عمد أعضاء المجلس الشعبي الولائي لولاية عنابة خلال الدورة العادية الأخيرة للمجلس إلى طرح مشكل عزوف مقاولات عن التكفل بإنجاز المؤسسات التربوية بالولاية، لأن هذه القضية إنعكست بصورة مباشرة على خارطة المؤسسات التربوية بعنابة، بدليل أن العديد من العمليات التي تم تسجيلها منذ نحو ثلاث سنوات تبقى مجرد حبر على ورق و الأشغال لم تنطلق بها بسبب عدم وجود المقاولات و الشركات المتخصصة في البناء، و التي تتكفل بتشييد المدارس و الثانويات في الآجال المحددة،و ميولها إلى المشاريع المتعلقة بالسكن مما جعل منتخبي المجلس الولائي يشددون على ضرورة التكثيف من المساعي لجلب المقاولات القادرة على إنجاز المشاريع الخاصة بالمؤسسات التربوية. هذه القضية تم طرحها خلال مناقشة مقترح لجنة المالية القاضي بتخصيص غلاف مالي إجمالي يفوق 15 مليار سنتيم، لترميم المؤسسات التربوية بالولاية ، حيث ألح أعضاء المجلس على ضرورة إعطاء الضوء الأخضر للمديريات المعنية بمختلف القطاعات من أجل التكفل بعملية إسناد المشاريع و الصفقات، كون البلديات تتأخر كثيرا في هذه الإجراءات، و معظم المناقصات التي يتم الإعلان عنها تكون غير مجدية، بسبب عزوف المقاولين عن التعامل المباشر مع المجالس البلدية، و عمليات الترميم التي تم تسجيلها لا بد أن تنتهي قبيل الدخول المدرسي القادم، و سبب العزوف يعود بالدرجة الأولى إلى تأخر البلديات في تسوية الوضعيات المالية العالقة لعشرات المقاولات، لأن ديون المقاولين على البلديات بولاية عنابة تقارب 45 مليار سنتيم.إلى ذلك فقد أكد أعضاء المجلس الشعبي الولائي على أن ولاية عنابة عرفت في السنوات القليلة الماضية توسعا عمرانيا كبيرا، يجعلها بحاجة ماسة إلى مراجعة خارطتها التربوية، لأن العديد من الأحياء السكنية التي تم تشييدها في شكل أقطاب عمرانية جديدة تبقى بحاجة ماسة إلى الإدراج ضمن المخطط المدرسي الواجب مراجعته، كون تلاميذ هذه الأحياء يحتاجون إلى ثانويات على وجه الخصوص، و التأخر المسجل في إنجاز المشاريع المتعلقة بالمؤسسات التعليمية على مستوى هذه الولاية يقدر بنحو 30 بالمئة، و الثانويات العاملة حاليا لن تكون كافية لإستيعاب عدد التلاميذ في هذا الطور بعد سنتين،مع التشديد على ضرورة إيجاد حلول ظرفية لهذه المعضلة على غرار ما تم العمل به على مستوى إبتدائية واجهة البحر بضاحية " السانت كلو " التي تقرر تحويلها إلى ثانوية، و من المنتظر أن تدخل مرحلة الخدمة مع مطلع السنة الدراسية الجديدة، و قد خضعت إلى عملية ترميم واسعة .