعطاء القدس صفة خاصة استنادا إلى المواثيق الدولية، إضافة إلى التعاون الأمني والعسكري في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا بان البلدين ناقشا الملفات كشركاء، وقال بان المباحثات بين البلدين متواصلة سواء الاجتماعات الثنائية أو اللقاءات الأمنية بين مسؤولين في البلدين. وقال وزير الخارجية، بان الآليات في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدين «موجودة» على غرار الحوار الأمني بين البلدين الذي انعقد مؤخرا في دورته الثالثة، إلى جانب آليات التعاون الأمني الأخرى في المجالات الأمنية والعسكرية وحتى السياسية، والتي تسمح بتبادل الخبرات، وقال مساهل، بان الجزائر التي عانت طيلة عشر سنوات من الإرهاب، وتغلبت عليه بفضل سياسة المصالحة الوطنية التي اقرها الرئيس بوتفليقة مستعدة لتقاسم هذه التجربة مع الدول التي تعانا من أزمات داخلية ودعا مساهل إلى ضرورة تسوية الأزمات التي تعرفها الدول العربية عبر الحوار والمصالحة الوطنية، استنادا إلى قرارات مجلس الأمن الدولي، داعيا المجموعة الدولية إلى المساهمة في إنجاح مسار المفاوضات كحل وحيد للازمات الأمنية التي تعرفها بعض الدول على غرار ليبيا وسوريا، مشددا على ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول، وقال بان روسياوالجزائر لديهما نفس النظرة بشأن هذا المطلب، وتحدث مساهل عن توافق كبير بين وجهات النظر في البلدين. وقال مساهل، إن تحقيق الاستقرار في ليبيا هو عامل أساسي لضمان الاستقرار في كل المنطقة. وأضاف مساهل أنه يلاحظ تكثيف النشاط الإرهابي في المنطقة، وأن دول المنطقة تواجه حاليا موجة من عودة المسلحين والجماعات الإرهابية إلى أوطانهم، مؤكدا أن بلاده تدعم جهود الأممالمتحدة في ليبيا والمبعوث الأممي الخاص لليبيا غسان سلامة. من جانبه، أكد سيرغي لافروف، بان الجزائر تتمتع بخبرة كبيرة في مكافحة الإرهاب، مضيفا بان بلاده ترغب في تعزيز قنوات الحوار مع الجزائر، وقال بان التعاون لا ينحصر فقط على وزيري الخارجية في البلدين، بل يشمل عدة مستويات، لا سيما الجهات الأمنية، مشيرا إلى الزيارة التي قام بها مؤخرا إلى الجزائر رئيس مجلس الأمن القومي الروسي والذي حظي باستقبال من قبل رئيس الجمهورية، وكشف بان الجزائر انضمت إلى الآلية التي وضعتها روسيا لوضع بنك للمعطيات تضم أسماء المتطرفين الدوليين، وهي خطوة قال عنها لافروف أنها خطوة ايجابية للقضاء على الإرهاب كما جددت موسكو التزامها بتنفيذ كل الاتفاقيات التي أبرمتها مع الجزائر في المجال العسكري التقني، وقال وزير الخارجية الروسي، أن روسياوالجزائر عازمتان على تنفيذ الاتفاقيات الثنائية المبرمة في مجال التعاون العسكري التقني. وقال لافروف، في مستهل محادثاته مع وزير الخارجية والتعاون الدولي عبد القادر مساهل بموسكو اليوم الاثنين-:»هناك آفاق ونتائج جيدة بالفعل في مجال التعاون العسكري التقني، والخطط القائمة في هذا المجال ينبغي تنفيذها». وأضاف لافروف قائلا :»نحن عازمون على ذلك شأننا شأن الأصدقاء الجزائريين»، مشيرًا إلى أن روسيا تقيم عاليًا دور الجزائر في ضمان الاستقرار الإقليمي والتصدي للتهديدات الإرهابية ، مؤكدا أن الجانبين سيواصلان الحوار حوال التعاون السياسي الخارجي. وأشار لافروف إلى تطابق وجهات نظر الجانبين حيال القضايا الإقليمية والدولية معربا عن الاهتمام المشترك بمعالجة النزاعات والأزمات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالوسائل السلمية حصرا. الجزائر تنضم إلى رابطة شاحني النفط الدولية وقال وزير الخارجية الروسي، أن الجزائر قررت الانضمام إلى رابطة شاحني النفط الدولية. وأضاف لافروف أن الجانب الجزائري أكد موافقة الجزائر على الانضمام إلى هذه الرابطة. ووصف لافروف مباحثاته مع الجانب الجزائري بأنها كانت «بناءة» لافتا إلى التطور الديناميكي للعلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية. وقيم لافروف بصورة ايجابية التعاون الثنائي مع الجزائر في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز لافتا إلى أن موافقة الجزائر جاءت بناء على توصية من الخبراء الروس على الانضمام إلى رابطة شاحني النفط الدولية. من جانبه أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أن روسياوالجزائر تسعيان لهدف مشترك، وهو تحقيق مستوى أسعار للنفط والغاز يُرضى جميع الأطراف. وقال مساهل، «إن هدفنا المشترك يكمن في دعم سعر النفط والغاز عند مستوى يكون مقبولا لجميع الأطراف».. مضيفًا أن هناك عددا كبيرا من مجالات التعاون بين روسياوالجزائر ومن بينها الزراعة والطاقة وغيرها.