الظاهر أن نوايا “آرسين فينڤر”، مدرب نادي أرسنال الإنجليزي، في الإستفادة من خدمات مدافع “الخضر” رفيق حليش بدأت تتأكد مع مرور الأيام. ومواصلة لإنفراد “الهدّاف” أمس، فإن رغبة نادي أرسنال في ضمّ صخرة دفاع “الخضر” إلى صفوفها الموسم القادم تزداد يوما بعد يوم، وهي مستعدة لدفع ما قيمته 5 ملايين أورو نظير إستفادتها من خدماته الموسم القادم. حيث أشارت بعض التقارير الإعلامية، إلى أن النادي اللندني أرسنال مستعدّ للجلوس إلى طاولة المفاوضات رفقة مناجير اللاعب ومسؤولي النادي البرتغالي بنفيكا لأجل حسم صفقة انتقال حليش إلى “المدفعجية” الموسم القادم، خاصة أن الإهتمام به كان من المدرب “فينڤر” شخصيا، الذي أثنى على انضباطه التكتيكي كثيرا في “المونديال” الأخير. وسائل الإعلام البرتغالية والفرنسية أكّدت الخبر ونال خبر إهتمام أرسنال بالمدافع حليش اهتمام مختلف المواقع الإلكترونية والصحفية الأوروبية، وخاصة من صحيفتي “أبولا” البرتغالية و”لوفيغارو” الفرنسية، واللتين أشارتا إلى أن الإهتمام الإنجليزي ب حليش يعود إلى فترة طويلة، ومنذ أن أبلى لاعب “الخضر” البلاء الحسن في “المونديال”، وخاصة لما نجح في شلّ تحرّكات لاعبي الهجوم الإنجليزيين وخاصة روني، ديفو، هيسكي، والعملاق كراوتش، ما يعني حسب هؤلاء قدرة حليش على فرض نفسه في أي نادٍ إنجليزي، والثقة التي يتمتع بها لاعبنا الدولي تسمح له بحجز مكانة مع نجوم “البريمر ليغ” دون أيّ مشكل. المفاوضات ستكون مباشرة مع مسؤولي بنفيكا وبما أن إدارة نادي “ناسيونال ماديرا” لن يكون لها ناقة ولا جمل في الموضوع، فإن المفاوضات الرسمية المرتقبة بين مسيري نادي أرسنال الإنجليزي ستكون وجها لوجه مع نادي بنفيكا الذي يربطه عقد مع رفيق حليش، وهو الموعد الذي من المرتقب أن يكون في أحد ضواحي العاصمة البرتغالية لشبونة بحضور مناجير لاعبنا الدولي ومسؤولي نادي بنفيكا البرتغالي الذين يقودهم “روي كوستا” للإستماع إلى العرض الإنجليزي بخصوص رفيق حليش. غيماراش قد يصرف النظر عنه نهائيًا بعد دخول أرسنال وكشف أحد المواقع الالكترونية المقربة من نادي “فيتوريا غيماراش” أنّ رفيق حليش أضحى بعيدا عن فريقهم وأصبحت صفقة ضمه صعبة بعد دخول أرسنال الإنجليزي السباق، حيث يجب على إدارة غيماراش دفع مبلغ مالي كبير من أجل الظفر بخدمات المدافع الذي كان معارا في الموسم السابق إلى ناسيونال ماديرا، ويبدو أنّ الفريق السابق للمهاجم الدولي كمال فتحي غيلاس سيصرف النظر نهائيا عن فكرة التعاقد مع حليش، بالرغم من الإهتمام الشديد للمدرب ماتشادو بالنجم الجزائري. كيف سيكون ردّ “روي كوستا”!؟ وبقراءة بسيطة، فإن الأكيد هو أن إدارة نادي بنفيكا وعلى رأسها مناجيرها العام واللاعب الدولي البرتغالي السابق “روي كوستا” قد تقرأ ألف حساب قبل أن تمنح ردّا نهائيا إلى نادي أرسنال الإنجليزي، وهذا لسبب بسيط وهو أن إهتمام النادي اللندني ب حليش يعني أن صخرة دفاع “الخضر” لديه من الإمكانات ما يجعله قادرا على منح الإضافة التي ينتظرها منه النادي البرتغالي أو أي نادٍ أوروبي آخر على مستوى الخط الخلفي، وهي النقطة التي تأكد منها الجميع في المونديال. ولن يكون هناك أي حرج إن وضعت إدارة نادي العاصمة البرتغالية شروطا تعجيزية لأجل قطع الطريق أمام نادي أرسنال بما أن حليش، وكما سبق وأن أشرنا إليه، ملك لنادي بنفيكا. لو ينضمّ “الماجيك” إلى ليفربول فقيمة تحويل حليش ستكون الأغلى وراءه ومن منّا لا يتذكّر الصخب الإعلامي الكبير الذي خلّفه كريم زياني لما إنضمّ إلى نادي فولسفبورغ الألماني قادما إليه من نادي مرسيليا الفرنسي، عندما دفعت إدارة “الفولفي” ما قيمته 6 ملايين أورو لشراء ورقة تسريحه، وهي الصفقة التي اعتبرت الأعلى في تاريخ كرة القدم الجزائرية، ومن تلك الفترة إلى الآن لم نشاهد لاعبا جزائريا تجاوزت قيمته سعر تحويل زياني إلى فولفسبورغ- ماعدا مالاڤا التي قدمت 6 ملايين أورو حسب بعض المصادر للإستفادة من زياني كما أشرنا إليه في أحد أعداد “الهدّاف”- إلى غاية عرض العملاق الإنجليزي أرسنال نفس قيمة إنتقال زياني من مرسيليا إلى نادي فولفسفبورغ على إدارة “رانجيرز”، وهي الأغلى إلى حد الآن. وسيكون العرض الإنجليزي المقدّم ل حليش ثاني أغلى صفقة إنتقال لاعب جزائري لو تتحقق. أمنية حليش في اللعب في الدوري الإنجليزي قد تصبح واقعا وكثيرا ما عبّر حليش عن رغبته الكبيرة في اللعب لأحد الأندية الإنجليزية الموسم القادم، وها هي رغبته قد تتحقق على أرض الواقع إن سارت الأمور كما تتمناها جميع الأطراف وخاصة اللاعب بشكل خاص، وسيصبح حلم حليش واقعا وينضم إلى بطولة يعشقها كثيرا وتتناسب والإمكانات البدينة التي يحوزها إبن باش جراح. وفي انتظار إنتهاء الأمور كما يتمناه حليش شخصيا، فكل شيء سيبقى متروكا إلى نهاية المفاوضات المقرّرة بين مناجير اللاعب وإدارتي أرسنال وبنفيكا. شتوتغارت يُريده أيضًا، لكن كبديل للثنائي تاسكي- بولحروز من جانب آخر، وبعد الحديث عن اهتمام نادي شتوتغارت بخدمات الدولي الجزائري، أكدت تقارير ألمانية يوم أمس أنّ الفريق الألماني يريد فعلا ضم رفيق حليش ليكون بديلا للمدافعين الآخرين وهما الدولي الألماني سردار تاسكي والهولندي ذو الأصول المغربية خالد بولحروز، كما أشادت جماهير شتوتغارت عبر المنتديات الالكترونية بإمكانات مدافع بنفيكا إثر الكلام حول اهتمام إدارة فريقهم به، خصوصا بعد مشاهدته رفقة “الخضر” في مونديال جنوب إفريقيا، إلاّ أنّ أغلبية الردود تكلمت عن صعوبة ظفر حليش بمقعد أساسي مع شتوتغارت في حال قدومه وحثت إدارتها على التعاقد معه ليكون البديل المناسب للثنائي تاسكي-بولحروز. أموال نادي “إيسكيشيهير” التركي لن تُغري حليش وقد يرفض مسؤولو نادي “ايسكيشيهير” التركي ورئيسه البقاء مكتوفي الأيدي، وهم الذين يعوّلون كثيرا على خدمات حليش لأجل تحقيق الوثبة التي ينتظرها محبو هذا النادي التركي الموسم القادم، على غرار العديد من الأندية ومن بينها جار أرسنال ويتعلق الأمر ب “ويست هام”، إلا أن الأكيد هو أن الجدية التي أظهرها مسؤولو نادي أرسنال، وعلى رأسهم المدرب “أرسين فينڤر”، قد تجعل حليش يتمسّك بخيار اللعب في إنجلترا ولا شيء سوى ذلك ويدخل عالم الإحتراف الحقيقي من بابه الواسع، ويكون عرض النادي التركي بذلك لا حدث بالنسبة له. إلى متى سيظلّ الدفاع ووسط الميدان يحفظان ماء وجه الكرة الجزائرية!؟ وفي كلّ هذا، وجب الإشارة إلى نقطة مهمة، وهي أن الأندية الكبيرة في أوروبا أصبحت تهتم فقط بمدافعي ولاعبي وسط ميدان المنتخب الجزائري، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل، بل ويبرهن بوضوح أن مهاجمينا كانوا خارج الإطار على طول الخط، ومن الضروري على كل من له علاقة مباشرة بالمنتخب الوطني أن يدقّ ناقوس الخطر من الآن، ولولا إنضمام غزّال إلى نادي “باري” الذي يبقى متواضعا في إيطاليا ولن يصل إلى مستوى أندية مثل ميلان والإنتير وجوفنتوس، لكان مصير مهاجمينا مجهولا بما أن أسماء جبور، صايفي وغزال لم يتم ترددها إلا في أندية مغمورة في الدوريات الأوروبية. ----------------------------------- بلومي: “حليش اتخذ الطريق الصحيح ويستحق اللعب في أرسنال” في اتصال ل بلومي مع “الهدّاف” أمس الثلاثاء، قال إن مشكلة احتراف اللاعبين الجزائريين في الخارج لا تكمن في غياب المواهب، وإنما المشكل يكمن في سوء التسيير على مستوى الأندية الجزائرية، حيث صرح: “المواهب الشابة موجودة على مستوى البطولة الجزائرية، لكن الأندية لم تعرف كيف تستغلها، فعوض أن تصرف الأموال على صقل المواهب، راحت تصرف الأموال في اشتراء عقود اللاعبين حتى وصلت أسعارهم إلى حد الجنون. وعليه أتمنّى أن يأتي مشروع الإحتراف بالجديد في هذا المجال، خصوصا على مستوى التنظيم وإبراز المواهب الشابة والعناية بهم”. أما بخصوص الاتصالات التي تلقاها رفيق حليش من نادي أرسنال الإنجليزي، فقد قال النجم الجزائري السابق لخضر بلومي: “حليش لاعب ذكي، وسلك الطريق الصحيح، وهو دليل على أن اللاعب المحلي بإمكانه أن يُقدم الكثير. وهو الذي كان يلعب في نصر حسين داي ثم انتقل إلى نادٍ صغير في البرتغال، لكنه استطاع أن يطور أداءه بفضل العمل الجاد الذي كان يقوم به على مستوى الفريق الوطني وعلى مستوى النادي المحترف الذي يلعب له. ودون مبالغة أقول أن رفيق حليش يستحق اللعب في أكبر الأندية الأوروبية وعرض أرسنال لم يُفاجئني تماما”. ماجر: “حليش يُبيّن أن المدرسة الجزائرية لم تمت وستبقى تنجب لاعبين كبارا” وصرّح رابح ماجر في اتصال هاتفي مع “الهدّاف” أمس الثلاثاء: “المدرسة الجزائرية لازالت تنجب لاعبين كبارا، وخير دليل على ذلك هي الإتصالات التي تلقاها رفيق حليش من نادي أرسنال اللندني”، وقال أيضا: “أتمنى أن يكون الإتصال رسميا وحقيقيا، لأن رفيق حليش يملك الإمكانات اللازمة من أجل البروز على المستوى العالمي واللعب في نادٍ كبير مثل أرسنال الإنجليزي”. وأضاف نجم نادي بورتو السابق قائلا: “شيء إيجابي للاعب المحلي، فظهور رفيق حليش يُبيّن أن المدرسة الجزائرية لم تمت كما روج لها البعض، وإنما لازالت قادرة على إنجاب مواهب كثيرة مستقبلا”. أما فيما يخص المدرسة التي تخرج منها رفيق حليش، فقال ماجر: “نصر حسين داي مدرسة كبيرة عوّدتنا على إنجاب اللاعبين الكبار أمثال آيت الحسين، مزيان إيغيل وعلي فرڤاني، وسيبقى هذا النادي مدرسة كروية كبيرة، رغم ما يحدث له حاليا”، وفي الأخير قال ماجر: “أتمنى التوفيق ل حليش في مشواره الكروي الناجح إلى حد الآن”. ڤندوز: “حليش تخرّج من مدرسة ماجر الذي أصبح أحسن لاعب في العالم” في اتصالنا به أمسية البارحة، صرح لنا اللاعب الدولي السابق محمود ڤندوز (لاعب نصر حسين داي سابقا) أن الموهبة الجزائرية موجودة وأن اللاعب الجزائري يملك مؤهلات كبيرة أحسن من المواهب الموجودة في أوروبا. وقال إن نوعية اللاعب الجزائري لا يوجد مثيل لها في الخارج، وعليه فإن اللاعب الجزائري بإمكانه أن يلعب في أحسن الأندية الأوروبية، لكن بشرط أن يتم إختيار التقنيين الذين يشرفون على المواهب الشابة بشكل صحيح، ويجب أن لا يشرف عليهم مدربون يعملون في “بزنسة” اللاعبين. كما قال ڤندوز أيضا: “كنت دائما أؤمن أن المدرسة الجزائرية بإمكانها أن تقدم دائما لاعبين كبارا، لكن يجب أن نوكّل مهمة الإشراف على هذه المواهب إلى مدربين أكفاء وليس إلى مجموعة من “البزناسيين” الذين يشترون ويبيعون اللاعبين، لأننا بهذه الطريقة لن ننجب لاعبين يقدرون على مقارعة الكبار. لكن في المقابل على المسؤولين في كرة القدم الجزائرية أن يضعوا الثقة في المدربين الأكفاء واللاعبين القدامى الذين بإمكانهم أن يقدموا إلى الفريق الوطني لاعبين ممتازين كما حدث في السابق”. وفيما يتعلق باتصالات نادي أرسنال الإنجليزي بوكيل أعمال اللاعب الدولي رفيق حليش، فقد قال ڤندوز: “المهمة لن تكون سهلة وعليه يجب أن يتحلّى اللاعب بالصبر ويعمل في نفس الوقت حتى تتاح له الفرصة لكي يثبت إمكاناته الكبيرة. أعتقد أن حليش يستطيع أن يرفع التحدّي أمام الكبار كما عوّدنا، وهو الذي تخرّج من مدرسة حسين داي التي تخرج منها أيضا ماجر الذي أصبح في سنة 1987 أحسن لاعب في العالم. الجزائريون يملكون الإمكانات التي تسمح لهم بالبروز أمام أحسن اللاعبين في العالم”.