تراجع رهيب في إنتاج العسل بعنابة اعتبر مربو النحل بولاية عنابة و حتى الولايات المجاورة، بأن هذا الموسم يُعد كارثيا بكل المقاييس، و مع بدء جني العسل، أعطت المؤشرات الأولية حسب تصريح فلاحين للنصر، انخفاضا رهيبا للإنتاج مقارنة بالسنة الماضية وفقا للتقديرات بنسبة 80 بالمائة. و تعدت مخاوف الفلاحين إلى فقدان الخلايا بشكل كامل، بسبب انعدم العسل في شمع النحل، حتى لتأمين مخزون أكلها في فصل الخريف و الشتاء، مما جعلهم يُغيرون برنامج عملهم بالتوجه نحو تغذية النحل لحماية الخلايا من الموت و الصمود إلى غاية فصل الربيع موسم التكاثر و تجيش الخلايا و القدرة على جلب العسل. و أرجع المربون سبب التراجع الرهيب في إنتاج العسل، إلى الأجواء الممطرة التي استمرت في عديد المناطق إلى شهر جوان، ما عطل نشاط النحل في أوقات ذروة عملها في فصل الربيع، حيث تمنع الأمطار و برودة الطقس أسراب النحل من الخروج للرعي و جلب غبار الطلع و العسل. و وأضح بعض المربين في حديثهم للنصر، بأن الأزهار كانت موجودة غير أنها خالية من العسل و غبار الطلع، بسبب مياه الأمطار التي تساقطت شهري أفريل و ماي و حتى جوان، مما شل نشاط الخلايا و أصبحت غير قادرة على توفير المؤونة اللازمة للتكاثر، دون الحديث عن إنتاج وافر للعسل. و مع الندرة الكبيرة في إنتاج العسل هذا الموسم، قفزت الأسعار إلى 4000 دج للكيوغرام، و 6500 دج للتر الواحد من العسل ذو النوعية الجيدة، خاصة العسل الجبلي. و كان المربون يغطون نسبة كبيرة من طلبات زبائنهم سواء بالجملة أو التجزئة، فيما أشار بعضهم إلى عجزهم حتى على توفير العسل لأنفسهم، كون الخلايا فارغة تماما من العسل. و في سياق متصل، بلغ حجم إنتاج العسل خلال الموسم الماضي بولاية عنابة، أكثر من 850 قنطارا، بارتفاع محسوس مقارنة بالسنوات التي سبقتها، في مؤشر يؤكد على الانتعاش الذي تشهده شعبة تربية النحل و إنتاج العسل بالولاية. و أكدت مديرية المصالح الفلاحية على نجاح سياسة الدعم التي باشرتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، لتأهيل شعبة تربية النحل الموجه لفائدة المربين، بالإضافة إلى الترتيبات التحفيزية المتخذة لتشجيع الشباب على الاستثمار في هذا الفرع من النشاط المنتج و المولد للثروة. و بدأ الارتفاع في إنتاج العسل، حسب مصادرنا، منذ سنة 2008، بتحقيق 500 قنطار، ثم إلى 577 قنطارا خلال السنة 2010 و هذا بفضل ارتفاع عدد المربين من 170 مربيا ليصل خلال هذا العام إلى قرابة ألف مربي. و حسب ما أوضحته ذات المصالح، فإن هذه الشعبة التي تحظى بدعم متميز، بلغت مستوى المردودية المحددة في إطار عقود النجاعة المسطرة لتطويرها. و تترقب مديرية المصالح الفلاحية، خلال السنوات المقبلة، توسعا أكثر لهذا النشاط في المناطق الغابية و الريفية الجبلية، على غرار شطايبي، سرايدي، برحال و واد العنب، حيث يستغل مجموع المربين أكثر من 34 ألف خلية نحل عبر إقليم الولاية. و في هذا الإطار، تم استحداث «تعاونية لمربي النحل» تعمل على هيكلة المربين و تنظيم نشاطهم عبر مختلف مراحل تربية النحل و استغلال إنتاج العسل و تسويقه، كما تعمل هذه التعاونية على مرافقة المربين في عمليات تأهيل نشاطاتهم و بعث عمليات التكوين بنشاطات تربية النحل لفائدة الشباب. و بإمكان الشباب المؤهلين لممارسة نشاط تربية النحل، الاستفادة من التأطير و المرافقة، بالإضافة إلى الدعم المخصص في شكل خلايا نحل تمكنهم من بعث نشاطات منتجة. و قد أدت ثلاث3 عوامل أساسية لتحفيز تربية النحل بالمنطقة، تتمثل في الطبيعة الغابية و الجبلية الواسعة التي تميز عنابة و غطائها النباتي الواسع و تسويق العسل و نوعيته، فضلا عن التقنيات الحديثة التي يمكن أن يستفيد منها النحالون، مع إشراك باحثين جامعيين المصالح الفلاحية و المهنيين، من أجل الاهتمام بالمناطق الأكثر إنتاجا للعسل و تحديد فضاءات إنتاج بعض أنواع العسل مثل عسل السدرة و عسل الكاليتوس و عسل الإكليل الذي تشتهر به منطقة عنابة.