فلة عبابسة تصنع الفرحة و الفرجة في كويكول صنع النجمان التونسي صابر الرباعي و سلطانة الطرب العربي فلة عبابسة بهجة ضيوف كويكول الذين حضروا حفل الاختتام الذي لم يكن هذه المرة عاديا بما حققه من حضور جماهيري قياسي و منقطع النظير دفع المنظمين لمضاعفة الجهد للتحكم في السيول البشرية التي اجتاحت مدينة جميلة في أخر أيام مهرجانها الغنائي العربي . و طار الجمهور على أنغام الأغنية الجميلة «عالطاير»التي اختارها نجم السهرة صابر الرباعي لافتتاح فقرته التي تميّزت بحماس الجمهور الذي رافقه دون تعب أو ملل و بتجاوب كبير في كل الأغاني التي أداها تحت وقع الهتافات و تصفيقات الحضور. و من «مزيانة» التي زينت طبقه الفني إلى كوكتيله المتنوع الذي شمل أعذب الأنغام التونسية و الجزائرية التي انتقاها الفنان بعناية كبيرة من التراث الفني المشترك بين البلدين لتلبية كل الأذواق و تقربا من جمهور جميلة الذي التقاه لثاني مرة،حيث أبدع في أداء رائعة رابح درياسة « نجمة قطبية» و «البارح» التي وصلها بأغنيته الجميلة «برشة برشة» قبل أن يعود إلى «يقولولها الممرضة» و غيرها من الألحان التي صنعت الزمن الذهبي للأغنيتين الجزائرية و التونسية و الذي قال عنه الفنان :»أنا سعيد جدا بهذا التلاحم» لاسيما بعد رؤيته للعلم التونسي و الجزائري في أيادي الشباب الساهر مما أضفى الكثير من الأجواء الحميمية على السهرة التي عرفت أيضا بعض الفترات الحوارية بين الفنان التونسي و بعض الساهرين الذين أعجبتهم طريقة صابر فهتفوا بصوت واحد / بص شوف صابر بيعمل إيه / و التي رافقتها زغاريد قوية من مختلف جنبات الموقع الأثري كويكول. فعكس كل ذلك الحماس نجاح سهرة الختام حتى قبل دخول المطربة الجزائرية فلة عبابسة التي ما فتئت هي الأخرى تتأخر عن خطف الأضواء بمجرّد صعودها على المنصة و تبدأ بتحية الجمهور على أنغام الفرقة الموسيقية المحلية التي رافقتها طيلة فقرتها الغنائية و التي أبدت تجاوبا ملفتا معها ، حيث و باحترافية كبيرة رافقت الأنغام كل تحركات و دندنات فراشة الركح فلة عبابسة التي بينت رغبة جامحة في إنجاح فقرتها تماما مثل صابر الرباعي خاصة و أن الساهرين لم يبرحوا عكس السهرات السابقة المكان، و انتظروها طويلا لتمتعهم بباقة من الأغاني القديمة و الجديدة . و من «تشكرات أفندم «إلى «عالطاير»،و «ما صار قلبي» إلى « عرضوني زوج اصبايا «التي رقص الجميع على إيقاعها. ورغم أن مؤشر الساعة أشار إلى ما بعد الثانية صباحا غير أن شحرورة الجزائر أبدت قدرة و قوة كبيرة للغناء أكثر و إمتاع الساهرين الذين وجودوا في الأجواء الصيفية بالموقع الأثري ما يجعلهم مرتاحين لأقصى درجة للتمتع أكثر بالكوكتيل الغنائي لفلة عبابسة التي غنت الراي و الشاوي و السطايفي و حتى الإنشاد و أطربت الجمهور بإحدى روائع أم كلثوم. و أصرت على البقاء إلى أن يشار لها بالتوقف و هو ما كان لها قبل أن تتسلم مثل صابر الرباعي باقة ورد و درع المهرجان متمنية رمضان كريم للجزائريين و للأمة الإسلامية مودعة رفقة الجمهور الفضاء الأثري الآسر على وقع أنغام الجوق الصاخبة. و هكذا افترقت الجموع على أمل العودة في السنة القادمة و في أحوال أفضل و هو ما أكده أيضا الأمين العام لولاية سطيف الذي قرأ كلمة الاختتام بإصرار من خلال وعود بتحسين الظروف لأجل إنجاح الطبعات القادمة. و عرفت السهرة الختامية حضور مكثف للمسؤولين لمختلف القطاعات بالإضافة للسيد لخضر بن تركي مدير الديوان الوطني للثقافة و الإعلام ووجوه ثقافية و إعلامية لتكتمل السهرة و الفرحة بنجاح الطبعة السابعة التي كانت ناجحة على كل المستويات رغم تسجيل بعض النقائص التي أكد بن تركي بشأنها بأنها مرتبطة بظروف العمل الصعبة للمنظمين و التقنيين الذين يسهرون على توفير كل الظروف و الشروط لإنجاح التظاهرة و هو ما تم تحقيقه من مستوى تنظيمي كبير خلال حفل الاختتام .