سويعات فقط بعد الجلسة الثانية، التي جمعت رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خير الدين زطشي ومناجير الخضر حكيم مدان بالعاصمة الفرنسية باريس، بالمدرب جمال بلماضي، الذي تم تكليفه بالإشراف على حظوظ الخضر وخلافة رابح ماجر، أجرى موقع الفاف، حوارا مع مدرب فريق الدحيل القطري السابق، أكد خلاله تشرفه وفخره باعتلاء منصب مدرب المنتخب الوطني، مؤكدا على أنه مدرك لحقيقة ما ينتظره، وأنه قبل الرهان إيمانا منه بقدرته على تخليص الخضر من أزمتهم الحالية، كما تطرق في ذات الحوار لتفاصيل الجلسة التي جمعته برئيس الفاف زطشي ومناجير المنتخب مدان، وكذا الخطوط العريضة لبرنامجه والبداية بموعد غامبيا بعد شهر من الآن. *ما هو انطباعك بعد عودتك من جديد للمنتخب الوطني، لكن هذه المرة كمسؤول على طاقم تدريب الخضر الجديد؟ بكل صراحة، أنا سعيد وفخور وينتابني نفس الإحساس، الذي شعرت به عندما قدمت أول مرة لتمثيل المنتخب الوطني عندما كنت لاعبا، والاختلاف الوحيد، يكمن في أن المسؤولية هذه المرة تعاظمت وحجمها أكبر من تلك التي أحسست بها، وكلفت عندما كنت لاعبا في صفوف منتخب بلدي، وأنا جد سعيد وفخور بعد تكليفي بهذه المسؤولية الجديدة. *قبل تعيينكم في هذه المهمة الجديدة، تردد اسمك في عدة مرات، قبل أن تأتي الفرصة الحقيقية هذه المرة؟ أجل، لقد تردد اسمي عدة مرات كمدرب مستقبلي للمنتخب الوطني، قبل أن يتم تكليفي هذه المرة، وهذا الأمر ساعدني كثيرا، على اعتبار أني كنت مطالبا بتحضير نفسي وكسب المزيد من الخبرات، قبل تبوأ هذا المنصب وتولي مسؤولية بهذا الحجم. لا أفتقد للخبرة وسأستثمر تجربة 10 سنوات في ميدان التدريب *هل ترى نفسك قادرا وتملك من الإمكانيات، ما يؤهلك على النجاح في هذه المهمة؟ لو كانت أشعر، أو راودني أدنى إحساس أو شك في إمكانية فشلي في مهمتي الجديدة، لما قبلت حتى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، أعتقد أني مسلح جيدا وأملك ما يسمح لي بأداء مهمتي بنجاح، لا تنسوا أن لدي خبرة كبيرة في عالم التدريب، كسبتها من خلال ممارستي هذه المهنة لمدة تقارب ال10 سنوات، وهذا ما يساعدني في مغامرتي الجديدة على رأس طاقم تدريب منتخب بلدي الجزائر. *كيف كانت مفاوضاتك مع مسؤولي الفاف ومتى بدأت الاتصالات؟ بداية الاتصالات تعود إلى اليومين الماضيين (يقصد الثلاثاء لأن الحوار أجري الخميس)، عندما هاتفني مناجير الخضر حكيم مدان وعرض علي فكرة تدريب المنتخب الوطني، قبل أن تتطور الأمور والتقي بعدها رئيس الاتحادية خير الدين زطشي، أين ناقشت كل التفاصيل المتعلقة بمهمتي الجديدة. *على ما يبدو فإن التيار بينك وبين رئيس الفاف، مر بصورة جيدة والاتفاق حدث بسرعة؟ صحيح، لقد تحدثنا عن المنتخب وظروفه الحالية التي يعرفها العام والخاص، وشرح لي نظرته بخصوص طريقة العمل، وقدمت له مقترحي ورؤيتي أنا أيضا بصفتي لاعبا سابقا وتقنيا، وناقشنا سبل وطريقة إخراج الفريق الوطني من أزمته التي يتخبط فيها منذ مدة. وصراحة، لقد تولدت بداخلي خلال جلسة العمل الأولى، قناعة أن التعاون مع مسؤولي الفاف جد ممكن، بحكم أن أفكارنا متقاربة جدا. سأعلن منتصف الشهر الجاري عن قائمة موسعة تحضيرا للقاء غامبيا *ستباشر مهامك الجديدة شهر سبتمبر المقبل، بمناسبة مواجهة غامبيا في إطار تصفيات «كان» 2019، هل تنتابك مخاوف قبل هذا الموعد؟ الأمر الأكيد الذي أعلمه ومقتنع به، هو أن تدريب المنتخب الوطني أمر جد صعب، خاصة وأنه يلزمنا عمل كبير لإعادة المياه إلى مجاريها، وتحدوني في هذا الخصوص، رغبة كبيرة في رفع هذا التحدي، استمدها من يقيني أن الإيمان بالقدرات وحب العمل يجعل أي مدرب أو تقني يتغلب على الصعاب التي تعترضه، ولكن شريطة تضافر جهود كل أسرة الخضر. *عقدك يمتد حتى نهاية عام 2022، وهو ما يعني مونديال قطر، أكيد أنه سيكون من الرائع أن تعود لهذا البلد، بعد تأهيل الخضر للمحفل العالمي؟ لا اختلاف في هذا الأمر، وسيكون الأمر جد رائع بالنسبة لي، وكذا لمحبي المنتخب الوطني، الذين تأثروا كثيرا بعد الغياب عن المونديال الأخير، لكن قبل هذا فالمشوار مازال طويلا، ومونديال قطر عام 2022، تسبقه دورتين لكأس إفريقيا للأمم، والأكثر من ذلك فالتصفيات المؤهلة للدورة الأولى وأعني بها دورة الكاميرون 2019، لم يتبق لها الكثير من الزمن، حتى أن مباراة غامبيا التي تدخل في إطار إقصائياتها يفصلنا عنها شهر واحد، لهذا أقول وعن قناعة أنه يجب علينا عدم حرق المراحل والسعي لبناء تشكيلة قوية على أساس قوي بتأني وروية. بوراس سيتكفل بالحراس ورغبت في جلب طاقمي بفريق الدحيل *ستكون أول مهمة لك كما أسلفنا، مواجهة غامبيا، وقبلها تحديد قائمة المعنيين بالتربص الذي يسبق هذا الموعد، متى تكشف عن العناصر التي ستمنحها ثقتك خلال هذا الموعد؟ سنحاول إعداد قائمة موسعة، يتم الكشف عنها منتصف الشهر الجاري، وبعدها سنعمل على تقليصها حسب المعطيات التي تتوفر لنا، من أجل ضبط وإعداد قائمة نهائية. *قبل الختام، هل ضبطت طاقمك الجديد؟ عدا عزيز بوراس، الذي سيتولى رسميا مهمة تدريب حراس المنتخب، سأجلب مدربا مساعدا ومحضرا بدنيا، حقيقة لقد رغبت في جلب طاقمي الذي عمل معي في قطر عندما كنت أشرف على فريق الدحيل، غير أنهم اعتذروا وفضلوا البقاء بمناصبهم، والشيء الأكيد أنني سأحاول اختيار بعناية الأشخاص الذين سيكونون في طاقمي، والذين يجب أن يتوفروا على معايير خاصة، وأهمها قدرتهم على الانخراط في المسعى والبرنامج والأهداف التي نريد تحقيقها مستقبلا مع الخضر.