مصطافون يتحدون العطش والجوع بالسباحة نهارا سجل أعوان الحماية المدنية المكلفين بحراسة الشواطئ بولاية جيجل استمرار التوافد الكبير على الشواطئ طيلة الأيام الأولى من شهر رمضان ، حيث يواصل العديد من هواة السباحة الإستمتاع بمياه البحر غير مبالين بالصيام وتأثير ذلك على صحتهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة الخانقة والجهد العضلي الكبير المبذول في السباحة الذي يضاعف حاجة جسمهم للماء دون تمكنهم من الشرب بسبب الصوم . وعن أبعاد مخاطر السباحة على الصائم حذر الأطباء الذين طرحنا عليهم هذا السؤال من خطرها على صحة الصائم ، وذلك بسبب تعرض الجسم إلى الجفاف بفعل نقص سوائل الجسم نتيجة الإمتناع عن الشرب ، وأن هناك حالات اضطرت إلى الإفطار بعد أن وصلت إلى درجة خطيرة من الإعياء الشديد والحاجة إلى إسعافها بسرعة . وقد التقينا بعشرات الشباب بشواطئ الناحية الغربية لمدينة جيجل مستلقيين تحت الشمسيات في استرخاء ، وآخرون يلعبون بالكرة ، فيما فضل البعض السباحة ، فتجدهم في حالة إعياء وهم يجرون أقدامهم المبللة للإرتماء فوق المناشف ، في مشهد ارتبط في السنوات الأخيرة بقدوم شهر رمضان في ذروة موسم الإصطياف . اقتربنا من مجموعة من مصطافي «بحر الصوم» وهم يستمعون إلى أغانيهم الشبابية المفضلة واستفسرنا منهم عن سبب لجوئهم إلى الشواطئ في نهار رمضان خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة و هم صيام ، فقال بعضهم بأن ارتفاع درجة الحرارة وضجيج المدينة الذي لا يطاق وزيادة مظاهر الغضب والشجارات التي لا تنتهي بين الصائمين تدفعهم إلى البحث عن مكان أكثر هدوء وأجواء منعشة بارتيادهم لشواطئ البحر ، ويمارسون السباحة لفترات قصيرة يحرصون خلالها على عدم إدخال رؤوسهم تحت الماء حتى لا يشربون ويفسد صيامهم ،مؤكدين التزامهم بضوابط وآداب الصوم ، لكن هذا لم يمنعهم من الإعتراف بشعورهم بزيادة العطش والجوع الناجمين عن العوم في رمضان . وفي الجانب الآخر من شاطئ المنار الكبير يتحدث بعض السكان عن لجوء عدد من الشباب إليه للإحتماء بصخوره لتناول الأكل وشرب القهوة وتدخين السجائر وممارسة السباحة بعيدا عن الأعين. فيما يفضل الكثيرون النزول إلى البحر قبل غروب الشمس للإستمتاع بنسيمه العليل وبلحظة غروب الشمس الساحرة التي يتنظرونها بفارغ الصبر وهم يمنون النفس بمائدة إفطار شهية تسكت جوعهم وتروي عطشهم بعد أن رفضوا المغامرة بدخول البحر وهم صيام .