اعتصمت صبيحة أمس 16 عائلة تقطن بعمارة رقم» 2« بحي محمد أيت أعمر بباب الوادي نتيجة الخطر المحدق بها وخوفا من انهيار العمارة المعرضة لخطر الانهيار في أية لحظة مهددين بتصعيد لغة الاحتجاج في حال عدم استجابة المسؤولين لهم، كما طالبوا في الوقت ذاته السلطات المحلية إنقاذها والتعجيل بترحيلهم إلى سكنات لائقة في اقرب وقت ممكن . ندد سكان العمارة رقم» 2« بحي محمد أعمر بباب الوادي المكونة من طابقين بسياسة الحقرة والتهميش التي تعرضوا لها من قبل السلطات المحلية التي تجاهلت وضعيتهم طيلة العشر سنوات الماضية خاصة وأن العمارة التي يقطنون آلية للسقوط في أية لحظة، مؤكدين أن هذه الشقق أصبحت تفتقد لأدنى شروط الحياة الكريمة،وقد شرحوا بمرارة معاناتهم اليومية مع هذه السكنات الضيقة ، موضحين أن العمارة ا تحولت إلى أطلال بفعل الكوارث الطبيعية مما أدى إلى تصدع جدرانها و تشقق أسقفها وأرضيتها التي أصبحت عرضة لتجمع المياه ،فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة والجرذان التي تتقاسم معهم معيشتهم وغيرها من الحشرات، وهو ما أدى إلي إصابتهم بأمراض مزمنة كالحساسية الربو حسبهم بالإضافة إلى اختلاط خيوط الكهربائية بأنابيب الماء والتي تحدث بين الحين والأخر شرارة كهربائية قد يحدث مستقبلا حسب المتحدثين. بؤس، شقاء وانتشار الأمراض هو ثالوث يهدد العائلات حياة 16 قاطنة بالعمارة المتضررة ، وهي المعاناة التي تتقاسمها في غرف تنعدم فيها شروط الحياة ومراحيض مشتركة تسببت في انتشار أمراض خطيرة لأفراد هذه العائلات ألزمت عليهم الخضوع إلى المعالجة الطبية ورغم هذا لم يشفع لهم عند سلطاتهم التي اكتفت -على حد قولهم- بنقل معاناتهم إلى السلطات العليا غير أنهم لم يشهدوا أي تغيير لحد الآن، كما أكدت لنا العائلات أن الإقامة في هذه العمارة لا يختلف عن العيش في بنايات هشة على حافة الواد، و هي كلمات رددها جل القاطنين بالمبني الذين تهافتوا علينا فور وصولنا إلى المكان لننقل معاناتهم إلى الجهات المعنية. وقالت العائلات بنبرات حزينة وعلامة الحسرة بادية على وجهوهم إن المكان لا يصلح لعيش الحيوان نظرا لقدمه واهتراء غرفه كما أن البناية أصبحت تشكل خطرا حقيقيا عليهم ، خاصة بعد أن تلقو إشعار من قبل أعوان الحماية المدنية والشرطة أثناء تنقلهم إلى العمارة أمس بضرورة إخلاء المكان لتجنب وقوع خسائر بشرية في حال سقوط المبني في أية لحظة، كما أضافوا أنهم سئموا من الوعود المقدمة من قبل السلطات التي وعدتهم مرارا وتكرار بالترحيل إلى سكنات لائقة لكن يقول هؤلاء أن هذه الوعود بقيت مجرد حبر على ورق. وأضاف السكان أن المصالح المختصة قامت بهدم العمارة المجاورة لمساكنهم دون احترام مقاييس الهدم المعمول بها متجاهلين في الوقت ذاته ما ينجر عن هذه العملية، كما خضعت العمارة عدة مرات لإحصاء المصالح المعنية لكن دون نتيجة تذكر حيث قامت الهيئة التقنية لمراقبة البنايات بمعاينة المكان وأشارت بعدم صلاحية وصنفته ضمن الخانة الحمراء . ومن جهته تنقل رئيس بلدية باب الوادي حسان كتو إلى العمارة رقم 2 بحي محمد أيت أعمر المتضررة حيث وقف على المأساة العائلات وحجم المعاناة التي يعيشونها منذ سنوات ،مؤكدا في تصريح ل »صوت الأحرار« أن ملف العائلات قيد الدراسة من طرف مصالح ولاية الجزائر، حيث سيتم إدراجهم ضمن البرنامج الولائي لإعادة الإسكان الذي انطلق السنة الماضية مشيرا في الوقت ذاته إلى أن عملية الترحيل ستكون خلال الأيام القليلة المقبلة .