تركيا لا تستبعد تدخلا دوليا في سوريا وتخشى اقتتالا طائفيا على حدودها ذكر مسؤول تركي أن بلاده لا تستبعد تدخلاً دولياً في سوريا في حال لم يتوقف نظام الرئيس بشار الأسد عن استخدام العنف ضد شعبه، مضيفا أن بلاده كانت تحاول دائما إقناع الدول الغربية بمنح الأسد المزيد من الوقت لتطبيق إصلاحات، غير أن النظام السوري لم يستمع حسبه إلى النصائح واستمر في إطلاق النار على مواطنيه . ذات المسؤول أضاف أن الرسالة التي حملها وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو إلى الأسد كانت "إنذاراً أخيراً" وفي حال استمرار العنف لن يمكنه الاعتماد على صداقة تركيا كما قال، ذات المصدر أكد أن من الأسباب الأخرى التي أدت إلى "نفاذ صبر" تركيا، هو الدعم المطلق الذي أعلنت عنه الحكومة الإيرانية لسوريا، مضيفا أن سوريا تحكمها أقلية دينية قريبة من الأغلبية الشيعية في إيران، وأن تصعيد العنف أكثر قد يؤدي إلى حسبه إلى اقتتال طائفي ليس فقط في سوريا بل أيضاً في العراق. من جانب آخر نقلت مصادر إعلامية بريطانية عن تقارير استخباراتية غربية، أن إيران وافقت على تمويل بناء قاعدة عسكرية جديدة في مطار اللاذقية بقيمة 23 مليون دولار، وذلك لتسهيل نقل الأسلحة ومعدات عسكرية أخرى بين البلدين حسب ذات المصادر التي أشارت إلى أنه بموجب اتفاقية أبرمت بعد زيارة وفد سوري رفيع المستوى إلى طهران في جوان الماضي، فإن إيران ستساعد في تطوير مجمّع عسكري جديد بمطار اللاذقية سيكتمل نهاية السنة المقبلة، وذلك - كما قالت- قصد فتح ممر يسمح لإيران بنقل الأجهزة العسكرية مباشرة إلى سوريا. ذات المصادر أكدت أن إيران شعرت بالقلق العميق حيال الاحتجاجات الأخيرة ضد نظام بشار الأسد، مشيرة إلى أن فريقاً من ضباط الحرس الثوري الإيراني سيتمركزون في القاعدة بشكل دائم مع أجهزة المخابرات السورية لتنسيق نقل شحنات الأسلحة الإيرانية.وفي الوضع الميداني قال نشطاء إن القوات السورية قتلت 20 محتجا بالرصاص أول أمس الجمعة إثر المظاهرات التي خرج فيها عشرات الآلاف مطالبين بسقوط نظام الأسد، وقد شملت المسيرات مدينتي حماة ودير الزور اللتين اقتحمتهما دبابات الجيش بداية شهر رمضان، كما أفاد ناشطون صباح أمس السبت أن قوات الأمن اقتحمت منطقة الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية بالدبابات وفرضت حظر التجول، وقالوا أن قوات الأمن اجتاحت دير الزور بالكامل، وأن رجال الأمن قاموا بأعمال تخريبية واسعة في المدينة . وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد دعت دول العالم إلى الكف عن شراء النفط والغاز السوري للضغط على السلطات السورية لوقف قمع المحتجين، وكانت كلينتون دعت في وقت سابق كلا من الصين والهند إلى فرض عقوبات على سوريا في مجال الطاقة، فيما دعت روسيا إلى وقف بيع الأسلحة لدمشق، معتبرا أن الأسد فقد شرعيته لقيادة البلاد وأن سوريا ستكون أفضل من دونه كما قالت. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 2150 شخصا قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للأسد منتصف مارس الماضي، وقد أعلن دبلوماسيون في نيويورك أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا الخميس المقبل يخصص لحقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية الطارئة في سوريا. وأعلنت البعثة الفرنسية في مجلس الأمن أن مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي ومساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري اموس ستقدمان تقريرا عن الوضع في سوريا خلال هذا الاجتماع. وكان مجلس الأمن قد ندّد بأعمال العنف في سوريا في بيان أصدره في الثالث من أوت الجاري، وتم رفع تقرير حول الأحداث التي شهدتها سوريا منذ ذلك الحين إلى المجلس .