من ''الشقيقة الخضراء'' تونس قدم بفنه ليشدو بالروائع، فأعاد من أغانيه كما غنى للعمالقة.. فكان الختام مسكا بأنغام جمعت بين المشرق والمغرب وكان صابر الرباعي نجما بلا منازع أمتع الجماهير وأخرج الآثار الرومانية من صمتها ليغازل ''جميلة'' ويحرك أحاسيسها فبكت وذبلت أزهارها في ليلة الوداع التي شهدت حضورا جماهيريا كبيرا حطم جميع الأرقام القياسية. وركز ممثل والي سطيف في كلمة الاختتام على الحديث عن ''عودة الروح'' إلى مدينة ''جميلة'' التي سحرت بمهرجانها العربي؛ قبل أن يعطي إشارة اختتام الطبعة السادسة ليعتلي صابر الرباعي ركح ''كويكول'' فغنى للحب وللوطن والجمال؛ كما غنى للمرأة قبل أن يغوص في فن الطرب وسحر الكلام فأدى ''دلولة'' التي قال إنها ''أحلى من طعم الدول'' في وصف لعربية مغاربية محبة ومطيعة، وأتبعها بأغنية ''عالنار'' التي تحدثت عن تباعد الأحبة وهجران الحبيب. ومن الأغاني التي أداها صابر رائعة ''أتحدى العالم'' التي لاتزال تحقق منذ خمس سنوات نجاحا كبيرا في الأسواق المغاربية والمشرقية، حيث تجاوب معها الجمهور كثيرا، قبل أن يتوقف الفنان عند ''برشة'' التي غناها سنة ,2005 إضافة على ''أحلى نساء الدنيا''. كما عرج ضيف ''جميلة'' على أغاني التراث التونسي على غرار ''سيدي منصور'' التي يراها الكثيرون من المهتمين أنها جزائرية الأصل كون عدد من الفنانين الجزائريين سيما في شرق البلاد قاموا بغنائها. ولاتزال هذه الأغنية محافظة على كلماتها رغم بعض التعديلات التي طرأت على مستوى اللحن والموسيقى بعد دخول آلات موسيقية حديثة. وتوقف الفنان التونسي عند أغنيتي ''ليه'' و''عزت نفسي'' التي كانت مطلوبة بكثرة من الجماهير، وأغنية ''ببساطة'' التي كان رونقها في بساطتها. ومن الفن الجزائري أدى صابر أغنيته المشهورة ''وكلت عليك ربي'' التي أراد بها ولوج عالم ''الراي''، حيث كان قد أداها لأول مرة في مهرجان ''جميلة'' قبل ثلاث سنوات. ويقول صابر إن كلمات الأغنية اطلع عليها ''الشاب خالد'' شخصيا و''بارك العمل'' ورأى فيه النجاح وهو تحقق في بلدان المغرب العربي. ومن الطربيات الجميلة؛ أعاد صابر أغنية ''علي جرى'' التي جعلت ذوي الحس المرهف من الحاضرين يذرفون دموعهم لأنها كانت آخر ما في السهرة.