سجل الممثلون و الممثلات التونسيون حضورا قويا في مختلف الأعمال و المسلسلات الرمضانية، و شاركوا في صناعة بعضها، فيما تحولت أرضهم إلى مسرح ملائم لأعمال أخرى جمعت الفنانين الجزائريين عليها لأشهر. حضور ملفت لوجوه تونسية مختلفة، شاركت في أعمال رمضان الجاري، أين حضروا بقوة على الشاشة الجزائرية، و شاركوا جيرانهم في الأعمال خاصة الكوميدية منها، على غرار «بنات السي»، الذي تعرضه القناة الأرضية و الثالثة عقب الإفطار. حضور مميز أيضا لبعض الأسماء التونسية، برزت في المسلسل الكوميدي «بوقرون» ، و من بينها الممثلة المعروفة كوثر الباردي، التي سبق لها و أن شاركت في سيت كوم «الجمعي فاميلي» و سلسلة «عاشور العاشر» مع المخرج جعفر قاسم، كما شاركت هذا الموسم مع ممثلين تونسيين آخرين، برزوا في سلسلة «نسيبتي لعزيزة» ، رفقة ثلة من الكوميديين الجزائريين كالفنانة فطيمة حليلو و خيرة في مسلسل «الفيرمة» الفكاهي الذي تعرضه إحدى القنوات الخاصة. الشراكة التونسية، لم تتوقف عند الممثلين، بل امتدت إلى الإخراج، أين أشرف المخرج التونسي مديح بلعيد على إخراج سلسلة «الخاوة» في جزئها الأول و الثاني، فضلا عن كون تونس كدولة، شكلت مسرحا مميزا لتصوير بعض الأعمال كمسلسل «بوقرون» ، نظرا لعدم توفر الأماكن التاريخية التي تعكس الحقب التي يجسدها العمل بالجزائر، مثلما حدث سابقا بالنسبة لسلسلة «عاشور العاشر».، إضافة إلى « باب الدشرة» الذي يعرض في التلفزيون العمومي من بطولة بيونة الفنانون التونسيون اعتبروا الشراكة الفنية بينهم و بين الجزائريين خطوة لا بد منها لوقف غزو الأفلام التركية، لكنهم حافظوا على لهجتهم، و حاولوا إبراز ثقافتهم من خلال الأزياء بشكل خاص، و بذلك يكونوا قد سجلوا في أعمال رمضان 2018 أٌقوى حضور لهم . علما بأن ذلك لقي استحسانا واسعا لدى المشاهد الجزائري الذي ألف الكوميديا التونسية بشكل خاص، بعد الشعبية الكبيرة التي حظيت بها سلسلة «نسيبتي لعزيزة» و التي تابع مختلف أجزائها آلاف الجزائريين و شاركت فيها هي الأخرى وجوه جزائرية. ويفسر مختصون في الإنتاج الحضور التونسي في الأعمال الجزائرية بأنه حاجة تقنية يفرضها نقص في عدد من التخصصات ووسائل التصوير إضافة إلى ضعف تكاليف التصوير بالجارة تونس مقارنة بما هو مطبق ببلادنا، وهناك من يرى بأن التونسيين رفعوا من المستوى التقني للأعمال في ظل عدم خوض القطاع الخاص المجال بالجدية المطلوبة، واكتفاء الجهات المنتجة بكراء استوديوهات وفرق تقنية تخفيضا للتكاليف، لتبقى الإشكالية محل جدل للموسم الثاني .