البداية المتعثرة يتحملها جابري ورصدنا مليارا لتلبية مطالبه اعتبر رئيس ترجي قالمة رياض شرقي، الانتصار الأخير المحقق داخل الديار ضد مستقبل الرويسات، بمثابة الانطلاقة الفعلية للفريق، بعد البداية المتعثرة، ونوه بالدور الكبير الذي لعبه المدرب الجديد مولود كاوة، مع اعترافه بالهفوات، التي ارتكبها خلال الميركاتو الصيفي. شرقي، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن استعادة الفريق عافيته، تدفع أسرة «السرب الأسود» للتمسك بالصعود إلى وطني الهواة كهدف رئيسي، كما تحدث عن مغامرة الكأس وكذا الأزمة المالية وقضية التجميد الذي يطال الحساب البنكي، ونقاط أخرى نقف على تفاصيلها في الدردشة، التي جاءت على النحو التالي: ما تعليقكم على الاستفاقة التي سجلها الترجي، خاصة وأنها تزامنت مع جلب مدرب جديد؟ أبسط ما يمكن قوله في هذا الشأن أن المدرب كاوة، نجح في وضع بصمته بسرعة البرق، لأن الفريق كان يعاني من أزمة نتائج، وانعكاساتها كانت كبيرة على الجانب المعنوي للاعبين، مع فقدان ثقة الأنصار، لكن استقدام مدرب جديد كان بمثابة المنعرج، على اعتبار أن الأمور تحسنت بشكل ملحوظ، سواء من حيث الروح الجماعية، أو النتائج الميدانية، واستغلال فرصة اللعب مرتين متتاليتين داخل الديار بإحراز 6 نقاط مكنتنا من طي صفحة النكسات، والاقتراب بصورة تدريجية نحو قمة هرم الترتيب، لأن الانطلاقة الكارثية كانت قد سربت الشكوك إلى قلوب اللاعبين، المسيرين والأنصار بخصوص مستقبل الترجي في هذه الحظيرة، لكن المعطيات تغيرت رأسا على عقب، وأصبحنا ننظر إلى المستقبل من زاوية التفاؤل. يعني هذا بأنكم كسبتم الرهان من خلال استقدام المدرب كاوة؟ العمل الذي قام به كاوة منذ شروعه في العمل خلال أسبوعين، يكفي للإشادة بالدور الكبير الذي لعبه، خاصة من الناحية البسيكولوجية، لأن المعاناة كانت كبيرة في هذا الجانب، واللاعبون فقدوا الثقة في النفس والامكانيات، على خلفية النتائج السلبية المسجلة في بداية المشوار، والمدرب الجديد ركز عند شروعه في العمل على روح المجموعة، فكان تجاوب اللاعبين مع الاستراتيجية التي انتهجها كافيا لضخ دماء جديدة في الفريق، خاصة بعد النجاح في الفوز على نجم البسباس ومذا مستقبل الرويسات، والتنويه بعمل المدرب مستمد بالأساس من التحسن الملحوظ في آداء الفريق، وكذا حسن قراءته لمعطيات كل مباراة، وذلك بالنجاح في التغييرات التي يقوم بها. بالنظر إلى هذه المستجدات، ما هي رهاناتكم في باقي المشوار؟ ما عشناه في الجولات الأولى من الموسم الجاري، كان عبارة عن «كابوس»، لأن خيبة الأمل كانت كبيرة، وبصفتي المسؤول الأول في النادي، فقد أحسست بأنني كذبت على الأنصار، عند الحديث طيلة الصائفة الماضية، بأن الصعود يبقى الهدف الرئيسي، سيما بعد الانطلاقة الكارثية المسجلة، ولو أن المسؤولية في ذلك ألقيها على المدرب السابق جابري، الذي أعطيناه بطاقة بيضاء في عملية الاستقدامات، وجلبنا ترسانة من اللاعبين الذين اشترط تواجدهم في التعداد، بتكلفة مالية قاربت المليار سنتيم، بتسديد رواتب 3 أشهر كشطر أول لمعظم العناصر، كما وفرنا له كافة الظروف المواتية في فترة التحضير، لكن حقيقة الميدان كانت صادمة بالنسبة لنا وللأنصار، بالاكتفاء بنقطة واحدة في 3 مباريات، لكن المعطيات تغيرت كلية مع كاوة، ولمسة المدرب كانت واضحة، والفريق ظهر بوجهه الحقيقي، مع طي صفحة المشاكل الداخلية والتكلات نهائيا، وتنصيب مصلحة الترجي في المقام الأول، الأمر الذي يجعلنا جد متفائلين، بخصوص القدرة على التنافس على ورقة الصعود، والتنقل القادم إلى عين ياقوت، سيكون بمثابة الاختبار الحقيقي، الذي نقف من خلاله على درجة الجاهزية التي بلغها اللاعبون، خاصة من الناحية المعنوية. لكنكم مقبلون على مباراة هامة في إطار كأس الجزائر ضد أولمبي بومهرة؟ الحديث عن مشوار البطولة، والطموح لتحقيق الصعود، لا يعني بأننا لا نراهن على منافسة الكأس، بل أننا نضع مغامرة «السيدة المدللة» في صدارة أولوياتنا، وذلك بالسعي لتجاوز المرحلة التمهيدية الجهوية، والتواجد مع كبار الرابطة المحترفة في أدوار متقدمة، لأن الكأس تبقى البوابة الوحيدة التي تسمح للترجي القالمي، باستعادة مكانته في الساحة الكروية الوطنية، ونفض الغبار عن جزء من أمجاده الضائعة، وقد تحدثنا مع اللاعبين والطاقم الفني في هذا الخصوص، مع الالحاح على ضرورة أخذ الأمور بجدية كبيرة، والتأهل إلى الدور 32 يبقى هدفا على المدى القصير. وماذا عن جديد الوضعية المالية والحساب البنكي وقضية التدقيق المالي المطروحة على العدالة؟ إحالة القضية على العدالة، كان بناء على شكوى تقدم بها رئيس المجلس الشعبي الولائي، بسبب اشكالية الديون المتراكمة منذ عدة سنوات، وبالتالي فإن المكتب المسير الحالي لا ضلع له فيها، رغم أننا المتضرر الأول، لأن الأحكام القضائية مازالت تتهاطل علينا، بعد لجوء الكثير من الدائنين السابقين إلى العدالة للمطالبة بتحصيل مستحقات تعود إلى مواسم منصرمة، الأمر الذي تسبب في تجميد الحساب البنكي للنادي، مع وجود حجز بقيمة تقارب 1,5 مليار سنتيم، في الوقت الذي حرمنا فيه، من استغلال شطر كبير من إعانات السلطات العمومية الموسم الفارط، ولو أن مؤشرات الانفراج، بدأت تلوح في الأفق بعد تدخل السلطات المحلية، بدليل أن الرئيس الأسبق عمر محمداتني ألغى قرار الحجز، وتنازل عن نصف ديونه، في انتظار رفع التجميد نهائيا عن حساب النادي، لأن الفريق سقط إلى هذا القسم بسبب صراعات هامشية، والمساعي التي تقوم بها عديد الأطراف لضمان الهيكلة الإدارية على أسس صحيحة، تبقى بمثابة المؤشر على أن المستقبل سيكون أفضل، سيما بعد تطهير الجمعية العامة، وتوسيع تركيبتها على بعض المستثمرين ورجال الأعمال، فضلا عن وجود مشروع لسن قانون داخلي جديد للنادي.