الإعلان عن إطلاق عملية ترميم المسرح الروماني بمدينة تبسة أكد المدير الولائي للثقافة أن أشغال ترميم المدرج الروماني بمدينة تبسة ستنطلق قريبا ،وذلك بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية المتعلقة بالمناقصة المطروحة في هذا الشأن. وأوضح محمد الربعي سحار بأن هذه العملية من شأنها إعادة الاعتبار لهذه التحفة التاريخية والأثرية التي ليس لها مثيل في كل ما شيده الرومان بشمال القارة السمراء،بحيث ستزيل هذه العملية الغبار عن هذا الكنز الأثري الذي لم يكشف بعد عن جميع أسراره رغم اكتشافه سنة 1850. وتتضمن عملية إعادة الاعتبار المبرمجة في إطار البرامج القطاعية اللامركزية ،حماية هذا الكنز الدائري من الطبيعة ويد الإنسان،بحيث ستسند للمقاولة المكلفة بالانجاز مهمة نفض الغبار عن هذا الأثر الذي تؤكد المصادر التاريخية أنه شيد في عهد القنصل الخامس الإمبراطور"فسباسيوس" سنة 75 ميلادي،وكان هذا المدرج يستعمل آنذاك كملعب ومسرح وزاد عليه آخرون بأنه كان يستعمل كذلك لألعاب المصارعة بين الفرسان وأسرى الحرب أو مع الحيوانات المفترسة. ويقدر قطر هذا المدرج المصنف وطنيا وأحد أهم المتاحف المتناثرة في الهواء الطلق أكثر من 50 مترا وله أربع مداخل وحجرات للعبيد والفرسان وكذا الحيوانات المفترسة،فيما يقدر عدد مدرجاته التي جاءت على شكل دائري ال 7000 مقعد حسب المختصين. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المسرح الروماني المنتصب بوسط مدينة «تيفاست» يتعرض يوميا إلى عدة انتهاكات من طرف بعض المواطنين الذين يجهلون قيمته التاريخية،بحيث لا يتوان التجار القريبون من السوق المغطاة من رمي ما يطرحونه من نفايات داخله،فيما لا زالت أجزاء أخرى منه مغمورة بالأتربة وتحتاج إلى دراسة شاملة لإبراز معالمه النهائية وصيانتها. وكانت جمعية أحباب تبسة قد نظمت شهر فيفري المنصرم عملية تطوعية لتنظيف المسرح الروماني بالتعاون مع عدة أطراف،أين تم رفع أكثر من 30 شاحنة من النفايات المنزلية المرمية بجانبه والتي كثيرا ما تسيء إليه،ويأمل المهتمون بالفعل الثقافي أن تتحرك السلطات المحلية في هذا الاتجاه من خلال ردع كل التجار الذين لا يتوانون عن رمي نفاياتهم داخل هذه التحفة ووضع بالمقابل فرق خاصة بالنظافة دائمة،مع تكليف فريق من الشبان بالحراسة لمنع المنحرفين من الدخول إليه. وكان والي الولاية قد كشف في الدورة الأخيرة للمجلس الشعبي الولائي أنه أعطيت أوامر لقلع الأشجار المحيطة بالأسوار البيزنطية بتبسة وذلك للسماح لزوار هذه المدينة بمشاهدة الكنوز الأثرية التي تعتبر متحفا مفتوحا. وأشار مبروك بليوز بمناسبة مناقشة ملف قطاع الثقافة في دورة المجلس الشعبي الولائي إلى أن الأشجار المحيطة بهذه الأسوار والقلاع بالمدينة العتيقة، قد حجبت هذه الآثار وغطت هذه الكنوز والدرر المتواجدة بالمدينة،وأكد المسؤول التنفيذي الأول للولاية أمام المنتخبين المحليين بأن تأهيل وسط المدينة من شأنه التعريف بهذه الكنوز والترويج للسياحة الثقافية،مشيرا إلى أن السلطات تحصي نحو 280 مسكن قديم داخل الأسوار،وهي المساكن التي باتت تحتاج إلى صيانة وتأهيل وتجديد لشبكتي التطهير ومياه الشرب،ولن تتحقق هذه الخطوة إلا بتظافر جهود الجميع وإشراكهم في هذه العملية لتحسين وجه المدينة وتجميله،مع العلم أن أطروحات لمسؤولين سابقين كانت تذهب في اتجاه هدم وإزالة هذه المساكن وتعويض أصحابها بعقارات جديدة على أمل خلق مدينة سياحية عصرية داخل المدينة القديمة،غير أن هذا التوجه لم يتحقق على أرض الواقع بسبب كلفته من ناحية وتمسك أصحاب المساكن بمساكنهم من ناحية ثانية.