الشروع في هدم 139 بناية في محيط منجم الفوسفات ببئر العاتر باشرت بلدية بئر العاتر - 90 كلم إلى الجنوب من تبسة – في تهيئة محيط بلاد الهذبة، وشرعت في هذا الإطار، في تهديم بعض المساكن و البنايات الخاصة، لضم أراضيها إلى محيط منطقة الهذبة التي ستستغل في تدعيم القدرات الإنتاجية الوطنية إلى حدود 10 ملايين طن سنويا من مادة الفوسفات، وبعملية الهدم هذه، تعلن السلطات رسميا عن الشروع في إنجاز هذا المشروع، الذي كان محل زيارات لعدة مسؤولين سامين بالدولة. مصالح بلدية بئر العاتر، كانت قد هدمت، أول أمس، 8 سكنات من مجموع 13 مسكنا وجهت لأصحابها قرارات الهدم، وبحضور رئيس البلدية وممثلين عن شركة صوميفوس وسوناطراك والصين، شرع في هذه العملية التي ستستهدف هدم 139 مسكنا وبناية ومغروسات كمرحلة أولى، على أن تهدم دفعة ثانية مكونة من 111 مسكنا وبناية في المرحلة الثانية. و حسب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بئر العاتر زرقي محمد، فإن عملية الهدم تخص قرابة 250 بناية بمحيط هذا المشروع و قد ضبطت قائمة المساكن المعنية بالهدم، في الوقت الذي سيتم تعويض أصحاب هذه العقارات من شركة صوميفوس، التي رصدت 9.2 مليار سنتيم لتعويضهم، كما خصصت السلطات ما يقارب 250 مسكنا ريفيا، حسب محدثنا، لتحويل هؤلاء، و لا يستبعد محدثنا بناء بعض هذه المساكن الريفية في مجمعات لتسهيل ربطها بالشبكات. للتذكير، تراهن السلطات الجزائرية على مشروع بلاد الهذبة للفوسفات، لرفع قدرات الإنتاج الوطنية من هذه المادة، من 2 مليون طن حاليا إلى حدود 10 ملايين طن في حال تجسيد هذا المشروع، و هو ما سيمكن الجزائر من الاكتفاء الذاتي، على أن يوجه البعض مما زاد عن ذلك للتصدير، لتدعيم الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة. و يقع منجم بلاد الهذبة على بعد 25 كلم شرق مدينة بئر العاتر، و كان محل زيارة المدير و عدة وزراء و مسؤولين سامين بالدولة، وتراهن الدولة على هذا المشروع الذي سيدخل مرحلة الاستغلال والإنتاج في العقد الثاني من هذا القرن، لرفع قدراتها الإنتاجية من مادة الفوسفات، بحيث سيحول 80 بالمائة من مادته الخام إلى الحمض الفوسفوري و الأسمدة بكل من «العوينات» بتبسة «و وادي الكباريت» بسوق أهراس و «لحجار السود» بسكيكدة. و ساهمت مؤسسة سوناطراك في مشروع منجم الهذبة للفوسفات بتبسة بنسبة 34 بالمائة، فيما ساهم مجمع مناجم الجزائر ب 17 بالمائة و قدرت مساهمة الطرف الجزائري بقرابة 6 ملايير دولار، ومن المنتظر أن يدخل المشروع الذي تدعم بشراكة صينية في إطار القاعدة 51/49، حيز الإنتاج بعد 30 شهرا، و سيمكن من استغلال 60 مليون متر مكعب في اليوم من مادة الفوسفات، و يتوقع المختصون أن يدر المشروع أرباحا في حدود 1.5 مليار دولار إلى 2 مليار دولار، و ستدعم كذلك ولايات تبسة و سوق أهراس و عنابة و سكيكدة و الجزائر بصفة عامة بحوالي 5000 إلى 6000 منصب عمل.