فشل الناخب الوطني رابح ماجر وتشكيلته في إقناع محبي الخضر، خلال مواجهة منتخب إيران، التي انتظرها الكثير من النقاد والمتتبعين، ليس لأهميتها كونها محطة تحضيرية ودية، ولكن لمستوى المنافس الذي يعد أقوى منافس واجهه المنتخب الوطني منذ نهاية تصفيات مونديال 2018، حين واجه منتخب نيجيريا، وشاءت الصدف والأقدار أن تكون أول مباراة يقودها الطاقم الجديد. حرص المدرب رابح ماجر، قبل قراره بمقاطعة وسائل الإعلام الجزائرية، على توجيه رسائل ضمنها الكثير من الأمل والتفاؤل، تزيد جرعتها عقب كل خرجة قاد خلالها زملاء شاوشي، كانت بدايتها بالتعادل أمام منتخب نيجيريا بقسنطينة، بعدما وصف تلك النتيجة التي تحولت بقرار إداري من تعادل ايجابي إلى فوز بثلاثية، بالجيدة والمساعدة على وضع قاعدة جديدة للمنتخب تؤهله ليس لاستعادة مستواه وفقط، بل وتقود لتسيّد القارة، قبل أن تتحوّل عقب الانتصارات الثلاث المحققة ضد كل من إفريقيا الوسطى ورواندا ومنتخب تنزانيا، إلى تغني بانتصارات عريضة، يدرك ماجر قبل غيره من المتتبعين والمحبين، أنها حتى وإن كانت مفيدة من الناحية المعنوية، تبقى ضد منتخبات مغمورة ومصنفة في آخر ترتيب الفيفا، واعدا كما قال للاعبيه في مدينة غراتس، بإخراس أفواه المنتقدين ، مطمئنا أن الفوز أمام إيران والتألق ضد منتخب البرتغال شهر ماي كفيل بتحوليها لتصفيقات في المدرجات وإشادات على بلاطوهات القنوات. كلام خليفة لوكاس ألكاراز وحب منتخب، طالما صنع فرحة 40 مليونا، زاد من أهمية مواجهة منتخب إيران المونديالي، ووضعها في خانة المواجهة المهمة من قبل أنصار ومحبين تواقين لاستعادة ذكريات تأهلين متتالين لكأس العالم، وانتصارات جذبت اهتمام كبريات وسائل الأعلام العالمية، على أمل الوقوف على نهضة جديدة، غير أن الأداء المقدم صدم الكثيرين، الذين حتى وإن اقتنعوا أن موعد إيران اختبار قوي، لكن الفشل في مجاراة تشكيلة احتياطية لمنافس يبقى من المستوى الثاني أو الثالث رغم صفة أحسن منتخب أسيوي التي يحملها، أعاد النقاش بحدة حول خيارات مسؤولي الطاقم الفني في ظل غياب طريقة لعب واضحة، وامتدت الانتقادات حتى لمعايير تحضير القائمة، بعد تفضيل تخصيص "كوطة" من لاعبي البطولة الوطنية على استدعاء مهارات، تتألق خارج الجزائر على غرار، فغولي ومبولحي وبودبوز ووناس وبلفوضيل. خسائر ماجر في هذا التربص، لم تتوقف عند خسارة ثقة أكثر من تفاءلوا بنجاحه، بل امتدت لنقاش جديد، تحتفظ ذاكرة الجزائريين بالكثير من فصوله، ونعني به مدى تحكم المدرب في المجموعة، في ظل ظهور عدة حالات انضباطية، كان أولها مغادرة لاعب شالك بن طالب مباشرة بعد نهاية مواجهة تنزانيا، أرجعته القناة الرسمية للفاف لأسباب صحية، فيما ثبت بعد ذلك أن الأخبار المسربة من تربص المنتخب بشأن حدوث سوء تفاهم بينه وبين مدربه هي السبب الحقيقي دعمتها تدرب اللاعب مع ناديه مباشرة بعد وصوله لألمانيا، قبل أن تطفو إلى السطح قضية مماثلة تخص اللاعب تايدر الذي طلب استفسارات بشأن عدم توظيفه في لقاء الأول، فكان مصيره الاستبعاد من قائمة مباراة إيران وكذا احتمال شطب اسمه رغم نفي المدرب المساعد مزيان إيغيل، وجود قضية اسمها "تايدر"، في وقت نقلت كاميرات التلفزيون على المباشر، سخط واستياء محرز بعد تغييره وطلبه لاستفسارات من ماجر حتى قبل جلوسه على مقاعد الاحتياط.نجاحات الكرة الجزائرية على المستوى الإفريقي وحتى العالمي، ارتبطت بظهور أجيال قدمت لاعبين أقوياء بداية من منتخب جبهة التحرير الوطني، إلى غاية طبعة "غوركوف"، غير أن أكبر عامل محدد لتحصيل نتائج جيدة، يبقى انضباط المجموعة، وسلوكات اللاعبين، وهو ملف سيجد ماجر صعوبة كبيرة في ضبطه، خاصة وأنه سيجد نفسه بين نارين، استبعاد "المتمردين" وضمهم لقائمة المغضوب عليهم رغم قيمتهم الفنية، أو فتح صفحة جديدة قد تكون سببا مباشرا، في تسجيل حالات أخرى خلال قادم التربصات.
