قال الممثل الشاب نبيل عسلي، بطل "خويا" الفيلم السينمائي القصير للمخرج يانيس كوسيم الذي لا يزال يستقطب الأضواء بتمثيله للجزائر في الكثير من المهرجانات الدولية وحصد مؤخرا جائزتين بمهرجان أميان الدولي بفرنسا، وجائزة لجنة التحكيم عن فئة "نمر الغد" في مهرجان لوكارنو، بأن هذا العمل عبارة عن تجربة جديدة من الناحيتين الفنية والتقنية وكذا الإخراج، أثرت مساره، فهو من النوع الذي يجعل المشاهد يشعر بأنه لا يتابع فيلما بل يغوص في الواقع ويعايشه بكل تفاصيله وهنا حسبه يكمن سر نجاحه. الممثل أوضح للنصر بأنه تقمص في "خويا" شخصية سبق وأن جسد بعض ملامحها في المسلسل التلفزيوني "جروح الحياة" لعمر تريباش، لكن بشكل مختلف فالأخ في "خويا" أشد عنفا وتسلطا وعدوانية وهو الرجل الوحيد، بعد رحيل والده في أسرة تتكون من الأم، تتقمص الشخصية سيدة المسرح الجزائري صونيا، وثلاث أخوات شابات تؤدي أدوارهن الممثلات الواعدات سامية مزيان، سليمة عبادة، وصوفيا، والأم في هذا العمل الذي يعالج ظاهرة العنف الأسري، تتواطأ مع إبنها الطالب الجامعي وتدعم مواقفه وتصرفاته دائما حتى عندما يتفنن في استعراض عضلاته وفرض أوامره وهيمنته على أخواته ولو عن طريق الضرب والتعنيف، وتبرر ذلك لبناتها بقولها: "لولاه لاستولى أعما مكن على المنزل!" وأشاد عسلي بموهبة المخرج الذي وصفه بالرائع وتوقع له مستقبلا زاهرا في مجال الإخراج وكتابة السيناريو، وبجهود كل طاقم العمل الذي استغرق تصويره وإنجازه بمدينة سطيف، مسقط رأس المخرج، حوالي خمسة (05) أيام، لكن "طار" به طيلة شهور عبر كبرى المهرجانات السينمائية الدولية، بتونس وأبوظبي وسويسرا وبلجيكا وفرنسا، وعن قريب "سيقتحم" مهرجان الفيلم العربي بوهران... علما بأن "خويا" هو ثالث عمل سينمائي يقوم ببطولته ويتربع في المهرجانات السينمائية ويتوج بالجوائز بعد كل من الفيلم القصير "سكتوا" لخالد بن عيسى وفيلم "حراقة" لمرزاق علواش، مما يجعله يتحمس للأعمال السينمائية التي تطرح قضايا مستوحاة من عمق المجتمع وتعبر عن معاناة أبنائه، لكن يظل المسرح هو حبه الأول والأكبر، وهوجد فخور بنجاح مسرحية، "نزهة في غضب" التي اقتبسها ومثل فيها، وحصدت في أكتوبر الفارط ثلاث جوائز في المهرجان الدولي للمسرح المحترف بالعاصمة، أما بالنسبة للتلفزيون ذكر الفنان بمشاركته هذا الموسم في المسلسل التلفزيوني الرمضاني "سولة" للمخرج حسين مزياني وأضاف بأنه يعتبر نفسه محظوظا في سنة 2010 إلى حد كبير، رغم أنه ندم على مشاركته في بعض المشاريع الفنية. وبخصوص مشروع مسلسل "جدار الصمت" الذي سبق للمخرج عمر تريباش أن اختاره لتقمص إحدى شخصياته إلى جانب بهية راشدي ومحمد عجايمي والعديد من الممثلين الآخرين، قال بأنه لا يزال رهين الصمت، ولم يظهر عنه أي خبر لحد اليوم وذلك في ظل الركود والفوضى السائدين على حد تعبيره في مجال الأعمال التلفزيونية مما يجعله يتحفظ بشأن المشاركة في أي مشروع تلفزيوني يتقرح عليه إذا لم تتوفر فيه الكثير من الشروط وفي مقدمتها أن يكون من توقيع مخرج ومنتج مبدعين لا يرميان لمجرد إبرام صفقات تجارية وأن يسند إليه الدور المناسب في المستوى المطلوب على حد تعبيره. وأسر إلينا بأنه سيركز أكثر على الأعمال المسرحية والسينمائية إلى أن تتحسن ظروف ومعطيات الأعمال التليفزيونية وتتضح الرؤية في هذا القطاع...وإلى جانب تحضيره حاليا لمسرحية جديدة، فهو منهمك في قراءة "سيناريوهين" لفيلمين قصيرين سيشرع في تصوير دوريه فيهما خلال الأيام القليلة القادمة، موضحا بأن الفيلم الأول لزكريا سعيداني والثاني لأمين بومدين وهما من الشبان المبدعين الذين فازوا في مسابقة "سيناريو العاصمة غدا" بباريس. وعن رأيه في عودة الأعمال الثورية إلى واجهة السينما الجزائرية قال بأنه جد سعيد وفخور بهذا الإتجاه وربما سيحالفه الخط في تقديم دور في أحد هذه الأعمال عن قريب، مشيرا إلى أنه يساند إخضع سيناريو كل عمل من هذا النوع إلى محك المختصين في التاريخ لتجنب الأخطاء والمغالطات المحتملة، مع الحرص على عدم تشويه أبطال الثورة الجزائرية بأي شكل من الأشكال لأنهم رموزنا الخالدة...والسينما تتطلب كما قال إبراز الجوانب الجمالية والإبداعية في أي عمل واستثمار الخيال لكن لا بد من إخضاع كل ذلك لمعايير معينة ما دمنا جزائريين وهذه المعايير تستند لوقائع وأحداث حقيقية ومبادئ وقيم أمة.