سارع مدرب اتحاد الشاوية التقني التونسي حميّد رمضانة، على تعليق الهزيمة التي تلقاها فريقه في «الديربي» على يد اتحاد عين البيضاء على مشجب العقم الهجومي، وأكد بأن النتيجة لم تكن مستحقة، وأن نقطة التعادل كانت في المتناول. وقال رمضانة في حوار مع النصر، بأنه لم يكن يتوقع مثل هذه الانطلاقة، بالنظر إلى التحضيرات التي قام بها الفريق، خاصة اقامة تربص في تونس، لكن غياب الفعالية في الهجوم تبقى بمثابة الهاجس الوحيد الذي يؤرقه منذ انطلاق المنافسة. ما تعليقكم على الهزيمة التي تلقيتموها في المباراة المحلية ضد اتحاد عين البيضاء؟ هذه المقابلة هي ثالث «ديربي» نخوضه في البطولة، لأن الرزنامة وضعتنا في مواجهة أندية من مدن مجاورة في بداية الموسم، وهذا العامل ألقى بظلاله على النتائج المسجلة، لكن المباراة ضد اتحاد عين البيضاء شهدت حدوث بعض الحالات التي لم نكن نتوقعها، والتي زادت في تعقيد أوضاعنا، لأننا تلقينا هدفا مبكرا مباشرة بعد ضربة الانطلاقة من خطأ بدائي، والحارس ياحي تعرض لاصابة أجبرتنا على القيام بأول تغيير في الدقيقة الأولى من عمر اللقاء، وهو الهدف الذي ترك اثاره على الجانب البسيكولوجي لعناصرنا، بدليل وقوع خط الدفاع في خطأ آخر بعد خمس دقائق فقط، مما كلفنا هدفا ثانيا، وهذا «السيناريو» لم نكن نتوقعه إطلاقا، خاصة وأن المدافع فتال اضطر بدوره إلى مغادرة الميدان بسبب اصابة في الكتف، وقد خسرنا تغييرين في وقت جد حساس، وهنا بودي أن أوضح شيئا مهما. تفضل ... ما هو؟ حقيقة أن العودة في النتيجة كان أمرا صعبا، لكننا حاولنا الرفع من معنويات المجموعة، بالتأكيد على أن 85 دقيقة تكفي لقلب الموازين رأسا على عقب، وقد كان تجاوب لاعبينا مع هذه المعطيات جد إيجابي، إذ نجحنا في فرض إيقاع لعبنا، وفرض سيطرة مطلقة على أطوار المقابلة، بينما تراجع الخصم كلية إلى الدفاع، وتقليص الفارق في أواخر الشوط الأول من ضربة جزاء سمح لنا بكسب شحنة معنوية كبيرة، ولو اننا كنا قادرين على أخذ الأسبقية في النتيجة، بالنظر إلى الفرص الثلاثة التي تم اهدارها بطريقة غريبة امام المرمى، وهذا كله بسبب قلة التركيز وغياب النجاعة الهجومية. نفهم من كلامكم بأن اشكالية العقم الهجومي كانت سبب الهزيمة؟ هذا أمر لا نقاش فيه، لأن الفرص التي أتيحت لنا عبارة عن أهداف محققة، لكن غياب صاحب اللمسة الأخيرة حال دون ترجمتها، وهذا الجانب نعاني منه منذ انطلاق الموسم، حيث عايشنا نفس الوضعية في الجولة الأولى ضد شباب عين فكرون، لما ضيعنا العديد من الفرص، كما أهدرنا فوزا مستحقا بملعبنا في الجولة الثانية أمام اتحاد خنشلة، وقد انتظرنا إلى غاية لقاء عين البيضاء للنجاح في تسجيل أول هدف في الموسم، وكان من ضربة جزاء، رغم أننا حاولنا تجريب العديد من الخيارات بحث عن حلول ناجعة، لكننا على حد الآن لم نتمكن من إيجاد مخرج يخلصنا من هذا الهاجس، العقم الذي يلازم القاطرة الأمامية سبب لنا الصداع، مادام أنه صعّد من غضب الأنصار على الفريق. وكيف كان رد فعل المسيرين بعد هذه الانطلاقة؟ الأكيد أن الاكتفاء بالحصول على نقطتين فقط في الجولات الثلاث الأولى من الموسم يبقى أمرا غير متوقع، لأن الفريق كان قد أجرى تحضيرات في المستوى، وشخصيا لم أكن أتصور هذه الانطلاقة المتعثرة، رغم ان التركيبة البشرية تغيرت بنسبة كبيرة جدا، لكن ذلك لا يكفي لتبرير النتائج السلبية المسجلة، والمسيرون لم يهضموا بدورهم هذه النتائج، لأن الآداء الجماعي مقنع نسبيا، غير أن الفعالية في الهجوم تبقى الغائب الأكبر، وهي سبب هذه الانتكاسة، ومع ذلك فإننا نسعى لرفع معنويات المجموعة، ومواصلة العمل لكسب ثقة اكبر في النفس والامكانيات، على أمل النجاح في تدارك ما ضاع، والعودة بقوة في البطولة، لأن المشوار لا يزال في بدايته. حاوره: ص / فرطاس