أكد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مساء أول أمس بطرابلس أن استفتاء تقرير المصير بالنسبة لقضية الصحراء الغربية هو الحل الواجب اللجوء إليه. وقال العقيد القذافي خلال لقاء جمعه بوفد جزائري يضم أحزاب التحالف الرئاسي "مازلت أقول أن الإستفتاء هو الحل ونحن كعرب ومسلمين وإخوة حرام ان نحارب بعضنا البعض، يجب ألا نعود إلى السلاح مرة ثانية" . واضاف قائد الثورة الليبية في شرحه لموقفه من النزاع في الصحراء الغربية "أنا مازلت مصرا على الإستفتاء، وبدونه ليس هناك حل، مؤكدا في ذات السياق على ضرورة "اجبار كل الأطراف التي ترفض الإستفتاء" المتعلق بتقرير مصير الصحراويين، في إشارة واضحة إلى المغرب الطرف المعني مباشرة بالنزاع والذي مازال يصر على تكريس احتلاله للصحراء الغربية من خلال موقفه الرافض لاستفتاء تقرير المصير والذي يقترح فيه ما يسميه بحكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، وأشار الزعيم الليبي إلى أن "الجميع متفق والعالم متفق بأنه لا يمكن اجتياح أوضم جماعة من البشر أو قهرها رغم ارادتها" مبرزا أن تقرير المصير مبدأ عالمي. وأكد أن الشعب الصحراوي إذا أراد أن يكون جزء من المغرب في استفتاء عام تحت إشراف الأممالمتحدة فله ذلك، أما إذا قال الصحراويون لا ورغبوا في أن يكونوا مستقلين فلا يمكن إجبارهم على غير ذلك وقال القائد الليبي في سياق متصل أن قضية الصحراء الغربية مشكل مؤلم جدا، مشيرا إلى أنها عطلت اتحاد المغرب العربي. ويوجه موقف القذافي من القضية الصحراوية ضربة قوية للدبلوماسية المغربية التي ما انفكت في سياق سياستها الهروبية إلى الامام تناور لتمييع الحل الأممي للقضية والتملص من قرارات الشرعية الدولية ولوائح مجلس الأمن الدولي بما فيها اللائحة الأخيرة التي تدعو إلى تسوية دائمة وعادلة للنزاع تضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وهو ذات الموقف الذي أقره الإتحاد الإفريقي ورافعت من أجله الدول الفاعلة في الاتحاد وعلى رأسها الجزائر وجنوب إفريقيا. وفشل المغرب حتى الآن رغم كل مناوراته في فرض مقترحه حول الحكم الذاتي الموسع (الجهوية المتقدمة) رغم الدعم الصريح الذي مازال يلقاءه من باريس والموقف غير الحازم لواشنطن ومدريد اللتين تتفاديان حتى الآن ممارسة أي ضغوط على الرباط رغم دعمهما في الظاهر لجهود الأمين العام الأممي ومبعوثه الخاص إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس. يذكر أن طرفي النزاع أجريا منذ 2007 أربع جولات من المفاوضات المباشرة تحت رعاية الأممالمتحدة إضافة إلى لقاءين غير رسميين دون التوصل إلى أي نتيجة ملموسة بسبب إصرار المغرب على رفض مبدأ تقرير المصير عبر استفتاء تؤطره الأممالمتحدة، وتمسكه بجعل مقترحه أساسا وحيدا للتفاوض مع البوليزاريو. من جهة أخرى، وبشأن اصلاح الجامعة العربية قال الزعيم الليبي أنه "لا يمكن اتخاذ أي قرار في هذا الشأن إلا بموافقة رؤساء وملوك الدول العربية" مشيرا إلى أن الاقتراحات التي تمخضت عن القمة العربية المصغرة التي انعقدت بطرابلس الأسبوع الماضي ستعرض على القمة المقبلة. وخلال ذات اللقاء الذي جمعه بوفد التحالف الرئاسي أعرب القذافي عن افتخاره بالثورة الجزائرية، واعتزازه بالشعب الجزائري وببطولاته مقدما تهانيه للجزائريين بعيد الاستقلال وقال أن الشعب العربي كله يتبنى الثورة الجزائرية ويعتبرها ثورته.