أصبحت الشواطئ غير المحروسة والمعزولة بالشريط الساحلي بالقل غرب ولاية سكيكدة في السنوات الأخيرة، تستقطب العشرات من الشباب المغامر و العائلات الباحثة عن الهدوء و الحرمة، حتى ولو كلفها الأمر قطع مسافات طويلة على مستوى طرق غير معبدة ومسالك غابية لفتح مواقع جديدة ، واكتشاف شواطئ عذراء تتميز بنقاوة مياهها، و يعمها الهدوء والسكينة على غرار شواطئ البرارك ، كسير الباز ، القصيعة ، غدير الحوت، بني سعيد ،لقبيبة انطلاقا من شاطئ عين أم القصب المحروس وصولا إلى شاطئ تمنارت . روبورتاج : بوزيد مخبي و قد كشفت الجولة التي قادتنا إلى بعض الشواطئ غير المحروسة بالقل ، عن وجود عدد كبير من العائلات القادمة من مختلف مناطق الوطن، لاسيما الولايات الداخلية، وفي مقدمتها ولاية قسنطينة و الكثير من العوالم الخفية من حياة المصطافين ، وهواة السباحة والصيد، حيث وجدت العائلات في هذه الشواطئ الهدوء والحرمة التي بات يبحث عنها كل رب عائلة هروبا من الشواطئ المفتوحة والتي تعج بالمصطافين وزخم حركاتهم المزعجة في كثير من الأحيان. قوارب النزهة وسيلة النقل إلى بني سعيد التوجه إلى شاطئ بني سعيد ببلدية القل على بعد 3 كلم، يكون عبر الطريق الساحلي الجديد مرورا بجبل ضامو، يحيل على مناظر في منتهى الجمال والروعة، أين تتراءى للزائر لوحة طبيعية خلابة تجمع بين زرقة البحر بأمواجه اللامتناهية وخضرة جبل سيدي عاشور الداكنة ، لكن الوصول برا إلى الشاطئ صعب للغاية ، ولم يتمكن من ذلك سوى الشباب المغامر وهواة الصيد وبشق النفس لأن المنطقة غابية وتشوبها الكثير من المخاطر، لكن العائلات اكتشفت في السنوات الأخيرة الطريق نحو الشاطىء بحرا ، إذ تتنقل إليه عبر قوارب للنزهة وضعت خصيصا لهم انطلاقا من شاطئ تمنارت، حيث تكون الرحلة الواحدة ب 1000دج ذهابا وإيابا ، وجدنا عائلة من قسنطينة على أهبة القيام برحلة نحو الشاطئ قال أفرادها أنهم اعتادوا على التنقل إلى شاطئ بن سعيد لقضاء ساعات في راحة وهدوء بعيدا عن الضجيج ، وتكون الفرصة مواتية للسباحة في مياه نقية . السهر على ضوء السفن في شواطئ عذراء غير بعيد عن شاطئ بني سعيد يوجد رأس القبيبة ومجموعة من الشواطئ العذراء الممتدة نحو شاطئ تمنارت ببلدية الشرايع 12 كلم عن القل، و بعد فتح الطريق السياحي أصبح الوصول إليهم سهلا ، خاصة وأنه يوجد بمحاذاة الطريق موقف محروس للسيارات ، حيث يتسنى للزوار ترك سيارتهم في آمان والنزول راجلين نحو شاطئ القبيبة ، وهو شاطئ مفضل للشباب أكثر، خاصة من هواة القفز لأنه صخري ، لكن سجلت هذه السنة حادثة مأساوية بعد وفاة شاب من المنطقة إثر تعرضه لإصابة بالغة على مستوى العنق والرأس أثناء قيامه بحركة بهلوانية والقفز من الصخور نحو البحر، حيث توفى بمستشفى قسنطينة، فيما يفضل الكثير من الشباب المغامر المبيت بالغابة القريبة من الشاطئ بإقامة الخيم و التزود بالمؤونة من أغذية وغيرها لقضاء ليلة سمر على أصوات خرير أمواج البحر وضوء السفن والبواخر العابرة لعرض مياه البحر في منظر رومانسي حالم، في حين لا يخلو المكان من هواة الصيد التقليدي أين يجد الكثير متعته في قضاء ساعات في مناجاة البحر والظفر بصيد وفير في أغلب الأحيان. «كسير الباز» و «البرارك»... شواطئ عائلية بامتياز بالرغم من أن معظم الشواطئ غير المحروسة الممتدة على ساحل مدينة القل أصبحت مقصد العائلات دون استثناء، إلا أنه تبقى بعض الشواطئ مفضلة وتحولت إلى وجهات عائلية بامتياز على غرار شاطئ كسير الباز وشاطئ البرارك بمدخل مدينة القل بمحاذاة الطريق الوطني رقم 85 ، لاسيما العائلات القسنطينية التي احتلت المكان الذي كان في وقت سابق يقصده الشباب من حي الطهرة الشعبي القريب منه، وحولته إلى قبلة مفتوحة للجميع ، أين وجدت العائلات راحتها التامة ، بالنظر لقرب الشاطئين المذكورين من المدينة، وكذا الطريق الوطني رقم 85 ، و يوجد متسع من المكان لركن السيارات على مرأى من الحاجز الأمني الثابت للشرطة ، والنزول بهدوء لقضاء يوم من الراحة والسباحة والتمتع بمكان يجمع بين رمال ذهبية وصخور صماء دون خوف أو ملل . مخيمات تكسر الصمت وعائلات تقضي العيد بالبحر أصبحت الشواطئ المعزولة بساحل القل قبلة القائمين على مخيمات الأطفال، لاسيما مخيمات الكشافة الإسلامية التي تفضل الأماكن الهادئة لتكسر صمتها من خلال البرامج التربوية والترفيهية التي يعدها و يقدمها المشرفون على المخيمات . في الوقت الذي شد فيه الكثير من المصطافين الرحال عائدين إلى ولاياتهم تزامنا مع حلول عيد الأضحى المبارك ، والذي قطع في هذه السنة عطلة الكثير منهم لقضاء أيام العيد في دفء العائلة، غير أن البعض من العائلات واصلت رحلة الاستجمام و فضلت البقاء أيام العيد قريبا من البحر ليشاركهم هذا الأخير الفرحة ، أين عرفت شواطئ القل تبادل تهاني العيد بمقربة من مياه البحر، وتذوقهم لحوم الأضاحي ، سيما وأن الكثير من العائلات القلية التي تربطها صلة وطيدة بالمصطافين تقاسمت معهم فرحة العيد و لحوم الأضاحي في أجواء مفعمة بالتواد والتراحم .