كشفت نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي للعاصمة السيدة أولبصير حورية في حوارها مع المستقبل عن حصيلة عمل ومتابعة المجلس في المجال الإجتماعي والتربوي، حيث تطرقت إلى ملفات السكن والحصيلة وكذا الإحتجاجات التي قام بها سكان حي ديار الشمس وكذا البيوت الهشة وقاطنو الشاليهات إلى جانب ما حققه عمل السلطات في الميدان بالنسبة للمواطن، كما بينت حجم المجهودات المبذولة في المجال التربوي وكذا التكفل الإجتماعي. ما هو تقييمكم للحالة الإجتماعية التي يعيشها المواطن العاصمي؟ ؟؟ بالنسبة للعاصمة فيوجد بها ثلاثة ملايين مواطن مقيم إلى جانب مليوني مواطن زائر يوميا . مما يعطي رقم 5 ملايين مواطن يسير على إقليم الولاية يوميا حيث يرتفع هذا العدد بسبب مركزية المرافق الاجتماعية والصحية ذات الطابع الوطني بالعاصمة مما يجعل العاصمة مقصد كل مواطني الجمهورية، لذلك الحالة الإجتماعية بالجزائر العاصمة بالرغم من الإمكانات الضخمة المسخرة من طرف الدولة، والبرامج الإجتماعية المسطرة من طرف الولاية والجماعات المحلية وكذا المجلس الولائي تبقى غير كافية لأن عدد المواطنين العابرين للولاية ضخم وكل ما هو متوفر لا يكفي سواء من ناحية مراكز المساعدة الإجتماعية وخاصة المراكز والمنشآت الصحية والمتخصصة حيث أثر هذا الأمر على مردودية الخدمات على مستوى العاصمة بالنسبة للمواطن العاصمي . ظهر مؤخرا عدد كبير من المتشردين والمتسولين عبر معظم شوارع العاصمة . أنتم كمنتخب ممثل للمواطن مكلف بهذا الملف الاجتماعي ماذا يمكن أن تقولي في هذا الموضوع؟ ؟؟ : ... أولا هنا أشير إلى أن المجلس الشعبي الولائي هو هيئة تقترح وتصوت على ميزانية الولاية وتقترح وتوصي من خلال الملفات المعروضة من طرف الولاية على المديريات، والمعني بهذا الأمر هو مديرية الشؤون الإجتماعية التابعة للولاية والوزارة الوصية، مع ذلك أشير إلى أن هذه الظاهرة الخاصة بالتشرد والتسول بالعاصمة هي موجودة فعلا لكن ليس على مستوى عاصمة الجزائر فقط بل في كل عواصم العالم وحتى المتقدمة منها، حيث يعلم الجميع أنه توجد هيئات للتكفل بهذه الفئات لكن هاته الفئات ترفض الوصاية وطبعها يريد الحرية الكاملة والعيش بدون أي قيد وتحب الشارع ولا يهمها مدى إزعاجها للآخرين وهو أمر لم تستطع أكبر الدول إيجاد حل له لكن ما باستطاعة مصالح الولاية تقديمه يقتصر على توزيع وجبات ساخنة في فصل الشتاء . وهنا أنوه بشيء موجود في العاصمة وتعمل مصالحه بشكل جيد هو تلك المؤسسات الولائية التي تتكفل بحل مشاكل طبقات كبيرة من المشردين والمعوزين، وأذكر منها مؤسسة '' الباتما '' التي تتكفل مثلا بدار الحسنة والبسمة .. ، والتي تسطر دائما عدة برامج إجتماعية حيث سطرت خلال فصل الشتاء لهذا العام برنامجا لتوزيع وجبات غذائية ساخنة على المتشردين والمتسولين بشوارع العاصمة وهذا بالتنسيق مع مصالح '' صامي سوسيال '' ، كما توجد مؤسسات أخرى مثل '' تريسكو '' المتكفلة بدور الحضانة التابعة للولاية، كما يوجد لهذه المؤسسة فرع مختص في تكوين الفتيات في مختلف المجالات وبصفة مجانية حيث يقصد هذه المؤسسة فئة معتبرة من الشابات العاصميات وتمول هذه المؤسسة من طرف الولاية وهذا بعض ما يبين حجم المجهودات والأموال التي تخصصها الولاية في مجال التكفل الإجتماعي . شهدت العاصمة منذ مدة قريبة أحداث شغب قام بها بعض سكان ديار الشمس بالعاصمة بسبب أزمة السكن ماذا يمكن أن تقولوا في هذه الموضوع . ؟؟ بالنسبة لهذا الموضوع، أتواجد منذ مدة في الحركة الجمعوية والسياسية وأتذكر أنه في سنوات 1985 1986 كان هناك مشروع لهذه المنطقة من أجل ترحيل سكانها من سكنات ذات غرفة أو اثنتين إلى سكنات خارج قلب العاصمة مع تحويل هذه السكنات إلى سكنات أوسع عبر دمج كل شقتين في شقة واحدة، لكن هذه العائلات رفضت أنذاك وبمرور الوقت المشاكل تراكمت والعائلات كبرت وسكان الحي يصرون على البقاء دائما في قلب العاصمة ولا يريدون الخروج إلى أماكن بعيدة، وبعد إحتجاجهم مؤخرا أظن أن السلطات قد تكفلت بهذا المشكل وأخذت أولوية حله بجدية بالرغم من أن مشكلة حي ديار الشمس قد درست في السابق، وهنا أشير إلى أن مشكل ضيق السكنات وعدم التوسعة ليس فقط في هذا الحي بل هناك أخرى لها نفس المواصفات تم إنجازها في العهد الإستعماري ضمن '' مشروع قسنطينة '' مثل حي مناخ فرنسا وحي النخيل إلى جانب أحياء أخرى . لكن المشكل لا يزال قائما ... ؟؟ إشكالية السكن تدرس بصفة يومية على مستوى الولاية وبالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي والحلول موجودة لكن على المديين المتوسط والبعيد . هل من الممكن أن نعرف حصة ولاية الجزائر العاصمة من برنامج رئيس الجمهورية ( المليون سكن ). ؟؟ أشير هنا إلى أننا على رأس المجلس منذ 2007 فقط، لكن حسب ما هو عندي من معطيات كان آخرها خلال شهر رمضان الماضي، فهي معطيات جد جيدة بالنسبة للعاصمة حيث يتم كل سنة تنظيم ندوات خلال شهر رمضان ويتم تحضير ندوات وعرض وتقييم لمختلف القطاعات، حيث تشرف مدير السكن لولاية العاصمة في رمضان الماضي بتقديم ثلاث ندوات خاصة بالأشغال الكبرى وأخرى بالسكن والثالثة بالعمران كلها لها علاقة بالسكن حيث كانت هذه الندوات قيمة وزودنا خلالها وهو مشكور بكل الأرقام سواء ما تعلق بالسكن التساهمي الإجتماعي أوالترقوي، وحسب آخر الأرقام فإنها جيدة بالنسبة لنا، إذ بالنسبة للعاصمة وفي إطار برنامج الرئيس الخاص بمليون وحدة سكنية سجلت مديرية السكن للعاصمة 83654 وحدة سكنة مبرمجة أكثر من 50 بالمئة منها في طور الإنجاز حيث تم إستلام في نهاية 2007 تحديدا 10043 وحدة منها 2832 في إطار السكن الإجتماعي و 1261 ضمن السكن التساهمي و 4409 و1550 على التوالي في كل من البيع بالإيجار والترقوي، كما تم الانطلاق في نفس السنة 2007 في إنجاز 935 سكن اجتماعي إيجاري و1984 وحدة سكن إجتماعي تساهمي مع 804 وحدة أخرى ترقوية بعدد إجمالي يقدر ب3223 وحدة . كما تم مؤخرا برمجة حصة جد معتبرة مخصصة للبناءات الهشة والحد منها قدرت ب30 ألف وحدة سكنية لهذا الغرض . كما أن أرضية البناء موجودة وجاهزة، وأنوه هنا بنوعية السكنات المنجزة بطريقة جد عصرية . متى يتم البدء في عملية الترحيل إلى السكنات المسلّمة خاصة وأن فصل الشتاء في بدايته؟ ؟؟ العملية حساسة ويمكن أن يحدث فيها تجاوزات وعليه حسب آخر المعلومات فإنه سوف تكون هنالك عملية إحصاء دقيقة ثانية من أجل ضبط القوائم بجدية وكما هو معلوم مثل هذه العمليات تصاحبها احتجاجات وممكن تجاوزات وعليه فأحسن طريقة هي العمل بحذر وبدقة، والآن هناك عملية لضبط القوائم وإعادة الإحصاء . ماذا عن إعادة إسكان ضحايا زلزال 2003 الموجودين حاليا بالشاليهات، وكذا أصحاب السكنات الهشة المقدرة بأكثر من 1000 عمارة .... ؟؟ في هذه النقطة لا بد وأن أشير إلى أن الوعود المقدمة ليست كاذبة وأقول لك أن كل سكان الشاليهات سوف يحصلون على السكنات التي وعدوا بها وهي وعود قدمت كذلك عن طريق الصحف والشاشة من طرف مسؤولين كبار في الدولة ونحن كممثلين للشعب نثق في الوعود المقدمة ونعمل على مساعدة مسؤولي الهيئات بما نستطيع من أجل حل هذا الإشكال، كما أشير إلى أن كل أعضاء المجلس وخلال كل مناسبة ذات صلة يطرحون هذا المشكل على والي ولاية العاصمة، كما نتابع هذه القضية عن كثب وهنا أدعو المواطنين المعنيين بهذا الملف إلى وضع الثقة في الوعود الجدية المقدمة من طرف المسؤولين مؤخرا، ونضمن لهم بالمقابل أن تكون هناك حلول في الأجال القريبة، أما السكنات الهشة فإن التشخيص قد تم ولم تبق سوى عملية التكفل ضمن الحلول المقترحة سواء بإعادة تقويتها أو إعادة الإسكان الكلي وهي حلول من السهل القيام بها بما أن الشيء الصعب قد تم وهو التشخيص والتدقيق والإحصاء . وماذا عن مشكلة التزود بالماء الشروب ؟ ؟؟ الشيء المهم المقدم للعاصميين هو حل مشكل إنقطاع المياه حيث أن المياه متوفرة الآن ب50 بلدية على مدار 24 ساعة وبقيت سبع بلديات ما تزال عمليات الربط في مرحلة الإنجاز، وهذا كان أكبر مشكل يؤرق المواطن العاصمي ولكن بتكاثف الجهود حقق هذا الإنجاز .. كما تم التقدم وبشكل كبير في ربط قنوات الصرف الصحي بمجمل بلديات العاصمة وتصفية المياه التي تصب في البحر حيث يوجد برنامج ضخم سطر في هذا الإطار جزء كبير منه في مرحلة متقدمة من الأشغال من أجل منع أي قطرة ملوثة تذهب إلى مياه البحر الأبيض المتوسط، حيث سوف يتحقق هذا الهدف خلال سنة 2012 مما سيسمح للمواطن من الإستفادة من كل شواطىء العاصمة حيث سوف تصبح صالحة للسباحة والإستجمام وفي مياه صافية نقية . ماذا عن كيفية توزيع المشاريع والعدالة فيها عبر بلديات العاصمة ... ؟؟ المشاريع الموزعة من طرف الولاية توزع حسب الكثافة السكانية وخاصة حسب الأرضية في ما يتعلق بالسكن والهياكل الأخرى، حيث أنه إذا توفر العقار والأموال والمشاريع سوف تسخر وتبرمج وإذا تم تسجيل نقص في البرمجة في بعض البلديات فهذا راجع إلى نقص العقار المخصص، أما في ما يتعلق بالمشاريع التنموية الحيوية والصرف الصحي فهذه مشاريع ولائية والولاية ككل معنية بهذه المشاريع . إلى جانب الملف الإجتماعي تتابعون الملف التربوي ماذا يمكن أن تقولوا لنا في هذا الملف؟ ؟؟ في الميدان التربوي كانت المجهودات كبيرة والمشاريع ضخمة حيث تم خلال المدة الأخيرة إنجاز عدة مؤسسات تربوية منها ما سلم ومنها ما سيسلم في المستقبل القريب، حيث تم تحقيق نتائج نوعية في الميدان الهيكلي التربوي بالعاصمة . وأشير في هذه النقطة إلى أنه إلى جانب الغلاف المالي المعتبر المخصص لهذا الميدان التربوي يوجد كذلك مجهودات جبارة من طرف الرجال والمسؤولين على القطاع التربوي بالولاية وعلى رأسهم مديرو التربية للمقاطعات الثلاث، وذلك بالنظر إلى الصرامة والجدية من طرفهم في الوقوف على المشاريع التربوية ومتابعتها هذا إلى جانب العديد من دور الحضانة، هذه الأخيرة وجد فيها نوع من التأخير لكن هناك جهد ويجب عدم إنكاره . ماذا عن التغطية الإجتماعية التربوية؟ ؟؟ النقائص في هذا المجال موجودة ولا يمكن تجاهلها بالنظر إلى القدرة الشرائية للمواطن التي تعد ضعيفة مما يتطلب أموالا ضخمة من أجل ملء هذا الفراغ، وعليه يتم حاليا دعم الوجبات الغذائية المدرسية، أما فيما يتعلق بدعم الدروس تم تخصيص مبلغ 10 مليارات سنتيم وكذا مجانية الكتاب للتلاميذ المعوزين وتلاميذ السنة الأولى إبتدائي إلى جانب ذلك النقل المدرسي، وأؤكد هنا إلى أن هذه البرامج قطاعية لكن التمويل مجزء حيث تدعم الولاية الدروس والوجبة الغذائية، حيث في ما يتعلق بالوجبة فإن الوزارة تقدم 21 دينارا في حين تقدم الولاية 37 دينارا وهي وجبة جيدة للتلميذ بسعر 58 دينارا، كما يوجد عدة مناطق إستفادت من النقل المدرسي المجاني، مثل واد الشبلي، عين طاية، تسالة .. الخ، حتى بعض المناطق داخل العاصمة إستفادت من النقل المدرسي المجاني . كيف هي علاقة المجلس بمصالح الولاية؟ ؟؟ نحن نعمل مع الولاية في إطار تكاملي ومنسجم وهنا أشير إلى أن المجلس الشعبي للعاصمة يجد كل المساعدة والأذان الصاغية من طرف السلطات المحلية ومن جهتنا نحيي كل المسؤولين المحليين على المجهودات المبذولة من أجل حل مشاكل المواطن العاصمي . ومؤخرا تم تقديم تقارير وليست على أساس تقارير نوعية أو مختصة بل على شكل إنشغالات المواطنين، وما نقف عليه نحن كمنتخبين في المجلس هو الإحترام التام للاجال وكذا النوعية الجيدة في الإنجاز إلى جانب العدل في التوزيع مع الأشخاص والبلديات، وفي حالة ملاحظتنا أي خلل نقوم برفع التوصيات وهنا أقول أننا لا نسير لكن كل المنتخبين وعلى رأسهم رئيس المجلس الشعبي الولائي السيد عبد العزيز جفال لا يبخلون بأي دعم خاص بالمواطنين، كما أن مصالح الولاية وهي مشكورة تلبي دائما طلبات المجلس . كلمة أخيرة ... ؟؟ أتمنى أن يبقى جو الانسجام هذا بيننا كمنتخبين والهيئة التنفيذية، ويبقى الدعم متواصلا، كما أن انشغال المواطن هو انشغال المنتخب .