أكدت نقابات في قطاع التربية الوطنية استعدادها لإنهاء الموسم الدراسي في جو من الهدوء والاستقرار، نافية نيتها شن إضرابات خلال ما تبقى من العام الدراسي، باستثناء بعض الاحتجاجات قصيرة المدة لتنبيه الوصاية بالمطالب العالقة، وأعلنت ذات التنظيمات استعداد الأساتذة لإتمام البرامج في الوقت المحدد، خاصة بالنسبة للأقسام النهائية. ونفى رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين «ساتاف» بوعلام عمورة في تصريح للنصر نية نقابات التربية المنضوية ضمن تنسيقية نقابات قطاع الوظيف العمومي التي تنظم اليوم إضرابا وطنيا، شل المؤسسات التربوية خلال ما تبقى من العام الدراسي، وعرقلة تنظيم الامتحانات الرسمية، وذلك حرصا على مصلحة التلاميذ، موضحا بأن طريقة الاحتجاج ستقتصر على مدة محدودة من حيث الزمن، بغرض افتكاك بعض المطالب العالقة وطمأنة القواعد العمالية وإقناعها بإتمام السنة الدراسية في جو من الهدوء والطمأنينة، واعتبر المتحدث بأن رفض معظم نقابات قطاع التربية شن إضراب مفتوح أو لمدة تفوق الأسبوع، يعد دليلا واضحا على حرص الأساتذة لأنهاء المقرر الدراسي في الموعد، وأن تنظيم احتجاج ليوم واحد فقط لن يؤثر بتاتا على السير العادي للدروس. ووصف المتحدث الاجتماع الذي تعقده وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط غدا الخميس مع نقابات التربية الوطنية باستثناء الكنابست، بالهام لكونه سيكون فرصة لطرح المطالب المستعجلة التي لا يمكن تأجيلها إلى غاية الموسم الدراسي المقبل، بسبب الإصرار عليها من قبل الأساتذة، قائلا إن الرد عليها من قبل الوصاية سيكون بمثابة رسالة حسن نية للقواعد العمالية، وسندا ستعتمد عليه النقابات لإقناع منخرطيها بضرورة الحرص على ضمان استقرار القطاع خلال الفصل الأخير من السنة الدراسية، الذي يمتد خلال ستة أسابيع فقط، وذكر السيد عمورة من بين المطالب المستعجلة التي لا تستحق رصد إمكانات مادية معتبرة، إلغاء النقطة الاقصائية ضمن مسابقات الترقية، خاصة المتعلقة بترقية أساتذة إلى منصب مدراء لمؤسسات تعليمية، وكذا ترقية أساتذة التعليم الابتدائي الحاملين لشهادات الليسانس وكذا شهادات الدراسات المعمقة إلى رتب أعلى. وبشأن مدى تقدم الدروس على مستوى مجمل الأقسام، أكد رئيس نقابة الساتاف إشراف عديد الأساتذة على إنهاء البرنامج الدراسي، لكنه أبدى قلقه بخصوص طلبة البكالوريا، الذين اعتادوا مغادرة الأقسام خلال الفصل الثالث، رغم قرار وزارة التربية الوطنية بتأجيل تنظيم امتحانات البكالوريا بغرض استدراك التأخر الناجم عن إضراب الكنابست، مما قد يصعب على الأساتذة إنهاء جميع الدروس، واقترح المتحدث اتخاذ إجراءات صارمة من قبل الوصاية، كإدراج التقويم المستمر أو البطاقة التركيبية واحتسابها في معدلات شهادة البكالوريا، لإجبار طلبة الأقسام النهائية على الحضور ومتابعة الدروس إلى غاية إنهاء كافة المقرر. ومن جهته أكد رئيس نقابة أساتذة التعليم الثانوي والتقني «سنابست» مزيان مريان الوعي التام الذي يتحلى به الأساتذة، من خلال سهرهم على إتمام البرنامج، والعمل لساعات إضافية دون مقابل، مع الحضور إلى المؤسسات التربوية أمسيات أيام الثلاثاء والسبت، مع توزيع المطويات على التلاميذ لمساعدتهم على المراجعة، قائلا إن ما يحركهم هو الضمير المهني، وبحسب المصدر فإن شن إضراب ليوم واحد فقط ضمن تنسيقية نقابات قطاع الوظيف العمومي لن يؤثر على السير العادي لما تبقى من العام الدراسي، خصوصا في ظل الخبرة التي أضحى يتمتع بها الأساتذة في استدراك التأخر، بعد الجهود التي بذلوها عقب إضراب سنة 2003 الذي استمر لعدة أسابيع، ومع ذلك تم تعويض كل ما فات التلاميذ، واقترح مزيان مريان بدوره على وزارة التربية عدم الخصم من الأجور، مقابل الالتزام بتعويض كافة يوم الإضراب، عن طريق العمل في نهاية الأسبوع، عوض الاكتفاء بتعويض بعض الساعات فقط.