مت الأفراح وتعالت الأهازيج، بعودة فريق أهلي البرج إلى بطولة الأضواء، بعد تحقيقه لحلم الصعود إلى البطولة المحترفة الأولى، في آخر جولة وفي الأنفاس الأخيرة لبطولة المحترف الثاني، التي عادت فيها الكلمة لفريق عاصمة البيبان، بعد مخاض عسير ومسيرة لم تفصح عن اسم الصاعد الثالث، إلا في الدقائق الأخيرة من عمر البطولة الثانية . ما عاشه أنصار الأهلي وسكان مدينة برج بوعريريج من لحظات مجنونة، بعد نهاية مواجهة فريقهم، وانتظارهم لصافرة بوكواسة التي أعلنت انتهاء لقاء وداد تلمسان والضيف شبيبة بجاية على وقع التعادل السلبي، لن يمحى سريعا من ذاكرة سكان عاصمة البيبان، الذين عاشوا على الأعصاب لمدة فاقت ال5 دقائق وهم بانتظار نهاية اللقاء الذي دارت أطواره بملعب العقيد لطفي، قبل أن تأتي البشرى بنهايته على وقع ما تمنى الأنصار وهي نتيجة التعادل السلبي، ما حول وجهة تأشيرة الصعود من مدينة بجاية لمدينة البرج، التي استفاد فريقها من الأفضلية في لقاءيه مع الشبيبة. صافرة نهاية مقابلة وداد تلمسان وشبيبة بجاية، أطلقت العنان للاحتفالات، حيث عمت فرحة هستيرية المدرجات وانتقلت لأرضية الميدان، خاصة بعد خروج لاعبي الأهلي لتحية الأنصار ومقاسمتهم فرحة الصعود، ورغم التشديدات الأمنية التي سخرت لتأمين مواجهة جمعية الشلف، إلا أن أنصار الأهلي اقتحموا أرضية الملعب مصرين على مقاسمة لاعبيهم فرحة عودة الأمل فوق أرضية الميدان، قبل نقلها من الملعب إلى الأحياء والشوارع، التي امتلأت بآلاف المواطنين والشباب الذين عبروا عن فرحة العودة إلى الرابطة الأولى بعد انتظار دام لسنوات، مرددين عبارات وأهازيج الانتصار، كما تعالت أصوات منبهات السيارات وازدحمت الطرقات بمختلف المركبات والسيارات في أجواء زاهية، استمرت إلى ساعة متأخرة من الليل، أين أقام أنصار الأهلي حفلا بحديقة «السلامة» القريبة من مفترق الطرق السعيد زروقي، رقص فيه الشباب والصغار وحتى الكبار على أنغام «السيابي ما تموتشي» وغيرها من الأغاني والأهازيج الرياضية . موسم متذبذب ميّزته خرجات غريبة لبوغرارة شهد مسار الأهلي البرايجي تباينا في النتائج، حيث تميزت انطلاقة الموسم بتسجيل تعثرات بالجملة، قبل أن يعيد المدرب ليامين بوغرارة التشكيلة إلى سكة الانتصارات، ما جعل حلم الأنصار وطموحه لتحقيق الصعود يتضاعف ويتزايد من جولة إلى أخرى، إلى أن عادت التشكيلة إلى الإخفاق بتضييع فرص سهلة ومباريات، كانت تبدو سهلة للفوز والظفر بها ، خاصة بعد إعلان رئيس الفريق السابق موسى مرزوقي عن استقالته من الرئاسة وتركه للفريق في وسط الطريق، ناهيك عن تأثير تأخر صب أجور اللاعبين والمنح على المردود الإجمالي للفريق، قبل أن تتدارك السلطات بعض الأخطاء، بمؤازرة التشكيلة وضخ الأموال الكافية لتسديد أجور اللاعبين المتأخرة في الجولات الأخيرة، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان بتهديد المدرب، الذي كانت تعلق عليه الآمال في كل مرة بالاستقالة، ما أثر بشكل سلبي على نفسية وأداء التشكيلة، قبل أن ينسحب كليا في الجولتين الأخيرتين، معلنا عن استقالته قبل مقابلة جمعية أمل عين مليلة، في الجولة ما قبل الأخيرة، متحججا بتلقيه لتهديدات من أنصار جمعية عين مليلة و هو ابن المنطقة. أحداث عين مليلة حفّزت اللاعبين خلف انسحاب المدرب ليامين بوغرارة والبطولة تلفظ أنفاسها الأخيرة، تأثيرا سلبيا على المجموعة، غير أن الاعتداء الذي تعرض له فريق أهلي البرج من قبل أشباه أنصار جمعية عين مليلة، ورشق حافلتهم بالحجارة، لم ينل من عزيمة الإدارة واللاعبين على الظفر بورقة الصعود وعدم التفريط فيها، كما زاد اهتمام المسؤولين والأبناء الغيورين على الفريق بتحقيق حلم الصعود، وهو ما اتضح بالمؤازرة التي شهدها الفريق في الجولة الأخيرة من قبل الأنصار والمسؤولين وجميع أعضاء الجمعية العامة للفريق، بما فيهم إسماعيل بن حمادي وعبد الكريم أمباركية وموسى مرزوقي وعيسى عفافسة وجميع المساهمين ماديا ومعنويا في تحقيق الصعود. سخط كبير على بوغرارة أبدى أنصار الأهلي خلال مباراة جمعية الشلف، وحتى بعد تحقيق حلم الصعود، غضبهم الشديد من المدرب السابق ليامين بوغرارة، الذي انسحب من العارضة الفنية في وقت حساس، بسبب ما عاشه من ضغوطات من أبناء مدينته عين مليلة. وعبر الأنصار من خلال أهازيجهم، عن استيائهم الشديد، من استقالة ليامين بوغرارة قبل مقابلة جمعية أمل عين مليلة، معتبرين انسحابه في وقت كان الأهلي بحاجة لخدمات جميع عناصره وطاقمه الفني، بالخطيئة التي لا تغتفر كما أشار الأنصار أنه رغم تفهمهم لانسحابه قبل مقابلة عين مليلة بداعي التهديد، لكن كان عليه بحسبهم أن يشرف عقده بالبقاء على رأس العارضة الفنية، لتدريب الأهلي، ويطلب من الإدارة السماح له بعدم التنقل والإشراف على التشكيلة البرايجية في المقابلة ما قبل الأخيرة التي أجريت بمسقط رأسه، على أن يعود لمزاولة مهامه على رأس طاقم الأهلي بشكل عادي وإتمام الموسم والإشراف على المقابلة الأخيرة مع جمعية الشلف، في لمسة وفاء لناد فتح له بابه ومنحه شرف قيادة تشكيلته. عثمان/ب الصالح العفاني والي البرج مكانة الأهلي الطبيعية مع الكبار اعتبر والي برج بوعريريج، الصالح العفاني، أن صعود الأهلي هو محصلة لمجهود كبير، وهو أيضا عودة لهذا الفريق العريق إلى مكانته الطبيعية، وقال الوالي أن فريق بقيمة الأهلي البرايجي الذي يتوفر على إمكانات وتقاليد كروية عريقة، وأنصار شغوفين بتتويجاته، تعدت شهرتهم حدود الوطن، كان لا بدّ أن يعود إلى حظيرة الكبار، و لم لا التنافس مستقبلا على الألقاب، ما دام أن جميع الإمكانيات والتحفيزات حاضرة وسيتم توفيرها تحسبا للموسم القادم . وأشار الوالي، إلى أن الأهلي عاد بانتصاره في الجولة الأخيرة و صعوده إلى الرابطة المحترفة الأولى، إلى السكة بعدما حاد عنها على مدار السنوات الفارطة، متمنيا له مشوارا كرويا ناجحا، كما هنأ الأنصار بهذا التتويج، معترفا بالضغط الكبير، الذي عاشه الأنصار وحتى المسؤولين خلال الأيام والجولات الأخيرة، عندما بدأ في التلاشي، قبل أن يتم الأحكام بزمام الأمور وإعادة القاطرة إلى السكة . عثمان/ب رئيس أهلي البرج عيسى عفافسة الصعود لم يأت من عدم ونشكر وداد تلمسان أبدى عيسى عفافسة رئيس أهلي البرج، فرحته بتحقيق حلم الصعود للبطولة المحترفة الأولى، خاصة وأن تحقيق هذا الهدف لم يكن سهلا ولم يأت من عدم، بل كان كما أضاف نتاج أو محصلة لعمل جاد ومثابرة جميع الأعضاء بالفريق واللاعبين والأنصار، وإيمانه بقدراته إلى أخر لحظة. وأضاف عيسى عفافسة، أن هذا الصعود لم يكن ليتحقق، لو لم يجد الأهلي في السلطات الولائية والمحلية السند والدعامة المعنوية والمادية، مستدلا بحضور والي برج بوعريريج إلى ملعب 20 أوت، لتهنئة اللاعبين والأنصار على التتويج و تحقيق الصعود، بالإضافة إلى رئيس المجلس الشعبي الولائي عبد الكريم امباركية الذي يعد عضو في الجمعية العامة للفريق، وكذا النائب البرلماني إسماعيل بن حمادي الذي ساهم إلى جانب مجمع «كوندور» في تحقيق حلم الأنصار وسكان الولاية بعودة الأهلي إلى حظيرة الكبار، فضلا عن المساندة الدائمة لرئيس البلدية والمساهمين في الفريق بالدعم المالي و المعنوي. وختم عفافسة حديثه، بتوجيه عبارات الشكر للاعبي وداد تلمسان، الذين أدوا مقابلتهم الأخيرة بنزاهة، وذلك بعد نهاية المباراة بالتعادل السلبي صفر مقابل صفر أمام الضيف شبيبة بجاية، ما وضع حدا للتأويلات والإشاعات المروجة حول ترتيب المقابلة، بين الفريقين، ما زاد من ضغط الأنصار على إدارة الفريق، وتخوفهم من تضييع حلم الصعود في أخر جولة، مضيفا أن هذه الجولة كانت مصيرية لكن الأهلي بذل مجهودات وحقق انتصارات طيلة الموسم الكروي المنقضي، ما جعل تتويجه وافتكاكه للبطاقة الثالثة والصعود إلى قسم الكبار مستحقة ومنطقية إلى حد بعيد. ع/ب أهدت الصعود لروح الرئيس السابق طباخي «خالتي مريم» قاسمت الأنصار الفرحة حضرت «خالتي مريم» التي تهوى التنقل بين الملاعب ومناصرة كل الفرق مواجهة الأهلي والضيف جمعية الشلف لمقاسمة أنصاره حلم الصعود، وقالت إن حضورها كان فأل خير على أهلي البرج، مشيرة إلى أن تنقلها إلى البرج، كان بهدف مؤازرة الفريق الذي أحست حسبما أضافت أنه تعرض لمؤامرة و»الحقرة «، ولم تنس»خالتي مريم» الرئيس السابق للأهلي المرحوم فريد طباخي، الذي أهدته فرحة الصعود للرابطة المحترفة الأولى، مضيفة أن فريد طباخي شخصية رياضية ليس على مستوى البرج فقط بل على المستوى الوطني. ع/ب قالوا عن التتويج المدرب السابق لأهلي البرج بوغرارة سعيد بصعود الأهلي وكنت واثقا من تحقيق هذا الإنجاز قال المدرب ليامين بوغرارة في تصريح للنصر أنه سعيد بنجاح أهلي البرج في مهمة تحقيق الصعود، وقال أنه ساهم بشكل فعال في إسعاد الآلاف من الأنصار في العودة من جديد إلى دوري الأضواء:»سعيد جدا بنجاح الأهلي في تحقيق الهدف والعودة إلى حظيرة الكبار، وكنت على يقين بقدرة المجموعة على تحقيق الصعود رغم صعوبة المهمة».وأكد أنه من أهم العوامل التي ساعدت على تحقيق الإنجاز هو الانتدابات الناجحة، التي أشرف عليها برفقة الرئيس السابق مرزوقي في بداية الموسم، والأكثر من ذلك إصراره على إنجاح عملية التحويلات الشتوية بانتداب مساعدية وشاوتي وبوطبة، وقال في هذه النقطة:» انتداباتنا كانت مدروسة من البداية من خلال جلب أحسن اللاعبين القادرين على التألق حتى في أندية الرابطة الأولى»، وتابع حديثه بالقول:» انتدابات الشتاء قدمت الإضافة المرجوة بدليل الأهداف الحاسمة التي سجلها المهاجم مساعدية في المباريات الأخيرة». مدافع الأهلي بوطبة أعدنا الفريق لمكانته أكد الظهير الأيسر بوطبة سفيان أن فرحته كبيرة بعد مساهمته في قيادة الأهلي نحو الصعود إلى الرابطة الأولى، مضيفا أن الإنجاز لم يتحقق بسهولة بعد الصعوبات الكبيرة، وصرح:» الصعود لم يكن سهلا على الإطلاق، خاصة بعد مرحلة الشك التي عشناها بعد سلسلة من النتائج السلبية في مباريات خارج الديار»، مضيفا:» الشيء الايجابي حافظنا على تركيزنا في أصعب الأوقات، لاسيما بعد الهزيمة الثقيلة في تلمسان أمام الوداد بخماسية كاملة، لكن عرفنا كيف نجتاز المرحلة الصعبة لنحقق الأهم في النهاية». متوسط ميدان الأهلي شاوتي لم أقم سوى بواجبي قال اللاعب شاوتي أن تشكيلة الأهلي برهنت عند نهاية الموسم، أنها تستحق الصعود عن جدارة واستحقاق، مضيفا أن المهمة لم تكن سهلة في ظل الصراع الكبير بين ستة أندية على تأشيرات الصعود الثلاث، وصرح:» صعودنا لم يكن سهلا في ظل التنافس الكبير، لكن الحمد الله الذي وفقنا، ونجحنا في قيادة الأهلي إلى مكانته الطبيعية»، وعن المستوى الكبير الذي قدمه منذ التحاقه في التحويلات الشتوية قادما من اتحاد بسكرة، قال محدثنا:» ما قدمته سوى واجبي اتجاه الفريق الذي أصر على انتدابي في التحويلات الأخيرة بطلب من المدرب ليامين بوغرارة». أحمد خليل متوسط الميدان بوفليح برهان حققنا الصعود رغم كيد الحاقدين «الصعود لم يكن سهلا، وجاء بعد مجهود كبير، وبعد ست سنوات من الغياب عن حظيرة الكبار، وصعود الأهلي هو رد قوي على المشككين ويثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن المدرسة البرايجية أنجبت لاعبين كبار وتتوفر على رجال رفعوا رايتها عاليا، كما أنه رد قوي أيضا على الكائدين ومن حاولوا ثني الأهلي عن الصعود». مدرب الأهلي عبد العزيز بوهني الصعود أحسن تتويج لما بذلناه «سعدت كثيرا بتحقيق حلم الصعود مع فريق الأهلي البرايجي، وأنا على رأس العارضة الفنية، هذا التتويج سيضيف لا محالة لمسيرتي في التدريب وأعتز به كثيرا، كما أنه ثمرة مجهود متواصل على مدار موسم كامل، وأريد أيضا أن أتقدم بالشكر لوداد تلمسان الذي احترم أخلاقيات الرياضة ولعبت بنزاهة». بوعافية لاعب الأهلي سعادتي اكتملت بصعود البرج وعنابة «اعتبر نفسي أسعد إنسان فوق الأرض بهذا الصعود، خاصة و أن فرحتي اكتملت بصعود الفريق، الذي ألعب له وقبلها صعود فريق القلب اتحاد عنابة إلى البطولة المحترفة الثانية، أشكر الأنصار والمسيرين والسلطات التي وقفت إلى جانبنا إلى آخر لحظة، ما سمح لنا بافتكاك التأشيرة الثالثة لقسم الكبار». لاعب الأهلي منصور وقفنا وقفة رجل واحد «هذا الصعود لم يكن سهلا والدليل أننا انتظرنا إلى آخر لحظة، الموسم كان شاقا والمنافسة شديدة، والدليل أن فريق شبيبة بجاية الذي نحترمه ضيع الصعود في آخر جولة.هذا الصعود يؤكد أن المدرسة البرايجية لازالت بخير، فأنا خريج هذا النادي، وقد عدنا بعد ست سنوات إلى مكانتنا الحقيقة».