أبدى مدرب نجم مقرة التوهامي صحراوي، الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة فريقه على تحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية، وأكد على أن المباراة المقررة في نهاية الأسبوع الجاري، بخميس الخشنة ضد الاتحاد المحلي تعد بمثابة المنعرج الحاسم، الذي سيوضح الرؤية أكثر حول مكانة النجم في منصة التتويج. صحراوي، وفي حوار خص به النصر، اعترف بأن المهمة ليست سهلة، في ظل وجود منافسة شرسة على تأشيرة الصعود من فريقين آخرين، لكنه أوضح بالمقابل بأن المحافظة على عرش الصدارة، يبقى المسعى الرئيسي والوحيد في هذا المنعرج الهام من المشوار، كما تحدث عن سير البطولة وانتفاضة النجم في الجولات الأخيرة، وأمور أخرى نقف على تفاصيلها من خلال أجوبته على أسئلتنا. كيف تفسر الانتفاضة التي سجلها فريقكم في الجولات الأخيرة، والنجاح في اعتلاء صدارة الترتيب؟ هذه الانتفاضة لم تكن مفاجئة، بل أنها جاءت ثمرة التضحيات الجسام التي قدمتها كل الأطراف، خاصة بعد المحافظة على التركيز والتوازن، مع الايمان بكامل الحظوظ في القدرة على تحقيق الصعود، لأن الجميع يعلم بأن إدارة النادي كانت قد وافقت على الانضمام إلى مجموعة الوسط، بنية البحث عن ورقة الصعود، بعد منافسة كبيرة في فوج الشرق، ولو أن الأمر لم يكن سهلا، لأن النتائج في النصف ألأول من البطولة لم ترق إلى مستوى التطلعات، إلى درجة أن الفريق تقهقر حتى إلى المراكز الأخيرة، كانت بفضل سلاح الثقة تم تدارك الوضع، والعودة إلى السباق في أهم مرحلة من الموسم، ولو أن هناك شيئا مهما لابد من الوقوف عنده تفضل ... ما هو؟ الحقيقة أن الحلم، كان قد تبخر مبكرا بالنسبة للكثير من الأنصار، لكن الفوز الذي حققناه في بن عكنون كان بمثابة المنعرج، لأنه جعلنا ننظر إلى الصعود كهدف رئيسي، وبكثير من التفاؤل، ومؤشرات النجاح في الوصول إلى المبتغى، كانت قد لاحت في الأفق منذ اعتلاء الريادة، في قمة الموسم ضد اتحاد بني دوالة، لأننا أصبحنا نسجل سلسلة من الانتصارات المتتالية، بالعودة إلى الديار بفوزين متتاليين من ورقلة وبوفاريك، و»ديناميكية» الفوز في هذه المرحلة عامل مهم، من الناحية المعنوية، وبالتالي فإننا نسعى لمواصلة المشوار بنفس الريتم، خاصة وأن شباكنا لم تهتز على مدار 5 مباريات متتالية. لكنكم تقودون القافلة على وقع مطاردة لصيقة من منافسين؟ لم يتبق من الموسم سوى جولتان، والوضعية الراهنة تحتم علينا تسيير المشوار مباراة بمباراة، دون السماح بوقوع اللاعبين في فخ السهولة، وقد حذرناهم كثيرا من هذا الجانب، لأن الخطأ ممنوع في مثل هذه الوضعيات، في ظل عدم توفر أي فرصة للتدارك، وعليه فإن تركيزنا منصب على تحضير تشكيلتنا من جميع الجوانب، من أجل ضمان تواجدها بشكل الجيد في اللقاء القادم بخميس الخشنة، دون التفكير في نتائج فريقي اتحاد بني دوالة وأمل الأربعاء بصفتهما منافسين مباشرين لنا على تأشيرة الصعود، والمهم بالنسبة لنا هو البقاء في الصدارة إلى غاية نهاية البطولة. حسابيا فإن مقابلتكم في خميس الخشنة ستكون منعرج الصعود؟ هذا أمر لا نقاش فيه، رغم أن حقيقة الميدان تجبرنا على أخذ كامل احتياطاتنا إلى غاية آخر لحظة من عمر الموسم، لأن الوضعية الحالية تحتم علينا تفادي الهزيمة في خميس الخشنة، من أجل الاطمئنان وبنسبة كبيرة جدا على ورقة الصعود، كون الحسابات تمنحنا الأفضلية في حال التساوي في الرصيد مع اتحاد بني دوالة، لكنني شخصيا أفضل تأجيل النظر في هذه الحالة، وأطالب دوما بتحقيق الانتصار في كل مقابلة نلعبها، لأننا قدمنا أوراق الاعتماد كفريق يراهن على تحقيق الصعود، وسلسلة الانتصارات التي سجلناها، كانت بمثابة تأكيد ميداني صريح على أحقيتنا في اعتلاء كرس الريادة، وتنقلنا المتبقي يكتسي فعلا أهمية كبيرة جدا، غير أن لكل مباراة خصوصياتها، وسنعمل على تسيير أمورنا بطريقة تمكننا من الوصول إلى المبتغى، لأن مسعانا يكمن في عدم التنازل عن الصدارة، مهما كانت الظروف. ألا توجد هناك عوامل تخشونها في هذا المنعرج، سيما «الكواليس»؟ الحديث عن مثل هذه الأمور لا يكون في آخر المشوار، رغم الاعتراف بوجود تحركات في «الكواليس» من بعض الأطراف، لكنني كمدرب أسعى للتركيز دوما على العمل الميداني، وحصر انشغالي في تحضير تشكيلتي لكل مباراة، وما أخشاه أكثر هو تأثير الضغط النفسي الكبير على اللاعبين، لأن المخاوف من التعثر ينعكس بالسلب على عطاء كل عنصر، وقد عشنا وضعيات عديدة في الجولات الأخيرة، لأننا لا نقدم المردود اللازم في الأشواط الأولى، ولحسن الحظ أننا لا نتلقى أهدافا، والصلابة الدفاعية مستمدة أساسا من الروح الجماعية، ورغبة اللاعبين في عدم تفويت الفرصة، بتجسيد حلم الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية، في ظل توفر كل مقومات النجاح، على اعتبار أن الإدارة تعمل دائما على تسديد المنح والعلاوات، لتحفيز اللاعبين وحثهم على مواصلة المشوار بنفس الجدية.
