تم مساء أمس في أجواء كئيبة تشييع جثمان الدركي فتحي فارس، إلى مثواه الأخير بمقبرة العزلة بوسط مدينة المسيلة في موكب جنائزي مهيب بحضور جمع غفير من المواطنين وفي مراسيم عسكرية يتقدمها العميد بوطبة الصالح قائد المدرسة التطبيقية لمدفعية الميدان ببوسعادة والسلطات الولائية المدنية والأمنية. وسط تكبيرات وزغاريد النسوة استقبلت عائلة فتحي في حدود الساعة الواحدة زوالا ابنها فارس صاحب 24 ربيعا وهو دركي ينتمي للفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببشار محمولا على أكتاف أفراد الجيش الوطني الشعبي قبل أن يتم تحويله بعد دقائق قليلة إلى مقبرة العزلة في موكب جنائزي مهيب أين ودعه الأهل والأقارب والأصدقاء في أجواء من الحزن والأسى على فراق أخيهم وابن حيهم الذي وري جثمانه الثرى أمام أنظار جمع من سكان المدينة. الملفت في جنازة الشهيد فتحي فارس تصريح أخيه الأصغر كتامة البالغ من العمر 13 سنة الذي يزاول دراسته في التعليم المتوسط حينما قال أن شقيقه هو فقيد الجزائر كلها وليس فقيد العائلة وأن ضحايا سقوط الطائرة العسكرية يوم 11 أفريل هم شهداء جميعهم وهذه نعمة الخواتيم مضيفا أن جميع شهداء سقوط الطائرة هم فارس الذين تبكيهم أمهاتهم. داعيا الجميع إلى رفع الأكف بالدعاء لشهداء الجزائر ولأخيه بالرحمة حيث صنع كتامة الاستثناء بقوة التحمل والصبر على فقدان شقيقه الأكبر . وتجدر الإشارة إلى أن الفقيد يعد الضحية الثانية التي يتم تشييع جثمانه من بين شهداء ولاية المسيلة الأربعة، في انتظار تحديد موعد دفن الضحية الثالثة ببلدية بئر الفضة ويتعلق الأمر بصدام عطاوة وقائد الطائرة دوسن إسماعيل الذي تقرر تشييع جثمانه بالجزائر العاصمة.