إضراب مضيفي الجوية الجزائرية يشل مطارات الجزائروفرنسا شل الإضراب الذي يشنه مستخدمو الطيران التجاري للخطوط الجوية الجزائرية حركة النقل الجوي لليوم الثالث مما أثار استياء المسافرين الذين أعربوا عن سخطهم الشديد على ما وصفوه بغياب الاتصال ولامبالاة مسؤولي الشركة. من جهتها أعلنت الشركة الوطنية للنقل البحري، نقل أزيد من 500 مسافر على متن البواخر التابعة للشركة، انطلاقا من مدينة مرسيليا الفرنسية، فيما قررت شركة الخطوط الجوية الفرنسية، وشركة "ايغل ازور" تأجير طائرات إضافية لنقل المسافرين العالقين في المطارات الفرنسية. دخل الإضراب الذي يشنه عمال المصالح التجارية التابعة للخطوط الجوية الجزائرية يومه الثالث، وعرفت حركة الملاحة الجوية أمس، شللا كليا، بعد إلغاء كل الرحلات الجوية التي كانت مقررة، باستثناء رحلتين باتجاه مطار باريس، وأكد رئيس النقابة الوطنية لمضيفي الطائرات ياسين حماموش في تصريحات صحفية أمس أن "95 بالمائة من المضيفين والمضيفات العاملين في الجوية الجزائرية متوقفون عن العمل وخمس رحلات فقط أقلعت الاثنين من 83 رحلة". واضطرت الجوية الجزائرية لاستئجار طائرات من شركات طيران تونسية وفرنسية واسبانية لنقل المسافرين. كما طلبت المساعدة من شركة طاسيلي للطيران المملوكة لشركة سوناطراك البترولية، لنقل المسافرين نحو الدول الإفريقية. وقال الطاهر علاش مدير عام مطار الجزائر أن "الوضع تحسن كثيرا بعد أن قامت شركة الخطوط الجوية الجزائرية باستئجار طائرات لنقل المسافرين". وأضاف أن "المشكلة الكبيرة هي في المطارات الفرنسية لأننا في موسم دخول المهاجرين والضغط على مطار الجزائر أقل لأن العمل الكبير الذي ينتظرنا هو في موسم العودة مع نهاية عطلة الصيف". شركة النقل البحري تعلن نقل 500 مسافر من مرسيليا مجانا وبدا الوضع هادئا صباح أمس في مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة. فرغم العدد الكبير من المسافرين إلا انه لم تسجل فوضى، وأعلن عبر اللوح الالكتروني عن إقلاع ست رحلات نحو نيس وباريس (رحلتان) وليل بفرنسا، ومدريد وبروكسل. وطلبت الشركة من المسافرين عدم التوجه إلى المطارات و اقترحت عليهم تأجيل سفرهم أو تعويض تذاكرهم.من جهتها شرعت إدارة الجوية الجزائرية في فصل عمال المصالح التجارية المضربين، وقال مسؤول بالشركة، أن قرارات بالتوقيف عن العمل "بسبب الدخول في إضراب غير شرعي" قد تمت ضد بعض العمال، دون تحديد العدد، مشيرا بأن الإدارة كانت تفضل الحوار للخروج من هذه الأزمة "إلا أن تعنت المضيفين والمضيفات ورفضهم كل الحلول التي اقترحتها إدارة الشركة" أدى إلى هذا الإجراء. مشيرا بأن المشاورات مع ممثلين عن المضربين لا تزال متواصلة لإيجاد الحل المناسب، مؤكدا بأن إدارة الشركة أبدت استعدادها للاستجابة للمطالب المرفوعة في الحدود التي تتناسب مع الوضعية المالية للجوية الجزائرية. وأصدرت مديرية الشركة تعليمة إلى كافة العمال والمسيرين، ومنهم الذين كانوا في عطلة، للالتحاق بمناصبهم لتسيير هذه المرحلة الحرجة، وإيجاد حلول لتسفير المئات من المسافرين العالقين في بعض المطارات الفرنسية. وقد تسبب الإضراب الذي دخل يومه الثالث شللا شبه كلي في حركة الطيران، بحيث تم أمس ضمان رحلتين فقط من بين الأربعين رحلة جوية دولية التي كانت مبرمجة، فيما أعلنت هيئة تسير مطارات باريس، إلغاء كل الرحلات الجوية لشركة الخطوط الجوية الجزائر، أمس الأربعاء، بسبب الإضراب الذي يشنه عمال المصالح التجارية، وقال مسؤول بمطار باريس، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية "نتوقع أن يتم إلغاء كل الرحلات الجوية المقررة طيلة يوم الأربعاء بسبب الإضراب" باستثناء بعض الحالات الاستعجالية، وهو ما خلق حالة اضطراب على مستوى بعض المطارات الفرنسية بسبب عدم تمكن المئات من افرد الجالية من العودة إلى الوطن.وسادت فوضى عارمة بمطار أورلي-جنوب الباريسي حيث جندت سيارات شرطة و سيارة إسعاف خارج المطار من أجل الحيلولة دون أي انفلات للوضع أو احتجاج من المسافرين. أما داخل المطار فعلامات الغضب و الاستياء بادية على وجوه أكثر من ألف من المسافرين الجزائريين الذين أعياهم طول الانتظار الاضطراري لرحلات لم تأت. وقد اضطر المئات من المسافرين، البقاء طويلا داخل مطار أورلي في باريس، بعد إلغاء كل الرحلات التي كانت مقررة في اليومين الأخيرين، ما تسبب في تجمهر العديد من المسافرين أمام جناح الجوية الجزائرية على مستوى مطار العاصمة الفرنسية للاحتجاج على الوضع ومطالبين بتمكينهم من زيارة أقاربهم في الجزائر، كما عطلت الحركة الاحتجاجية حركة الطيران بين البلدين على مستوى مطارات مرسيليا ومدينة نيس جنوبفرنسا.واجتمع وزير النقل الفرنسي تيري مارياني صباح أمس ب"مسؤولين من السفارة الجزائرية في فرنسا وشركة الطيران الجزائرية ومطارات باريس وهيئات الدولة (...) للتعامل مع أزمة آلاف المسافرين في العديد من المطارات الفرنسية بسبب إلغاء الخطوط الجوية الجزائرية للرحلات". وخلال الاجتماع وأكد وزير النقل الفرنسي "التزام الشركة تجاه عملائها وتحديث المعلومات الخاصة بمسافريها لتجنب تقطع السبل بهم بالمطارات". أوساط فرنسية تستغل الإضراب لاستهداف سمعة الجوية الجزائر لدى الجالية ووفقا لوزارة النقل الفرنسية، أكثر من 1500 مسافر جزائري ظلوا عالقين في المطارات الرئيسية الفرنسية، حيث كان من المتوقع أن يسافروا عبر رحلات الجوية الجزائرية إلى مطارات مختلفة في الجزائر، ويعتبر مطارا باريس ومرسيليا الأكثر تضررا من هذه الوضعية. ووفقا لوزير النقل الفرنسي، ثيري مارياني، تم برمجت رحلات إضافية من طرف الخطوط الفرنسية إلى الجزائر لنقل 172 مسافرا، وقد ثمن السيد مارياني الجهود التي تبذلها الخطوط الجوية الفرنسية، من أجل التكفل بنقل المسافرين العالقين،وقال الوزير في بيان له "من حق الطيارين تنظيم إضرابهم في أي وقت من السنة، لكن حينما يصادف ذلك مع سفر العديد من الجزائريين لقضاء عطلهم، إنه أمر مؤسف جدا". كما دعا وزير النقل الفرنسي المسؤولين في شركة الخطوط الجوية الجزائرية إلى "تحمل كل مسؤولياتهم، وتقديم المساعدة الضرورية للمسافرين، وجعلهم في المقام الأول وضمان إقامتهم". أعلن المتحدث الرسمى باسم مطار مدينة "مرسيليا" إلغاء 6 رحلات تابعة لشركة الخطوط الجزائرية، وذلك جراء إضراب طاقم الضيافة فى الجزائر. وقال مطار مرسيليا إنه "تم توفير 500 مكان على متن سفينة ستغادر ميناء مرسيليا متجهة إلى الجزائر، مؤكدا أن المطار قد اتخذ إجراءات مبسطة لتغيير تذاكر الطيران بتذاكر الباخرة، موضحا أن المسافرين يستطيعون التوجه إلى ميناء مرسيليا بجوازات سفرهم وتذاكر طيران مغادرة مرسيليا فقط للسفر على متن الباخرة. وأشار البيان إلى أنه تم إلغاء 6 رحلات أخرى المتجهة إلى مدن "قسنطينة" و"عنابة" و"الجزائر"، ولكن الرحلة المتجهة إلى مدينة "باتنة" الجزائرية لم تلغ. "اير فرانس" و"ايغل ازور" تؤجران طائرات إضافية لنقل مسافري الجوية من جهتها، رفعت شركة الخطوط الجوية الفرنسية عدد رحلاتها انطلاقا من مطار رواسي بباريس إلى خمسة بدل أربعة. وأكدت الشركة أنها نقلت على متن طائراتها مسافرين من الجوية الجزائرية. وقالت الشركة أنها قامت بتأجير طائرتين إضافيتين لنقل المسافرين العالقين، كما أعلنت من جانبها شركة "ايغل ازور" أنها ستضمن رحلات إضافية لنقل المسافرين باتجاه الجزائر.وقد استغلت بعض الأوساط الإعلامية الفرنسية هذا الإضراب لمحاولة تشويه صورة الجوية الجزائرية لدى أوساط الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا، وذكرت يومية "لوموند" أن الإضراب الذي يشنه عمال الشركة، وما تبعه من إلغاء للرحلات الجوية خلال هذه الفترة الصيفية التي تشهد عودة كبيرة لأفراد الجالية، هو بمثابة "نهاية للشركة"، ونقلت اليومية الفرنسية، إضافة إلى يوميات ومواقع فرنسة أخرى، حالة التذمر التي سادت وسط مسافري الجوية، وأكدت أن العديد منهم "اقسموا بعدم السفر مجددا على متن الطائرات التابعة للجوية الجزائرية"، واستغلت العناوين الفرنسية هذه الأوضاع، لكسر الديناميكية التي رسمتها الإدارة الجديدة للشركة، والتي أعلنت مؤخرا عن تخفيضات هامة في الأسعار على الرحلات الخارجية لكسب مزيد من الزبائن الذين هاجروا الخطوط الجوية نحو شركات الطيران الفرنسية.