صادق مجلس الشعب السوري (البرلمان) خلال جلسة خاصة أمس على القوانين الإصلاحية التي أقرتها الحكومة أخيرا في الوقت الذي اقتحمت دبابات الجيش ومدرعاته احياء عدة في مدينة دير الزور شرق البلاد بعد حصارها عدة ايام وهذا وسط دعوات دولية بوقف العنف والاستجابة لمطالب المحتجين. وتأتي الدعوة لانعقاد المجلس السابق بناء على أحكام الدستور التي تقضي بدعوة المجلس للانعقاد خلال 90 يوما من انتهاء فترته الدستورية في حال لم يتم انتخاب مجلس جديد فيما جرى تأجيل الانتخابات البرلمانية في سوريا لهذا العام على خلفية الأحداث التي تشهدها البلاد منذ أكثر من أربعة أشهر بهدف إعطاء فرصة كافية للتحضير لانتخابات برلمانية وفقا للقانون الجديد. وناقش المجلس أمس مواضيع «تهم الوطن والمواطن» حسب دعوة رئيس المجلس محمود الأبرش وخصصت الجلسة لانتخاب مكتب المجلس بعد تعيين نائب رئيس المجلس رضوان حبيب وزيرا للشئون الاجتماعية والعمل. ونقلت صحيفة «البعث» الناطقة بلسان الحزب الحاكم في سوريا عن المصادر البرلمانية قولها إن المراسيم التي أصدرها الرئيس السوري بشار الأسد خلال الأشهر الثلاثة الماضية ومن بينها قانونا الأحزاب والانتخابات العامة ستحول إلى المجلس الذي سيحيلها بدوره على اللجان المختصة. وتوقعت المصادر طلب عقد دورة استثنائية للمجلس لأن «الوطن يواجه تحديات كبيرة وكي نواكب برنامج الإصلاح الشامل الذي يشمل إصدار حزمة من القوانين والتشريعات». وكان وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أعلن خلال لقائه السبت سفراء الدول العربية والأجنبية في دمشق أن الانتخابات العامة سوف تجري قبل نهاية هذا العام وسوف يكون صندوق الانتخاب هو الفيصل ويترك لمجلس الشعب الذي سيتم انتخابه أن يراجع القوانين التي اعتمدت ليقرر ما يراه بشأنها. وعلى الصعيد الامني افادت تقارير اخبارية ان منطقة الحولة بمدينة حمص الواقعة في وسط سوريا تعرضت لقصف أدى إلى سقوط قتلى من المدنيين اثر عملية عسكرية قام بها الجيش. وفي هذا السياق ذكر مدير المرصد السورى لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان قوات الجيش اقتحمت ب25 دبابة والية عسكرية صباح أمس تجمع قرى الحولة تلدو وكفر لاها وتل الذهب واجرت عمليات عسكرية اسفرت عن مقتل عدة اشخاص. وكانت دبابات الجيش دخلت الى الحولة شمال غرب حمص الثلاثاء الماضي حيث سمع اطلاق نار غزير وتم الابلاغ حينها عن اصابة 15 شخصا بجروح. من جهتها قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا ان الجيش اقتحم أحياء الموظفين والقصور والعمال والجورة والطب والضاحية والرشدية والحوريقة وسط سماع انفجارات قوية في مختلف أرجاء دير الزور مضيفة ان قوات من الجيش والامن تطوق دير الزور الآن بشكل كامل وتمنع الاهالي من النزوح منها. وفي المقابل تؤكد القيادة السورية ان الجيش يدخل الى المحافظات لتطهيرها من العصابات المسلحة التي تروع المدنيين وتطلق النار على عناصر الجيش والامن. وعلى الصعيد الدولي طالبت الاممالمتحدة على لسان امينها العام بان كي مون الرئيس السوري بشار الاسد بوقف الحملة العسكرية واستخدام الجيش ضد المتظاهرين المدنيين المعارضين لنظامه. من جهتها اعلنت تركيا على لسان رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان أن وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو سيزور سوريا بعد غد الثلاثاء لإجراء اجتماعات ضرورية ونقل رسائل إلى المسؤولين السوريين. يذكر أن سوريا تشهد منذ منتصف مارس الماضى احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى بين المدنيين وقوات الأمن على حد سواء.. وتلقى السلطات السورية باللائمة في هذا الشأن على ما وصفتها ب«الجماعات المسلحة».