خرج قائد الثورة الليبية، العقيد معمر القذافي، عن صمته إزاء قضية الصحراء الغربية، التي صارت الوتد الذي يتحكم في مصير اتحاد مغاربي قادر على تجسيد التحديات.وأبدى العقيد القذافي رأيه بكل صراحة للخروج بحل يرضي جميع الأطراف لتصفية الاستعمار، وأكد العقيد بأن "استفتاء تقرير المصير بالنسبة لقضية الصحراء الغربية، هو الحل الواجب اللجوء إليه". وأضاف العقيد القذافي خلال لقاء جمعه بوفد جزائري يضم أحزاب التحالف الرئاسي: "ما زلت أقول إن الاستفتاء هو الحل ونحن كعرب ومسلمين وإخوة، حرام أن نحارب بعضنا البعض... يجب ألا نعود إلى السلاح مرة ثانية". وتابع زعيم ليبيا مؤكدا "أنا مازلت مصرا على الاستفتاء (...) وبدونه ليس هناك حل"، مضيفا بأنه "يجب إجبار كل الأطراف التي ترفض الاستفتاء على اللجوء إليه". وفي السياق ذاته، أشار العقيد القذافي إلى أن" الجميع متفق والعالم متفق بأنه لا يمكن اجتياح أو ضم جماعة من البشر أو قهرها رغم إرادتها"، مبرزا أن تقرير المصير "مبدأ عالمي". ممثلون لأحزاب وفعاليات جزائرية حاضرون في تتويج ليبيا وكان وفد من الجزائر، ممثلا في نخبة من أحزاب التحالف الرئاسي ومنظمات وطنية، قد حل أول أمس مساء أمس الثلاثاء بطرابلس لتهنئة قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي بمناسبة توليه رئاسة الجامعة العربية. وفي هذا الشأن، أشاد رئيس وفد حزب جبهة التحرير الوطني محمد عليوي في كلمته بالدور الريادي للعقيد القذافي في دعم القضايا العربية والإفريقية، مبرزا في ذات السياق وقوف القائد الليبي إلى جانب الشعوب في تقرير مصيرها، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأعرب الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي، ميلود شرفي، في كلمته عن مساندة حزبه لمواقف العقيد القذافي المؤيدة للأمة العربية، مشيدا بالمجهودات التي يبذلها من أجل تعزيز الوحدة بين الشعوب العربية. وأكد الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي، أن موقف الجزائر الداعم للشعب الصحراوي هو موقف شعبي وليس خيار نظام. من جانب آخر، أبرز شرفي جهود رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في ترسيخ المصالحة الوطنية التي كانت مطلبا شعبيا ومحكا أثبت تعلق الشعب الجزائري بالسلم والسلام. أما رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، فقد ثمّن جهود العقيد القذافي في تحويل حلم الاتحاد الإفريقي إلى واقع، معربا عن أمله في أن يتحقق الحلم مرة أخرى بالنسبة للاتحاد العربي. ونوه سلطاني بجهود العقيد معمر القذافي في نشر الإسلام في القارة الإفريقية. هذا، وتدخّل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو بهذه المناسبة، مشيدا بالعلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الجزائري والليبي، وذكّر عبادو في كلمته بالقيم السامية التي جاءت بها ثورتا الفاتح نوفمبر والفاتح سبتمبر المعبرتين عن وحدة مصير أجيال البلدين. للتذكير، فإن الوفد الجزائري الذي يتشكّل من أحزاب التحالف الرئاسي، يضم أيضا منظمات وطنية وفعاليات ثقافية وممثلين عن المجتمع المدني.