وزارة الصحة تحذر من الحوادث المنزلية التي تكثر بمناسبة العيد حذرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس، من خطر الحوادث المنزلية التي تهدد الجميع وخاصة الأطفال، الذين يعتبرون الأكثر عرضة خاصة بمناسبة عيد الأضحى، داعية إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر عند استعمال الوسائل الحادة للنحر ووسائل الطبخ سيما الموقد المعروف ب ‘' الطابونة ‘' التي يكثر استعمالها في العيد. ففي ندوة إعلامية تحسيسية للوقاية من الحوادث المنزلية، تم تنظيمها بالمعهد التكنولوجي للصحة العمومية بالأبيار ( العاصمة)، كشفت الدكتورة ليلى بن برنو، مسؤولة قسم مصلحة الحوادث المنزلية على مستوى المديرية العامة للوقاية والترقية الصحية بوزارة الصحة، أن الإحصائيات تشير إلى أن معدل التعرض للحوادث المنزلية في الجزائر تقدر بحوالي 10 آلاف إحادث سنويا بينها، 50 بالمائة حروق، وقالت أن الحروق تعد أخطر الحوادث المنزلية وأكثرها تكلفة خلال مرحلة العلاج والمتابعة الطبية. وأشارت الدكتورة بن برنو في معرض ردها عن سؤال للنصر خلال المناقشة، أن عملية التكفل الأولية بالمصاب الواحد بالحروق البليغة يكلف بين 40 إلى 50 ملايون سنتيم، ناهيك عن التكاليف الاخرى المتعلقة بالمتابعة الطبية لكل مصاب والتي قد تدوم لدى البعض من سنتين إلى ثلاث. وحذرت المتحدثة بالمناسبة من الحوادث المنزلية التي تقع للأطفال خلال المواسم والأعياد أين يكون فيها أفراد الأسرة منشغلين بنحر أضحيات العيد أو تحضير الوجبات الغذائية أو الحلوى غافلين عن تصرفات الأطفال التي قد تؤدي الى حوادث خطيرة. وفي عرضها المفصّل، حول مختلف الحوادث المنزلية التي وقعت خلال السنوات الأخيرة والتي أدى بعضها إلى وفاة الأطفال أوضحت الذات المسؤولة بمديرية الوقاية والترقية الصحية بوزارة الصحة أن الطابونة كوسيلة طبخ واسعة الإستعمال على سبيل المثال تسبقب نسبة 60 بالمائة من الحروق الخطيرة لدى الأطفال معظمهم يقل سنهم عن الخمس سنوات . ودعت بن لابرنو بالمناسبة إلى إبعاد الوسائل الحادة المستعملة في النحر وتقطيع اللحم و وسائل الطبخ كالشواية والطابونة ومواد التنظيف والبستنة عن الفضاءات القريبة من الأطفال مع تعزيز حملات التوعية والتحسيس من طرف جميع القطاعات والمجتمع المدني سيما خلال المواسم والأعياد . وأشارت بالمناسبة إلى أن الاستراتيجية التي سطرتها وزارة الصحة والتي تهدف على الخصوص إلى تنظيم أيام توعوية وتكوينية لفائدة السلك الطبي وشبه الطبي و وسائل الإعلام مع إعداد مطويات وومضات إشهارية بالقنوات الإذاعية والتلفزيونية لفائدة الجمهور العريض. كما كشفت في ردها عن سؤال آخر للنصر بأن وزارة الصحة بصدد التحضير لمخطط وطني للتكفل بالمحروقين، يشرف على تحضيره وزير القطاع شخصيا مختار حسبلاوي. من جهتها حذّرت الدكتورة سامية زاغ من مركز مكافحة السم من تناول الأطفال بعض المواد السامة من بينها مواد التنظيف التي تعتبر من بين المواد الأكثر خطورة في الحوادث المنزلية والتي يتناولها الأطفال بحكم جهلهم لإضرارها وفضولهم، داعية الأولياء إلى وضع تنظيم خاص بالمنزل لإبعاد كل ما هو خطير بالنسبة للأطفال مهما اختلفت أعمارهم . ونصحت المختصة من جهة أخرى العائلة بعدم تقديم أي علاج للطفل الذي يتناول بالصدفة هذه المواد الخطيرة وعدم تقيئته عمدا لتفادي تعقيد حالته وصعوبة تشخيص حالته من طرف الطبيب. أما الدكتورة وسيلة إسياخم من المركز الوطني لمكافحة التسممات فتطرقت إلى مختلف الحالات التي أحصاها المركز خلال سنة 2017 والتي فاقت 2000 حالة وقالت أن 81 بالمائة كان ضحاياها أطفال تقل أعمارهم عن تسعة سنوات وقد بلغت الذروة لدى فئة سنتين. وأشارت المتدخلة بالمناسبة إلى أن تناول الأدوية من قبل الأطفال في مقدمة هذه التسممات بسنبة 63 بالمائة ثم مواد التنظيف بنسبة 22 بالمائة وقد استدعت هذه الأخيرة إدخال هذه الفئة إلى المستشفى نتيجة تعقيد حالتها. وتمت الإشارة بالمناسبة ايضا إلى أن المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في علاج الحروق والجراحة البلاستيكية للأطفال شولي''العيادة المركزية سابقا'' ، الفريدة من نوعها على المستوى الوطني استقبلت يوميا شهر رمضان المبارك حوالي 30 إصابة حروق أطفال تتسبب فيها وسائل الطبخ في مقدمتها الموقد المعروف ب»الطابونة» بنسبة 90 بالمائة.