انتزع سهرة أول أمس فيلم « الجزائر غدا» للمخرج الشاب أمين سيدي بوميدن الذي أنجز في إطار مسابقة السيناريوهات التي نظمتها « مؤسسة ثالة للإنتاج» قبل أشهر، الجائزة الأولى في الأيام السينمائية بالعاصمة، و يتميز هذا الفيلم القصير الذي لا تتجاوز مدته الزمنية العشرين دقيقة بجودة عالية من حيث الأداء و التصوير ، حسب ما أكده أحد أبطاله الرئيسيين نبيل عسلي الذي يجسد فيه دور نزيم، الذي يستعد رفقة صديقيه عشية الخامس من أكتوبر 1988 للمشاركة في المظاهرات . يسلط الفيلم الضوء على جانب من جوانب أحداث أكتوبر 1988 التي كان لها تأثير كبير في المجتمع و السياسة الجزائرية ، و هم الشباب الذين كانوا المحرك الأساسي لهذا التاريخ المؤلم ، حيث يصور الفيلم عشية الرابع من أكتوبر 1988 كل من « نزيم» ( نبيل عسلي) وصديقيه (أمين منتصر) و (حسام حرزالله) اللذين يشعرون بالأسى بسبب سفر صديقهم الرابع فؤاد خارج البلاد و يبدؤون في مناقشة ما يجري في البلاد و كيفية مشاركتهم أيضا في المظاهرات . و يشارك أيضا في هذا العمل السينمائي القصير من كتابة ، سيناريو و إخراج المخرج الشاب أمين سيدي بومدين، و الذي استحوذ على إعجاب لجنة التحكيم و الجمهور بفضل نوعيته الجيدة و إخراجه المتمكن كل من الفنانة عايدة قشود ، محمد قشود و الممثل مهدي رمضاني . في رصيد المخرج أمين سيدي بومدين فيلم قصير مدته 5 دقائق « العشاء الأول للطبيب» و الذي يروي قصة انتحار مبرمجة لشابة لا أمل في شفائها من داء القلب ، و فق طقوس آكلي لحوم البشر، و الذي صور بكاميرا ( 16 ملم) سنة 2004 ، و الذي يعتبر بالنسبة له مشروع تخرج ناجح ينبأ بالتفوق في المستقبل . كما يهتم أمين سيدي بومدين أيضا بالنقد السينمائي الذي يتحكم في آلياته من خلال رؤيته السينمائية الخاصة ، حيث نشر في صفحته على الانترنت العديد من المقالات النقدية الهامة و المميزة حول الكثير من الأفلام الجزائرية القديمة و الجديدة، مما يدل على امتلاكه لقدرة ثاقبة على تحليل أسرار الفن السابع الجمالية و التقنية ، و ذلك في قراءات متعمقة لأهم الأعمال السينمائية لأبرز المخرجين الجزائريين من مختلف الأجيال كالمخرج مرزاق علواش ، نذير مخناش و غيرهم . أمينة جنان