يطالب سكان حي الخطابي المتواجد في منطقة الصنوبر بقسنطينة، بالترحيل الفوري من منازلهم الهشة المهددة بالإنهيار والتي غزتها الجرذان و الأفاعي حسب تصريحاتهم لنا بعين المكان. السكنات التي لا يزال أغلبها مبنيا بخليط من الطين و فضلات الحيوانات و المشيدة قبل الاستقلال، باتت مهددة فعلا بالانهيار حيث وقفنا على عدة تشققات طالت الجدران و حتى الأرضيات، كما شاهدنا أنقاضا لمنزل انهار بالكامل، و صنفت مصالح الحماية المدنية المساكن المجاورة له في خانة الخطر بعد ظهور تصدعات بها، فضلا عن الحالة المتردية لأسقفها المصنوعة من القصدير و مادة "الترنيت". سكان الحي الذي يتوسط منطقتي بن تليس و الصنوبر و تقطنه حوالي 32 عائلة يتعدى عدد أفرداها ال 350، أكدوا لنا في عين المكان، أن معاناتهم لا تتوقف عند هشاشة منازلهم و خطر انهيارها الذي جعلهم يقضون ليالي بيضاء، بل تتعداها إلى التسربات التي لا تتوقف في فصل الشتاء و تسببت، حسبهم، في حدوث شرارات كهربائية كادت تودي بحياتهم، فضلا عن مشكلة الرطوبة الشديدة التي أدت إلى إصابة أطفالهم بالربو و أمراض الحساسية.كما طرح محدثونا مشكلة ضيق منازلهم و اضطرارهم في ظل أزمة السكن و تزايد عدد أفراد الأسرة الواحدة، لاستعمال غرفة لأكثر من 10 أفراد من أجل المبيت فيها، و للطهي في الرواق بقارورات غاز البيتان، لأنهم لم يربطوا منذ عشرات السنين بهذه المادة الحيوية، و ذلك قبل أن يتحدثوا عن غزو الجرذان و الأفاعي لمنازلهم، إلى درجة أن بضعهم أصيب بمرض معديّ خطير نتيجة استنشاقه إحدى الفيروسات التي تفرزها أجسام الجرذان الميتة.و من جملة الانشغالات التي طرحها السكان تعطل أعمدة الإنارة العمومية المحيطة بهم منذ مدة، ما جعلهم يعيشون رعبا حقيقيا كلما حل الظلام، فضلا عن تدهور حالة الأزقة المتواجدة بداخل الحي الذي يتميز بتواجده فوق منحدر، الأمر الذي أدى إلى تعرض العديد منهم وخاصة المسنين و الأطفال نتيجة تعثرهم فيها. السكان طالبوا بالاستعجال في ترحيلهم و استغربوا عدم استفادتهم من سكنات اجتماعية رغم أنهم يملكون الأولوية، كون حيهم، كما يقولون، يعد أقدم حي فوضوي بمدينة قسنطينة. مندوب القطاع الحضري التوت ،دعا سكان حي الخطابي من أجل التقدم إلى مصالحه من أجل معالجة مشكلة الإنارة العمومية و التهيئة، غير أنه أكد أن الترحيل و الربط بالغاز من صلاحيات والي قسنطينة وحده. ياسمين بوالجدري