اقترحت حليش على أرسنال لقدرته على خلافتي حاوره في جوهانسبورغ : صالح فرطاس كشف اللاعب الدولي السابق في منتخب إنجلترا و عميد محور الدفاع في نادي أرسنال مارتين كيون أنه كان قد إقترح على مسؤولي النادي اللندني ضم ثلاثة لاعبين جزائريين إلى تعداد " المدفعجية " مباشرة بعد مونديال جنوب إفريقيا، بحكم أنك عضو فعال في اللجنة المسيرة للنادي، و تواجده في بلد " العم مانديلا " محلل لإحدى القنوات الإذاعية الإنجليزية لم يمنعه من تمديد دائرة نشاطه، و معاينة بعض اللاعبين وفقا لرغبة المدرب أرسين فينغر...صاحب القميص رقم (5) في أرسنال طيلة العشرية الفارطة، إلتقته " النصر " بمركز الصحافة التابع لملعب سوكير سيتي بجوهانسبورغ على هامش إحدى مباريات الدور الأول من المونديال، فقبل الدعوة بصدر رحب و تحدث بصراحة كبيرة عن اللاعبين الجزائريين، و إمكانية ضم كل من حليش، بوقرة و زياني إلى نوادي أنجليزية، إضافة إلى أمور أخرى نقف على تفاصيلها في هذا الحوار الذي ننقله كما جاء و دون روتوشات : سعدان رفض المغامرة في الهجوم بودنا أن نستهل هذه الدردشة بتقييمك الشخصي للمباراة التي قدمها المنتخب الجزائري ضد إنجلترا.فما تعليقك ؟ الحقيقة أن المنتخب الإنجليزي خيب الآمال التي كانت معلقة عليه في تلك المواجهة، لأن الجماهير في إنجلترا لم تهضم التعادل المسجل في اللقاء الأول ضد المنتخب الأمريكي، فكان التعثر الثاني أمام الجزائر دليل ميداني قاطع على أن تشكيلة المدرب كابيلو لم تكن جاهزة للظهور بقوة في الحدث الكروي العالمي، و لو أنني و بنظرة المحلل الحيادي أعتبر تعادل منتخبكم مع إنجلترا منطقيا إلى أبعد الحدود، لأن عناصركم قدمت مقابلة في المستوى و أكدت على أحقيتها في النقطة التي ظفرت بها، رغم أنني أؤكد بالموازاة مع ذلك بأن منتخبنا لم يظهر بمستواه المعهود، و ذلك بسبب غياب النجاعة و الروح الجماعية التي كان عليها في التصفيات، فضلا عن مشكل الثقة المفرطة في النفس، لأن لاعبينا يضعون أنفسهم في خانة النجوم، و سقطوا في فخ السهولة و إستصغار المنافس. هل تقصد بذلك التصريحات التي أدلى بها المهاجم روني قبل تلك المواجهة ؟ تصريح واين روني مجرد قطرة في البحر، لأن هذا التصريح الذي تناقلته مختلف وسائل الإعلام العالمية لا يتماشى و حقيقة الأمر، بدليل أن اللاعب نفسه سارع إلى تفنيد ما تم نقله على لسانه، و أوضح بالمقابل بأنه سقط في فخ صحفي عمد إلى تحريف أقواله و تصريحاته، رغم أن الواقع الميداني أثبت بأن روني دخل فعلا أرضية الميدان بعقلية المستصغر للاعبين الجزائريين فدفع ثمن غروره غاليا. معنى ذلك بأن تحضير المنتخب الإنجليزي من الناحية النفسية لتلك المقابلة لم يكن في المستوى؟ كلا .. فالمدرب فابيو كابيلو كان دوما يصر على ضرورة الحفاظ على التركيز و التوازن، كونه تقني صاحب خبرة طويلة في الميدان و لا يستبق الأحداث بالحكم على مباراة أو منافس قبل المواجهة الميدانية، لكن عقلية اللاعبين الإنجليز لم تراع هذا الطرح، لأن الثقة المفرطة في النفس و الإمكانيات ظهر بصورة جلية على آداء التشكيلة في المباراة الأولى ضد المنتخب الأمريكي، لأن اللاعبين إفتقدوا للتركيز الكبير الذي خاضوا به التصفيات، و السر في كل هذا أن غيابنا عن " الأورو " الأخير الذي أقيم بسويسرا و النمسا بعد إقصائنا في لندن أمام كرواتيا كان بمثابة نقطة التحول التي أعادت لاعبينا إلى نقطة البداية، غير أن النتائج الإيجابية المسجلة في تصفيات المونديال كررت نفس السيناريو فأصبحت عقلية اللاعب الإنجليزي يطبعها الغرور، إلى درجة أن الكل تحدث عن التتويج باللقب العالمي قبل السفر إلى جنوب إفريقيا، و النكسة كانت كبيرة، و لا يتحملها كابيلو، بل اللاعبين. بصفتك من الأعضاء الفاعلين في نادي أرسنال و مدافع دولي سابق، ما هي أهم الملاحظات التي سجلتها بشأن المنتخب الجزائري ؟ ما أدهشني في المنتخب الجزائري هو الروح الجماعية التي تغذي اللاعبين، فالكل يدافع من أجل سد كل المنافذ المؤدية إلى المرمى، و هو شيء إيجابي في آداء منتخب غاب عن الساحة العالمية لفترة طويلة، و عند إجراء عملية سحب القرعة سارعنا نحن كلاعبين قدامى إلى إطلاق صفارات الإنذار و التحذير من المنتخب الجزائري، لأننا جميعا نتذكر ما حدث لمنتخب ألمانيا في مونديال إسبانيا، لكن ما يعاب على المدرب سعدان أنه لم يغامر كثيرا في الهجوم، و إكتفى بإنتهاج خطة دفاعية، إذ كان من الأجدر به إعطاء توجيهات لعناصره التوجه نسبيا صوب الهجوم، لأن متعة كرة القدم في الأهداف، و الإكتفاء بتقليل الأضرار لم يشفع لعناصركم باللعب بكامل إمكانياتهم الفنية، فضلا عن إنعكاس ذلك على الناحية البدنية، كما أن لاعبيكم لم يكونوا في مستوى المنافسة من الناحية البسيكولوجية، كونهم لم يثقوا في مؤهلاتهم في اللقاء الأول ضد سلوفينيا، و ذلك هو السبب الرئيسي في الهزيمة التي تلقيتموها. زياني و بوقرة مؤهلان للعب في الدوري الإنجليزي و من هم اللاعبون الجزائريون الذين شدوا إنتباهك؟ الأكيد أن المدافع المحوري رفيق حليش كان في نظري أحسن عنصر في التشكيلة الجزائرية في هذا المونديال، لأنه لفت إنتباهي في المباراة ضد إنجلترا، حيث أعجبتني تصرفاته فوق الميدان، و تدخلاته دون إرتكاب أي خطأ، رغم أنه صغير السن، و مع ذلك فقد نجح في مواجهة مهاجمين من العيار الثقيل بحجم روني و كراوتش، إضافة إلى لامبارد و جيرارد، و لا أخفي عليكم بأنني عند تنقلي إلى جنوب إفريقيا للعمل كمحلل لإحدى القنوات الإذاعية تلقيت الضوء الأخضر من إدارة نادي أرسنال لمعاينة بعض اللاعبين، و تقديم إقتراحات للمدرب أرسين فينغر، المتواجد أيضا في مسرح الحدث، و عليه فقد دونت إسم حليش ضمن قائمة المقترحين من طرفي للإنضمام إلى نادي أرسنال، بحكم أنني لاعب محوري سابق و وجدت فيه المؤهلات الفنية الفردية التي تسمح له باللعب دون مركب نقص، و هي المؤهلات التي تجعلني أجزم بأن لعب حليش في أرسنال أو نادي إنجليزي كبير أمر جد وارد، لأنه ظهر بمستوى فني كبير، و لا يستحق البقاء في نادي ناسيونال مادييرا البرتغالي، و شخصيا سأكون من أكبر الملحين على ضرورة ضمه إلى الأرسنال، كوني لمحت بأنه الوحيد المرشح لخلافتي في منصب مدافع محوري. ألهذه الدرجة أصبح لحليش مكانة في دائرة إهتماماتك؟ لقد كان لي حديث مع مدرب النادي أرسين فينغر و تناقشنا بخصوص هذا الموضوع، لأن مناجيرات بعض النوادي الأوروبية كانوا قد أعربوا في كواليس المونديال عن إعجابهم بمدافع المنتخب الجزائري حليش، مما جعلنا نقدم الفكرة للجنة المسيرة في شكل مقترح، و لا أخفي عليكم بأن القائمة الأولية التي ضبطتها شخصيا تضم أسماء ثلاثة لاعبين جزائريين، و هم بالإضافة إلى حليش نجد كل من كريم زياني الذي يمتلك مهارات فنية فردية عالية، و كذا المدافع مجيد بوقرة الذي قدم مباريات في المستوى العالي، كونه يمتاز بلياقة بدنية و كذا ذكاء خارق للعادة، و هي ميزة نادرة بالنسبة للمدافعين، و لو أن بوقرة كان محل معاينة من طرف لجنة من نادي أرسنال طيلة مشواره مع نادي غلاسكو رانجرس حيث يلعب كظهير أيمن، و يؤدي دوما مباريات في المستوى، هذا من دون التقليل من الدور الذي لعبته بقية العناصر، خاصة حسان يبدة و نذير بلحاج، لأن المستوى الذي ظهر به هذا الثنائي لم يفاجئنا كثيرا، كوننا نعرف جيدا إمكانيات و مؤهلات كل عنصر، إضافة إلى قائد المنتخب عنتر يحي الذي أبدى قوة كبيرة، و الحقيقة أنكم تملكون دفاعا صلبا و قويا لا يثير المخاوف عليه أمام أي منافس في العالم.