تلتقي رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس خلال الأيام القليلة القادمة بوزير التجارة سعيد جلاب، قصد تنسيق العمل وتمكين مؤسسة الهلال الأحمر من ربط اتصالات بتجار ومستثمرين ورجال أعمال، بهدف إقحامهم في المجال التضامني لفائدة سكان المناطق الحدودية والنائية، فضلا عن التنسيق مع قطاع الرياضة لتنظيم منافسات لجمع التبرعات. كشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري في تصريح للنصر عن المحاور الرئيسية للاستراتيجية التي تم إعدادها للتكفل بالفئات المحرومة القاطنة بالمناطق الحدودية والنائية، خاصة خلال فصل الشتاء الذي يفرض مضاعفة العمل الخيري والتضامني، وتوفير ظروف الحياة الكريمة للمعوزين والفقراء، معلنة عن لقاء قريب سيجمعها بوزير التجارة سعيد جلاب، سيتمحور حول كيفية ساعدة تمكين الهلال الأحمر الجزائري من ربط اتصالات مع كبار التجار ورجال الأعمال والمستثمرين للمساهمة بقوة في إعانة المناطق الحدودية والبعيدة، على أن يقوم الهلال الأحمر بدور الوسيط، بتزويد من ينخرطون ضمن هذه الاستراتيجية، بقائمة الأسر الفقيرة حتى تذهب المساعدة مباشرة إلى مستحقيها. ويهدف الهلال الأحمر من خلال طريقة العمل هذه حسب تأكيد سعيدة بن حبيلس إلى إضفاء الشفافية على العمل الخيري، على اعتبار أن الهيئة التي ترأسها تبنت منذ العام 2014 طريقة عمل جديدة تقوم على تكريس السلوك التضامني، وتمكين الخيرين والمتبرعين من تقديم الإعانات مباشرة على الفقراء، دون المرور على الهلال الحمر، الذي تمكن من تجنيد 20 الف متبرع يسهرون على تجنيد الخيرين وحشد الإمكانات المتوفرة لرفع الغبن عن الأسر الفقيرة التي تعيش ظروفا صعبة، لا سيما في الأرياف والمناطق الجبلية والحدودية. وأكدت بن حبيلس موافقة وزير التجارة على التنسيق مع الهلال الأحمر، على أن يتم قريبا عقد لقاء مماثل مع رئيس الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، بغرض تنظيم دروات رياضية ستخصص لجمع الإعانات لصالح المعوزين، وتجنيد النشاط الرياضي في العمل التضامني، إذ يعتزم الهلال الأحمر استغلال الوجوه الرياضية المعروفة والمشاهير ورجال المال والأعمال في تحقيق الاستراتيجية الجديدة، وفي هذا الصدد أبدت بن حبيلس اقتصار نشاط الهلال الأحمر على المناسبات، كتوزيع وجبات ساخنة وأفرشة وأغطية على المتشردين أيام البرد أمام أعين عدسات الكاميرا، موضحة بأن المتطوعين في صفوف الهلال الاحمر انتشروا في الميدان تزامنا مع التقلبات الجوية الأخيرة، للقيام بعملهم الإنساني. وتوجهت المتحدثة من جديد إلى رجال الأعمال الذين وعدوها بمساعدة الهلال الأحمر في مهمته النبيلة، من أجل الإسراع في تقديم الإعانات، موضحة أنه بحكم تجربتها في العمل التضامن منذ التسعينات، فهي تحوز على قوائم لعناوين العائلات الفقيرة والمحتاجة، خاصة بالبلديات الحدودية والقرى النائية، ستعمل على تسليم نسخ منها إلى الميسورين لمنح المساعدات إلى مستحقيها في ظل الشفافية التامة، قائلة إن طريقة العمل التي اعتمدها الهلال الاحمر منذ أربع سنوات منحته المصداقية، ومكنته من توسيع شبكته التضامنية دون الاتكال على إعانات الدولة. ويعد ملف الأشخاص دون مأوى أو المتشردين من ضمن الملفات التي يعمل على معالجتها الهلال الاحمر الجزائري وفق مقاربة اجتماعية وتضامنية بحتة، تقوم على إعادة الاعتبار للقيم الأخلاقية والإنسانية وللروابط الأسرية، بإعادة إحياء الضمير الإنساني، لأنه لا يعقل في نظر بن حبيلس أن ترمي الأسرة بأحد ابنائها إلى الشارع مهما كان السبب، أو أن لا يجد الأبوان مأوا لهما سوى دار العجزة بعد سنوات من العطاء والشقاء، لذلك فهي تعمل على إطلاق مبادرة مع وزارة الشؤون الدينية، بإشراك العقلاء وشيوخ الزوايا والأئمة، لمحاربة هذه الظواهر السلبية، ونشر روح التسامح والإخاء، لإعادة جمع شمل الأسر، التي تسببت ظروف معينة في تفكيك روابطها وتشتيت تماسكها، قائلة إن لكل متشرد أسرة بإمكانها أن تمنحه الدفء العائلي، وتوفر له الرعاية، بدل افتراش الأرض والمبيت في الشارع، بكل ما يحمله من مخاطر. وأوضحت المتحدثة أنها تسعى لإتمام الإرادة السياسية للدولة في المجال التضامني، وجعل العمل الإنساني والخيري ثقافة راسخة لدى الأفراد، والعمل على تلقينه للطفل خلال سنواته الأولى في الدراسة.