حليلوزيتش يراهن على استعادة الروح التي قهرته في أنغولا قبيل عشرة أشهر عن دخول المنتخب الوطني معترك التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014، دخل الناخب الوطني الجديد وحيد حليلوزيتش رأسا في صلب الموضوع، حيث سارع عقب إجراء عملية القرعة بريو دي جانيرو، إلى طمأنة الرأي العام الرياضي، من خلال تأكيده على امتلاك الخضر حظوظا حقيقية لاقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور التصفوي الثالث والأخير. التقني الفرانكو بوسني الذي يدرك جيدا أن الوقت ليس في صالحه، أعطى الانطباع في أول خرجة له، على أنه وضع يده على مكمن الجرح، وأنه درس الوضع جيدا، حيث عمد في البداية إلى إلغاء المباراة الدولية الودية التي كانت مبرمجة أمام المنتخب التونسي في العاشر من الشهر الجاري، بحجة عدم استفادة العناصر الوطنية من هذا اللقاء في ظل تدني المعنويات بعد هزيمة مراكش التاريخية، وأكد بأنه بحاجة إلى رفع معنويات اللاعبين وشحن بطارياتهم قبل العودة إلى أجواء المنافسة الرسمية، وهي إشارة واضحة من "الكوتش" وحيد بأن المنتخب الحالي لا يشبه ذاك الذي قهر الفراعنة وزامبيا ورواندا في تصفيات مونديال 2010، وبإصراره على تجميع اللاعبين والحديث معهم بقلب مفتوح حول أسباب التراجع، يؤكد الناخب الوطني أن الأزمة نفسية وأن الخضر بحاجة ماسة إلى استعادة روح أم درمان بكل ما تحمله من معاني التلاحم والتضامن الميداني والرغبة في الانتصار، وهي العوامل التي صنعت الفارق في منعرجات حاسمة وأمام منافسين يفوقون منتخبنا من جميع النواحي، ولا شك أن سيناريو وصور ربع نهائي "كان أنغولا" لا زال عالقا بذهن الرجل الذي تذوق يومها مرارة الخسارة بعد 23 لقاء دون هزيمة، ولأخذ فكرة شاملة عن التعداد وإمكانات كل عنصر فتح حليلوزيتش الباب أمام الجميع، فوسع القائمة إلى 33 لاعبا حتى لا يقصي أحدا يملك إمكانات تفيد المنتخب، فقال في تصريح للإذاعة الوطنية بخصوص المدعوين لتربص ماركوسيس على مدار أربعة أيام " لقد عمدت إلى تجميع 33 لاعبا لتربص باريس بهدف الحديث إليهم ومحاولة إيجاد الحلول للمشاكل التي واجهوها في اللقاء الأخير أمام المغرب". ولاشك أن تراجع مستوى التشكيلة الوطنية وهجرة "الكوادر" نحو الخليج ستكون محور النقاش على اعتبار أن التشكيلة الوطنية فقدت الكثير من قوتها وهيبتها قاريا ومنذ مونديال جنوب إفريقيا لم تعد تخيف أحدا ، ما يجعل العودة صعبة، سيما في ظل منافسين لن يرضوا بالتفريط في تذكرة التأهل إلى الدور التصفوي الأخير، وعلى رأس الطموحين منتخب مالي بقيادة التقني الفرنسي ألان جيراس الذي صرح عقب إجراء عملية القرعة بأن الجزائر فقدت الكثير من "هالتها" بدليل عروضها في مونديال جنوب إفريقيا وفي المباريات الأربعة الأخيرة من تصفيات "كان 2012"، طرح يشاطره فيه "الكوتش" وحيد حيث صرح " أنا بحاجة إلى الوقت لإعادة بناء هذا الفريق الذي يمر بفترة صعبة ميزتها أزمة نتائج وهدفنا يتمثل في إعادة الروح لهذا الفريق وهذه المهمة سنشرع فيها خلال تربص فرنسا". معطيات تدعو إلى العودة سريعا إلى الواقع ومضاعفة الجهود لاستعادة الهيبة وتحقيق الهدف المنشود، فصفة المونديالي لا تعني شيئا فوق المستطيل الأخضر ، في ظل تطور مستوى منتخبات كانت إلى وقت قريب تدرج في خانة النكرة، ولا أدل على ذلك من منتخب إفريقيا الوسطى الذي قهر الخضر بثنائية نظيفة ويتسيد المجموعة مع أفضلية استضافة المغرب في كيغالي أين يكفي هذا المنتخب "الصغير" تحقيق الفوز لتجير مفاجأة من العيار الثقيل ، ومد خطوة عملاقة باتجاه الكان على حساب الجارين الجزائر والمغرب. وفيما يحتفظ دوليونا بذكريات طيبة عن تفوقهم على بطل القارة "مصر" في تصفيات المونديال الأخير، لم ينس بعد حليلوزيتش تضييع تذكرة المربع الذهبي لكان 2010 أمام الخضر رغم أن كل الترشيحات كانت تصب في رصيد فيلة كوت ديفوار، وهي حقيقة لا يجب القفز عليها في قارة المتغيرات والمفاجآت.