دراسة بتقنية المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد على المسرح الروماني المتدرج بتبسة باشر أول أمس مكتب دراسات متخصص في الآثار القديمة، الشطر الثاني من عملية دراسة المسرح الروماني المتدرج بمدينة تبسة، و ذلك للحفاظ على هذا المعلم التاريخي المصنف، الذي يعود تاريخ إنجازه إلى القرن الميلادي الأول، ولا تزال شواهده وبقاياه شامخة، رغم الإهمال الذي طاله، والصعوبات التي تواجهه ، خاصة زحف القمامة. الدراسة في شطرها الثاني تم الاعتماد فيها على تقنيات متطورة، من خلال اللجوء إلى المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، وحسب مدير الديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية بتبسة لطفي عز الدين، فإنه تم اللجوء إلى مكتب دراسات متخصص من العاصمة، وقد باشر المكتب رفع معطيات وتفاصيل الموقع الروماني بتقنية ثلاثية الأبعاد، و باستعمال أجهزة وأدوات متطورة. و من المنتظر في ختام هذه العملية، كما أكد المسؤول، التعرف على نقائص هذا المعلم الداخلية منها والخارجية، وكذا الأرضية والمخارج التي كان يخرج منها المصارعون والمقاتلون والحيوانات المتوحشة، مشيرا إلى أن هذه العملية، ستسمح بالإطلاع على آليات حفظ هذا المعلم التاريخي المصنف، ورد الاعتبار للموقع الذي يدخل ضمن التراث الوطني وضمن المصنفات الوطنية، إذا علمنا أن المدرج الروماني بتبسة يعد من بين البنايات الأولى التي بناها الرومان بالمنطقة. تفيد المراجع التاريخية، بأن هذا المعلم قد تم إنجازه في عهد القنصل الخامس الإمبراطور فسباسيانوس سنة 75م، وبني على شكل مدرج أو مسرح، لأنه كان فضاء تمارس فيه المصارعة بين الفرسان وأسرى الحروب و كذا مصارعة الثيران، وقد تم اكتشاف شكله الدائري الذي يقدر قطره بين 50 و65 م سنة ،1959 حسب السيد هول مكتشف هذه الرائعة المستديرة، وتضم هذه التحفة 04 مداخل و العديد من الحجرات للفرسان و العبيد، وكذا الحيوانات المفترسة. غير أن هذا الهيكل الذي له أهمية أركولوجية تواجهه عدة تحديات، بداية بالقمامة التي يطرحها تجار السوق المحاذية له، مرورا بيد الإنسان العابثة، و وصولا إلى التربة التي تغمر العديد من مدرجاته وأجزائه. وكانت السلطات المحلية قد تفطنت لضرورة الإتمام بهذا المعلم التاريخي، من خلال رفع أكثر من 30 شاحنة من القمامة منه، خاصة من مواقع خروج المقاتلين والحيوانات المفترسة، غير أن الدراسة الشاملة تطلبت حمايته بسياج، بالنظر لتواجده بقلب المدينة ، بالقرب من سوق جواري، و رغم كل هذه الجهود ،إلا أن البعض يرى أن حماية هذا المعلم التاريخي والتعريف به، يتطلب وعيا من المواطن أولا، و حمايته من القمامة ثانيا، و إعادة الاعتبار له ثالثا، خاصة بعد أن خصصت إدارة المتاحف مجموعة من الحراس لحماية هذا المعلم النادر في إفريقيا، وخصصت له وزارة الثقافة عمليات لإعادة الاعتبار له وحمايته.