في جو جنائزي مهيب، وسط تكبيرات أصدقائه وأشقائه، شيّع آلاف المعزّين في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، جثمان فقيد الواجب الوطني «وليد حقاص»، الذي استشهد عن عمر ناهز 32 سنة، إثر حادث سقوط الطائرة المروحية بالجنوب، قبل ستة أيام أثناء تحليقها بصحراء رقان بأدرار، وهو عسكري برتبة عريف متزوج وأب لطفل يبلغ من العمر سنتين، يقطن بحي موسى رداح بمدينة خنشلة. هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان. وقد حمل نعش الضحية إلى بيت ذويه بحي الزهور بالمدينة الجديدة، حيث مكث هناك دقائق معدودات، وسط عويل وزغاريد وصيحات النسوة، وبكاء والد الضحية عمي عثمان، «لقد أوصاني قبل وفاته بيوم على ابنه إنه أحنّ إخوته عليّ وأطيبهم... شعر بقدوم أجله فأوصاني بابنه... ليتم بعدها نقل الجثمان في موكب تتقدمه أسلاك الأمن من جيش ودرك وشرطة وسط تساقط غزير للأمطار وبداية حلول الظلام، إلى مقبرة قرية المنزل ببلدية الحامة، غرب عاصمة الولاية خنشلة، على بعد 07 كيلومترات، حيث وري جثمانه التراب بحضور آلاف المعزين من الأهل والأصدقاء والجيران، تتقدمهم السلطات العسكرية للناحية العسكرية الخامسة وممثل وزير الدفاع الوطني، إلى جانب السلطات المحلية وقدماء الجيش وممثلين عن منظمتي المجاهدين والشهداء وصحافيين وغيرهم. وبعد دفن الفقيد وإلقاء كلمة تأبينية على جثمانه، قدم العلم الوطني إلى والد الضحية من طرف ممثل وزارة الدفاع الوطني. ...وشهيد الواجب الوطني المقدم بليلة بغداد يوارى الثرى بفرندة وري الثرى، أمس الأول، بمسقط رأسه بمقبرة سيدي أحمد بن داود بفرندة بولاية تيارت، شهيد الواجب الوطني المقدم بليلة بغداد، الذي وافته المنية إثر سقوط الطائرة التي كانت تقلّه رفقة زمرة من الشهداء بالصحراء الجزائرية. الشهيد من مواليد 1966، ربّ عائلة متكونة من ولدين ووالدتهم، حضر تشييعه جميع محبي الوطن، تتقدمهم السلطات المدنية ممثلة في والي الولاية وكذا السلطات العسكرية. الشهيد ينتمي إلى أسرة ثورية، فوالده، رحمه الله، كان شرطيا وأخواه الإثنان لازالا ضمن زمرة المدافعين عن الراية الوطنية كعسكريين، الحضور الذين أبّنوا الشهيد بكوْه بحرقة وذكروا خصاله ومناقبه، سواء كعسكري أو كجار أو كمحسن يشارك في مساعدة الفقراء. الكلمة التأبينية كانت مؤثرة أبكت الحضور لما للشهيد من مكانة في المجتمع الفرندي وخارجه.