أنهى رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) خير الدين زطشي، السوسبانس الكبير الذي عرفته قضية هوية المدرب الجديد للمنتخب الوطني لكرة القدم، الذي بقي بدون مدرب لمدة 40 يوما، بعد تعيين التقني الجزائري جمال بلماضي على رأس العارضة الفنية «للخضر» خلفا لرابح ماجر. وكانت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أعلنت سهرة الأربعاء الماضي على موقعها الإلكتروني، أنه تم اختيار جمال بلماضي كمدرب جديد للمنتخب الوطني لكرة القدم بعد الوصول إلى اتفاق بينه وبين رئيس الاتحادية خير الدين زطشي، موضحة أن الاتفاق أُبرم بين الطرفين مساء نفس اليوم بالعاصمة الفرنسية باريس. وقالت الفاف عبر موقعها الإلكتروني: «جمال بلماضي هو المدرب الجديد للمنتخب الوطني الجزائري، إثر التوصل إلى اتفاق بينه وبين رئيس الاتحادية خير الدين زطشي». وأضاف نفس المصدر أن القائد السابق «للخضر» سيوقّع العقد «قريبا جدا»، وأن «هذا العقد سيمتد حتى كأس العالم 2022 المقررة في قطر» بدون إعطاء تفاصيل أكثر حول الأهداف المحددة للمدرب السابق لنادي الدحيل القطري، أو الأسماء التي سيتشكل منها طاقمه الفني في المرحلة المقبلة. بلماضي سيحل بالجزائر منتصف شهر أوت الجاري وسيوقّع جمال بلماضي الذي يأتي خلفا لرابح ماجر، على عقد يربطه مع الاتحادية إلى غاية كأس العالم لكرة القدم 2022 المزمع تنظيمها بقطر عند قدومه إلى الجزائر منتصف الشهر الجاري للشروع في مهمته على رأس العارضة الفنية للخضر، حيث من المرتقب أن يمضي الناخب الوطني الجديد عقده بصفة رسمية في 16 أوت، على أن يقوم بعقد ندوة صحفية في 17 أو 18 من نفس الشهر. بوراس مدرب للحراس ونحو تعيين بوقرة كمساعد له وفيما يتعلق بالطاقم الفني المساعد لجمال بلماضي سيرافقه في مهمته هذه رسميا مدرب الحراس عزيز بوراس، الذي سبق له العمل مع بلماضي سابقا، وكان ضمن الطاقم الفني السابق للخضر خلال فترة المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز، فيما أكدت بعض التقارير الإعلامية إمكانية تعيين قائد المنتخب الوطني الأسبق مجيد بوقرة كمساعد لجمال بلماضي. ويرى المتتبعون أن رئيس الفاف خير الدين زطشي يكون عاش في الأيام القليلة الماضية تحت وطأة ضغط رهيب، قبل أن يتوصل في نهاية المطاف إلى إغلاق ملف الناخب الوطني الجديد؛ لتمكين المنتخب الوطني من استئناف العمل للقاء منتخب غامبيا بعد خمسة أسابيع فقط لحساب الجولة الثانية (المجموعة الرابعة) من تصفيات كاس أمم إفريقيا لكرة القدم 2019، التي تقام مرحلتها النهائية بالكاميرون، حيث يسعى الخضر من خلالها لمحو آثار سلسلة النتائج السلبية (أربع هزائم متتالية وديا)، والتي كان آخرها يوم 7 جوان المنصرم بلشبونة أمام منتخب البرتغال (0- 3). للإشارة، فقد تُوج بلماضي، اللاعب السابق لباريس سان جيرمان وأولمبيك مرسيليا ومانشستر سيتي مع نادي الدحيل، بثنائية اللقب والكأس بدون تلقي أي هزيمة، فضلا عن التأهل إلى ربع نهائي رابطة أبطال آسيا الموسم الماضي، ليترك مكانه للتونسي نبيل معلول الذي قاد منتخب بلاده خلال كأس العالم 2018، إضافة إلى ذلك درب المنتخب القطري الذي فاز معه بكأس الخليج في 2014 وبطولة غرب آسيا في نفس السنة. ويُعد بلماضي المدرب رقم 20 في تاريخ المنتخب الوطني، والسادس في ظرف ثلاث سنوات بعد رحيل الناخب البوسني الذي قاد الفريق الوطني في مونديال 2014، إلى تسجيل أفضل مشاركة في تاريخه بعد تأهله إلى الدور الثاني بعد كل من رابح ماجر، والإسباني لوكاس ألكاراز، والبلجيكي جورج ليكانس، والصربي ميلوفان راييفاتش والفرنسي كريستيان غوركوف. جمال بلماضي لموقع "الفاف": مسؤولية كبيرة تنتظرني أجرى الناخب الوطني الجديد جمال بلماضي حوارا لموقع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، تطرق فيه لعدة نقاط، أهمها تفاصيل المفاوضات بينه وبين مسؤولي الفاف والأهداف المسطرة. وقال لاعب نادي مارسيليا السابق إنه يشعر بالفخر والسعادة الكبيرة بحصوله على فرصة تدريب المنتخب الوطني؛ «في الحقيقة أشعر بنفس الفخر الذي شعرت به في أول مرة تقمصت فيها ألوان المنتخب الوطني كلاعب، لكن هذه المرة الأمور مختلفة؛ لأن المسؤولية أكبر الآن، وأؤكد أن هذه المهمة تشرفني وتحفزني». وأضاف بلماضي: «صحيح أن اسمي كان متداولا في العديد من المناسبات لتدريب المنتخب الوطني، لكن الأمور لم تتعد هذا الحد، ويمكن القول إن هذا الأمر كان في صالحي، وسمح لي بالاستفادة من وقت إضافي لتكوين نفسي جيدا والحصول على الخبرة الكافية لمواجهة هذا التحدي»، مشيرا: «لو لم أكن واثقا من قدرتي على قيادة المنتخب لما تفاوضت أصلا مع الاتحادية الجزائرية. أظن أنني مؤهل لهذا المنصب كما لدي الخبرة اللازمة لذلك، فأنا في مجال التدريب منذ 10 سنوات، وهذا ما سيساعدني كثيرا في مهامي الجديدة». الاتصالات الأولى كانت مع مدان والمهمة لن تكون سهلة» كما تطرق جمال بلماضي لتفاصيل الاتصالات التي جرت بينه وبين مسؤولي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث صرح في هذا الصدد: «الاتصال الأول كان مع حكيم مدان قبل يومين، حيث عرض علي فكرة الإشراف على المنتخب الوطني قبل أن ألتقي رئيس الاتحادية للتعمق في الموضوع أكثر، وتحدثنا عن وضعية المنتخب ومنهجية العمل وكيفية إخراجه من الأزمة. أعلم أن مهمة تدريب المنتخب الوطني ليست سهلة، ويتوجب علينا العمل كثيرا من أجل إعادة المنتخب إلى الطريق الصحيح. وأنا متحمس جدا لرفع هذا التحدي، فليس هناك شيء مستحيل، وعلينا أن نؤمن بقدراتنا ونستفيد من دعم الجميع». «سنركز على كأس إفريقيا قبل التفكير في مونديال 2022» وعن أهدافه مع الخضر أوضح بلماضي أن التأهل لمونديال قطر 2022 يُعد من أبرزها، لكن بدون نسيان كأس أمم إفريقيا 2019 و2021، حيث سيستأنف الخضر مهمتهم في التأهل إلى طبعة الكامرون القادمة بمواجهة منتخب غامبيا شهر سبتمبر القادم، حيث أكد مدرب الخضر: «كلنا نأمل في تأهل المنتخب الوطني إلى المونديال المقبل بعدم غيابه في كأس العالم الماضية بروسيا المنقضي، لكن قبل ذلك سيكون علينا المشاركة في نسختين من كأس إفريقيا للأمم، حيث تنتظرنا التصفيات الإفريقية لكان 2019 بداية من شهر سبتمبر، وعلينا العمل خطوة بخطوة». وبشأن قائمة اللاعبين المعنية بموعد غامبيا فقد أكد بلماضي أنهم سيضبطون قائمة موسعة تحسبا لهذا اللقاء منتصف شهر أوت الجاري، والتي سيعمل على تقليصها بعد ذلك، وفقا للظروف حينها. وبخصوص طاقمه الفني الذي سيرافقه في مهمته كمدرب للمنتخب الوطني، فقد صرح الناخب الوطني الجديد جمال بلماضي بأنه باستثناء مدرب الحراس عزيز بوراس لم يحدد بعد مساعديه، وسيجلب مساعدا ومحضّرا بدنيا، مشيرا إلى أنه كان راغبا في جلب الطاقم الذي كان يعمل معه في نادي الدحيل القطري، لكنهم فضلوا البقاء هناك.