المقيمون يتراجعون عن قرار العودة للمناوبة الليلية تراجعت التنسيقية الوطنية المستقلة للأطباء المقيمين عن قرارها المتخذ الثلاثاء الماضي القاضي بالعودة لضمان المناوبة الليلية المستعجلة بداية من يوم الأربعاء المنصرم، وقررت مواصلة مقاطعة المناوبة إلى إشعار آخر، بدعوى رفض إدارات المستشفيات عودتهم للمناوبة دون العودة لباقي النشاطات الطبية الاستشفائية. بعد يوم واحد من قراراها القاضي بالعودة لضمان المناوبة الليلية في المستشفيات، فاجأت التنسيقية الوطنية للأطباء ا لمقيمين الجميع يوم الخميس الماضي ببيان أعلنت فيه مواصلة مقاطعة المناوبة إلى إشعار آخر، و أوضحت التنسيقية في بيان لها في ذات اليوم أنها تفاجأت لقرار إدارات المستشفيات بمنع الأطباء المقيمين من مواصلة المناوبة بدعوى أن "هناك تعليمة من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تمنع من العودة إلى المناوبة دون العودة إلى باقي النشاطات الطبية الاستشفائية، وكذا إقصاء بعض زملائهم كما وقع في مستشفي محمد لمين الدباغين بباب الوادي بالعاصمة. وعليه قررت التنسيقية الوطنية المستقلة للأطباء المقيمين العودة إلى نقطة البداية ومواصلة مقاطعة المناوبة الطبية الليلية التي كانت قد باشرتها في 30 أبريل الماضي، والتي كانت قد قررت الثلاثاء الماضي العودة إلى ضمانها بالنظر لحلول عيد الفطر المبارك والموسم الصيفي، وبالنظر إلى كون زملائهم الذين ضمنوا المناوبة في الفترة الماضية قد وصلوا إلى مرحلة من التعب. لكن قرار العودة للمناوبة الليلية لم يلق في الحقيقة إجماعا من مختلف فروع التنسيقية الوطنية للأطباء المقيمين، حيث رفضت عدة فروع في عدد من المستشفيات الجامعية هذا القرار، وقررت مواصلة مقاطعة المناوبة، وهو ما خلق شرخا واضحا بين الأطباء المقيمين، ويبدو أنه تحت ضغط عدد من الفروع تراجعت التنسيقية في آخر المطاف عن القرار، وأكدت مواصلة مقاطعة المناوبة الليلية. الأطباء المقيمون الذين جددوا بالمناسبة تمسكهم بالمطالب التي رفعوها قبل سبعة أشهر، عبروا عن استعدادهم الدائم وانفتاحهم على أي مسعى للحوار والتفاوض يفضي إلى حل نهائي ومشرف لهذه الوضعية. أما وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات فقد أوضحت من جهتها الثلاثاء الماضي في ذات اليوم الذي قرر فيه المقيمون العودة لضمان المناوبة الليلية، أنها لم تعط لهم أي موعد لجولة جديدة من الحوار ولم تعدهم بشيء، بينما كان هؤلاء قد اعتبروا قرار عودتهم للمناوبة الليلية بداية من الأربعاء الماضي كبادرة حسن نية في انتظار لقاء حوار جديد مع الوصاية للوصول إلى حل نهائي للإضراب الذي طال أمده. ونشير أن الأطباء المقيمين كانوا قد باشروا منذ 14 نوفمبر الماضي إضرابا وطنيا شاملا رافعين جملة من المطالب المهنية والبيداغوجية والاجتماعية، وعلى الرغم من المساعي التي بدلتها الوصاية ومن ورائها الحكومة، وعلى الرغم من بعض القرارات المهمة التي اتخذتها هذه الأخيرة إلا أنهم ظلوا متمسكين بالإضراب.