"السباحة ليست من مفطرات الصيام وإنما المفطر هو وصول الماء إلى الحلق وان كنت تأمن على نفسك ذلك فاسبح وهنيئا لك الصيام". هذه هي الفتوى التي اعتمد عليها عشاق البحر والسباحة للاستمتاع بالأيام المعدودة المتبقية لفصل الصيف، غير أن ما صاحبها من منكرات وسلوكات جعلت حرمة رمضان تنتهك جهارا نهارا. * * مايوهات فاضحة وأكل واعتداءات على الشواطئ في شهر الصيام * * لم يستطع عديد من الجزائريين احتمال الحرارة المرتفعة جدا والتي قاربت 35 درجة مئوية في أول نهاية أسبوع من شهر رمضان فحزموا أمتعتهم وتوجهوا إلى الشواطئ للتخفيف والترفيه عن أنفسهم رغم أن ذلك قد يهدد صحة صيامهم بسبب ما يتسرب من ماء عن طريق الأنف، لكن مع هذا غامر كثيرون بصيامهم وعرّضوا أنفسهم إلى الكفارة معتمدين في ذلك على فتاوى تجيز لهم السباحة شريطة ضمان عدم دخول المياه إلى بطونهم، فقد عجّت نهاية الأسبوع عديد من الشواطئ غرب وشرق ووسط العاصمة بالمصطافين الذين توجهوا إليها على اختلاف فئاتهم العمرية، في مشهد يوحي بأننا في شهر أوت الذي يبلغ ذروته من حيث استقبال المصطافين، ويجزم عديد منهم أنهم قادرون على تفادي دخول الماء إلى بطونهم بانتهاجهم طريقة سباحة خاصة، بحيث لا يكثرون من الغطس في البحر مع شدّ التنفس فيما يفضل آخرون عدم إدخال رأسهم أثناء السباحة كإجراءات احترازية للمحافظة على صومهم، وأكثر المقبلين على السباحة هم من الرجال الذين يعتبرون الأمر تمضية للوقت واجتنابا لكل ما من شأنه نرفزتهم في البيت أو الشارع، غير أن النساء - خارج دائرة اختصاص إعداد مائدة الإفطار- هن ايضا كن حاضرات، والأكثر من ذلك هو ارتداء بعضهن لملابس فاضحة كاشفة وأحيانا مايوهات من قطعتين بالنسبة لبعض من عللت سلوكها بانعدام "الغاشي" وأنها تختار أماكن لا يقصدها الرجال، كما أن على هؤلاء إن حدث وشاهدوها غض البصر فهم في شهر تصوم فيه كل الجوارح!. وبشأن هذه المسألة يركز علماء الدين على وجوب التحفظ من كشف العورات أثناء السباحة، فلا يسبح في مكان تنكشف فيه العورات، ولا يتساهل في النظر إلى عورات الآخرين. * ومن المنكرات التي تصاحب السباحة ما يقدم عليه بعض الشباب ممن تسربت المياه إلى حلقهم، حيث يقطعون صيامهم ويفطرون والأدهى من ذلك حسب شهادات من عايشوا نماذج كهذه هو إحضار بعضهم للطعام والسجائر تحسبا للإفطار والتهامه على الشاطئ تحت الشمسيات، بعضهم خفية وبعضهم الآخر علنا، بدعوى أنهم سيعيدون صوم ذلك اليوم، فلماذا الإصرار على تحمل المشقة من جوع وعطش. * حرمة شهر رمضان لم تمنع من تسجيل عديد من الاعتداءات على الشواطئ وحوادث السرقة وكذا الشجارات التي يستغلها هؤلاء لبسط يدهم على حاجيات الآخرين ويتصدّرها النظارات الشمسية والهواتف المحمولة وحتى النعال لم تسلم هي الأخرى من السرقة. فاللصوصية هذه السنة امتدت من الأسواق والشوارع لتصل إلى الشواطئ حسب ما علق مواطن كان ضحية للسرقة بأحد الشواطئ.